كشف وزير حقوق الإنسان اليمنى الدكتور محمد عسكر أن ميليشات الحوثى المدعومة من إيران لجأت إلى استخدام الأطفال لزرع الألغام فى المناطق التى يطردون منها، كما تعمدوا تفخيخ المنازل والمستشفيات ودور العبادة تهديدًا للمدنيين.وأوضح فى حوار لـ«البوابة نيوز» أن الميليشات استخدمت أنواعًا مختلفة من الألغام، تحديدا المضادة للأفراد، والتى تعد من أخطر الأسلحة العشوائية المحظورة، زرعتها فى مناطق مأهولة بالسكان، كما استخدمت الألغام الارتجالية والمموهة، حيث ابتكرت طرقا وأساليب جديدة فى استخدام الألغام المضادة للمركبات، وتحويل استخدامها إلى مضادة للأفراد، وذلك بقصد إحداث أكبر قدر من القتل والإعاقة والضرر للمدنيين الأبرياء، وفيما يلى نص الحوار:■ فى البداية حدثنا عن الأساليب التى استخدمتها ميليشيات الحوثى الإرهابية فى زراعة الألغام ؟- كلفت ميليشيات الحوثى الأطفال بزرع الألغام سواء فى المناطق التى يطردون منها أو على الحدود اليمنية السعودية، وأدت إلى مقتل الكثير من الأبرياء، وراح ضحيتها حتى الأطفال المجندين فى صفوف ميليشيات الحوثى المدعومة من إيران.■ كيف يتم استدراج هؤلاء الأطفال لأداء هذه المهام؟- استغلت ميلشيا الحوثى المدعومة من إيران الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والطبيعة القبلية المتشابكة فى اليمن لاستقطاب وتجنيد الأطفال، وفى هذا السياق قدمت الإغراءات المالية والوظيفية فمن أبرز آليات تجنيد الأطفال حيث يتم استغلال الفقر، وتدنى الحالة الاقتصادية، إذ تقوم العديد من الأسر بإرسال أبنائهم للانضمام إلى الميلشيات مقابل الحصول على ما يقرب من ٥٠ ألف ريال يمنى، أى ما يوازى ١٥٠ دولارًا شهريًا فى محاولة لتوفير موارد مالية تساعدهم على توفير الحد الأدنى المطلوب من احتياجاتهم اليومية بخاصة فى بعض العائلات التى يصل عدد أفرادها إلى خمسة عشر فردًا - بحسب مقابلات تم عملها مع الأطفال المجندين وأسرهم، ويضاف إلى ذلك عمليات التعبئة الدينية التى تقوم بها ميلشيات الحوثى بخاصة فى محافظة صعدة بشمال اليمن حيث يقوموا فى المدارس بتخصيص حصص أسبوعية لطلاب المدارس تتحدث عن فضيلة الحروب.■ كم عدد الألغام التى زرعتها ميليشيات الحوثى فى اليمن حتى عام ٢٠١٨م؟- بلغت عدد الألغام التى زرعتها ميليشيات الحوثى أكثر من مليون لغم، وتسببت الألغام فى إعاقة ٨١٤ مدنيًا أصيبوا بعاهات دائمة، منهم ٣٧٤ بترت أطرافهم، وسببت لهم إعاقة، بينهم أطفال ونساء.■ ماذا عن أبرز المناطق التى تعرضت لعمليات زرع الألغام؟- زرعت الألغام فى كثير من نواحى عدن، وأبين ومأرب والجوف والبيضاء وصعدة والحديدة ومناطق شمال صنعاء.■ هل حصرتم أنواع الألغام التى استخدمتها ميليشيات الحوثية؟- استخدم الحوثيون أنواعا مختلفة من الألغام، كالألغام المضادة للأفراد، والتى تُعد من أخطر الأسلحة العشوائية المحظور زراعتها فى مناطق مأهولة بالسكان، وحولتها إلى حقول للموت، فهناك أكثر من ٣٠٠ ألف لغم فى محافظات يمنية عدة فى الجنوب والشمال، وتسببت فى سقوط الكثير من الضحايا المدنيين حيث بلغت الأضرار ما يزيد عن ٣٠٠٠ حالة تضرر تنوعت بين قتل وإصابة وتفجير منشآت وتفخيخ مركبات وجسور ومزارع وآبار.كما استخدم الحوثى الألغام الارتجالية والمموهة، حيث ابتكرت طرقا وأساليب جديدة فى استخدام الألغام المضادة للمركبات، وتحويل استخدامها إلى مضادة للأفراد، وذلك بقصد إحداث أكبر قدر من القتل والإعاقة والضرر للمدنيين الأبرياء، وتنوعت أشكالها وأحجامها وأخذت نفس طبيعة الأرض والمكان الذى تزرع فيه، مما يؤدى إلى صعوبة اكتشافها.وهناك الألغام البحرية التى زرعتها فى مناطق يرتادها الصيادون اليمنيون.وتفننت الميليشات المدعومة من إيران فى تفخيخ وتفجير المنازل، وتعرضت الممتلكات العامة من مقرات حكومية ومدارس ومستشفيات وشبكات المياه والكهرباء والاتصال والطرق والجسور، ومحلات تجارية ومركبات ومزارع وشركات ومصانع وغيرها، وحتى دور العبادة والمساجد لم تسلم منهم.■ حدثنا عن الآثار السلبية على المدنيين من زراعة الألغام من قبل الميليشيات الحوثية؟- الأضرار الناتجة عن الألغام والمتفجرات هى معاناة جديدة بعد النجاة من معاناة الحرب، حيث تبدأ بما خلفته الحرب من أمراض وإعاقات وتنتهى بعجز عن العلاج، فأعداد الجرحى والمصابين مازالت فى ازدياد، خاصة ضحايا انفجارات الألغام والقذائف والمتفجرات، والتى تتسبب فى إعاقات دائمة وخطيرة، وإحساسه بالعجز والإقصاء والعجز عن العلاج والعمل نتيجة للفقر والظروف المادية الصعبة، واستمرار ألم الإعاقة، وهناك مركز قامت بتأهيله وافتتاحه فى محافظة مأرب اليمنية من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.■ ماذا عن الدور الإنسانى لمساعدة ضحايا الألغام؟- تم التواصل مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ليلى زروقى بشأن زارعة الألغام وتجنيد الأطفال وبعدها مع فرجينيا غامبيا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالطفولة والنزاعات المسلحة بشأن الأطفال، وظهرت تلك النداءات فى تقاريرهم، كما تم عقد اللقاءات المستمرة مع منظمة اليونيسف، وتقديم تقارير مفصلة مع الأدلة للجنة الخبراء بمجلس الأمن الدولي، والذى أشار إلى انتهاك الميليشيات للقانون الدولى لحقوق الإنسان.ولاشك أن أحد أبرز المساعدات التى تلقاها اليمنيون كانت من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث نفذ المركز برنامج الأطراف الصناعية فى هيئة مستشفى مأرب العام حيث تم إنشاء مركز تأمين وتركيب الأطراف الصناعية ذات الجودة لمن يحتاجها، ودعم هيئة مستشفى مأرب بمبلغ ٣ دولارات، ودعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولى بمبلغ ١٠ ملايين دولار، وذلك لدعم مراكز التأهيل بعد الإصابة والأطراف الصناعية وغيرها من المشاريع فى القطاع الصحى ورعاية وعلاج عدد من الجرحى فى مستشفيات عديدة فى الخارج.
مشاركة :