بغداد - وكالات - تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مجدداً، أمس، بنزع سلاح الجماعات المسلحة التي وصفها بأنها «باتت تشكل تهديداً للدولة»، في حين أطلق الجيش عمليتين واسعتين لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» في صحراء الأنبار وصولاً إلى الحدود السورية.وقال في محاضرة بجامعة الدفاع للدراسات العسكرية إن هناك جماعات استغلت الحرب ضد «داعش» لتخزين السلاح من أجل «تهديد الدولة وأن يكونوا أقوى منها ويبتزوا المواطنين»، مضيفاً ان «هذا الأمر لن نسمح به وهناك تخطيط عال وحكمة للوقوف بوجه هؤلاء وحصر السلاح بيد الدولة».وشدد العبادي على أهمية الحفاظ على حيادية القوات المسلحة ومهنيتها وإبعاد تأثير الأحزاب عليها، مؤكداً أن المواطن العراقي حالياً لديه «ثقة كبيرة واحترام للقوات الأمنية بعد المكتسبات الأخيرة في الحرب ضد الإرهاب».وطالب القوات العراقية باحترام حقوق الانسان والتعامل مع المواطنين وفق المعايير القانونية «رغم كل الضغوطات التي تواجهها في العمل على الأرض»، مؤكداً أنه «لايوجد فساد مسموح به وفساد غير مسموح به وعلينا جميعاً أن نقف ضده».ميدانياً، قتل 45 عنصراً من تنظيم «داعش» بينهم قياديون في غارة جوية عراقية على ثلاثة أهداف للتنظيم المتطرف داخل الأراضي السورية.وأشار مركز الإعلام الأمني التابع لقيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان أمس، إلى أن طائرات «أف 16» عراقية نفذت «ضربة جوية موفقة استهدفت خلالها اجتماعا لقيادات داعش في 3 أوكار للعصابات الإرهابية» في منطقة هجين شرق سورية، ما أسفر عن «تدمير الأهداف بالكامل، وقتل نحو 45 إرهابيا».وأضاف أن الضربة جاءت بناء على أوامر العبادي و»وفق معلومات استخباراتية دقيقة من خلية الصقور الاستخبارية، وبتنسيق وإشراف قيادة العمليات المشتركة».وأفاد أن من بين القتلى «ما يسمى المشرف على ملف وزير الحرب، ونائب وزير الحرب، و(المسؤول) العسكري للجزيرة، وأحد أمراء الإعلام، وناقل بريد المجرم أبو بكر البغدادي، وقائد شرطة داعش، وإرهابي آخر يعد من أهم القيادات أيام تنظيم القاعدة».وينفذ سلاح الجو العراقي منذ أبريل الماضي ضربات جوية داخل الاراضي السورية على امتداد الحدود المشتركة بين البلدين، حيث سيطر تنظيم «داعش» على مناطق واسعة.وتقع هجين في محافظة دير الزور، شرق سورية، على بعد خمسين كيلومترا عن الحدود العراقية.ويتواجد ما لا يقل عن 65 من كبار قادة «داعش» في هجين، حسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.وتوازياً، أطلق الجيش العراقي، أمس، عمليتيْ تفتيش واسعتين في مناطق صحراوية غرب البلاد، وصولاً إلى الحدود السورية.وقال قائد عمليات الأنبار محمود الفلاحي إن العملية الأولى تشمل المنطقة من جنوب مدينة الرطبة وصولاً إلى الحدود، فيما تشمل العملية الثانية منطقة جنوب بحيرة الثرثار شمال محافظة الأنبار.وتهدف العمليتان إلى إلقاء القبض والبحث والتحري عن عناصر إرهابية تتخذ من وديان الصحراء ومناطقها الوعرة مخابئ، ونقاط انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية أو للتسلل عبر الحدود.في سياق متصل، أعلنت ميليشيات «كتائب حزب الله» العراقية أنها ستثأر قريباً لـ22 من مقاتليها قضوا في غارة الأسبوع الماضي على الحدود العراقية - السورية.وقال الناطق باسم الميليشيات جعفر الحسيني إن الرد سينفذ حال معرفة من شن تلك الغارة ضد الفصائل العراقية، وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل.وأشار إلى أن رداً مناسباً ستنفذه ما أسماها «المقاومة» حال معرفة من شن الغارة ضد الفصائل العراقية.وتعد ميليشيات «حزب الله» في العراق من أبرز الفصائل المسلحة، وتتمتع بنفوذ قوي خارج سلطة الحكومة، وهي من أكثر الفصائل الموالية لإيران.
مشاركة :