التمارين الرياضية تظل السلاح الأمثل للحد من مخاطر السمنة

  • 6/24/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - أفادت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال الذين يعانون من السمنة تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي بمنطقتي الورك والركبة. كما كشفت دراسة أميركية أن التمارين الرياضية يمكن أن تقلل من الالتهاب لدى الأشخاص البدناء وخاصة منهم الأطفال، عن طريق تغيير خصائص دمهم. وكانت إحصائيات منظمة الصحة العالمية قد أظهرت أن 3 ملايين طفل دون سن الخامسة كانوا يعانون من فرط الوزن في عام 2010، كما أن نحو 1.5 مليار من البالغين يعانون من فرط الوزن على مستوى العالم. حاول الباحثون القائمون على الدراسة الأميركية رصد تأثير التمارين الرياضية على الخلايا الجذعية بناء على معطى أن العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة تأتي نتيجة الالتهاب المزمن، وهذا الالتهاب هو بحسب الخبراء عملية طبيعية في الجسم ردّا على الضرر الذي تسببه زيادة الوزن على الجسم. وتتشكل خلايا الدم المسؤولة عن التسبب في الالتهاب من الخلايا الجذعية داخل الجسم. وأظهرت الدراسة أن بعض خلايا الدم تكون أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب، وإذا كانت هذه الخلايا تُصنع في الجسم بأعداد أكبر من المعدلات الطبيعية، فإنه يمكن أن تنتشر في أعضاء الجسم وتسبب لها خللا، لذلك فالسمنة عموما تعدّ أحد التحديات الصحية العالمية، حيث ترتبط بمخاطر صحية، مثل أمراض القلب والسكري. وراقب الباحثون مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، وأخضعوهم لبرنامج تدريبي لمدة 6 أسابيع. ويتألف برنامج التمرين من 3 دورات تدريبية على الجري أو ركوب الدراجة أسبوعيا، وتستمر الدورة على مدى ساعة تقريبا في كل مرة، وقد تمّ جمع عينات للدم قبل وبعد التمارين الرياضية لرصد الخلايا الجذعية المكونة للدم. وأظهرت نتائج الدراسة أن التمارين الرياضية قللت من عدد الخلايا الجذعية المكونة للدم والمرتبطة بإنتاج نوع خلايا الدم المسؤولة عن الالتهاب. التمارين الرياضية تقلل من عدد الخلايا الجذعية المكونة للدم والمرتبطة بإنتاج نوع خلايا الدم المسؤولة عن التهاب المفاصل وقال الدكتور مايكل دي ليزيو، قائد فريق البحث إن “هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تظهر أن التمارين الرياضية تغير خصائص الخلايا الجذعية المكونة للدم، وبالتالي تقلل من عدد خلايا الدم التي من المحتمل أن تسبب الالتهاب”. وأضاف أن “هذه النتائج تقدم تفسيرا جديدا لقدرة التمارين الرياضية على تحسين صحة الأشخاص الذين يعانون من السمنة”. ويعد الكسل والخمول وقلة الحركة وعدم ممارسة أية تمارين رياضية من أهم أسباب السمنة عند الأطفال اليوم، وكانت العديد من الدراسات قد أكدت ضرورة دفع الأطفال نحو ممارسة الرياضة التي تناسب أعمارهم مثل المشي والسباحة والرقص والأيروبكس وركوب الدراجات حيث أثبتت البحوث أن ممارسة الأطفال للرياضة خلال حصة يومية، تعزز لياقتهم البدنية وتنمي القدرة الحركية لديهم كما تطور قوة الدماغ والقدرة على التفكير والتركيز لديهم. ويركز مدربو اللياقة عند اختيار التمارين الرياضية المناسبة للأطفال على الرياضة التي ترتكز على الألعاب الجماعية لما فيها من متعة تجتذب الطفل وتحفزه على ممارستها ومن بينها السباحة وتمارين الرقص بأنواعها مثل الأيروبكس والزومبا والتمارين الترفيهية الحركية وكذلك الجري وركوب الدراجات التي تعمل على حرق الدهون في مناطق الأرداف وتشد البطن وتزيد مرونة المفاصل وتقوي العضلات. وتتفق نتائج الدراسة الأميركية مع دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة أوكسفورد البريطانية، وقد أكدت بدورها أن إصابة الأطفال بالسمنة في عمر مبكر تعرضهم لخطر انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء، وتؤثر على أدائهم في الاختبارات الإدراكية. وأوضح الباحثون أن السمنة مرتبطة بشكل مباشر أيضا بالجانب الحركي وبالمفاصل عموما وبالتهاب المفاصل العظمي خصوصا، ولكشف العلاقة بين السمنة والتهاب المفاصل العظمي، راجع الباحثون بيانات 337 ألف شخص من الأطفال والبالغين، عبر قياس مؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى إجراء فحوصات على مفاصل الورك والركبة والمتغيرات الجينية لدى المشاركين. ووجد الباحثون أنه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم (الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم وتقدير كمية الدهون) ارتفع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي في منطقة الورك والركبة لدى الأطفال والكبار. ولم تجد الدراسة علاقة بين السمنة والتهاب المفاصل العظمي في منطقة اليد. وقال البروفيسور بريتو-هامبرا، قائد فريق البحث إن “النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن مؤشر كتلة الجسم عند البالغين يؤثر على الركبتين، في حين أن مؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة قد يؤثر على كل من الركبة والورك بشكل مماثل”. السمنة مرتبطة بشكل مباشر أيضا بالجانب الحركيالسمنة مرتبطة بشكل مباشر أيضا بالجانب الحركي وكانت منظمة الصحة العالمية قد نصحت بممارسة الرياضة لمدة ساعة على الأقل يوميا، بالإضافة إلى تخصيص الجزء الأكبر من النشاط البدني اليومي للألعاب التي تتمّ ممارستها في الهواء الطلق. وأكدت المنظمة، في إطار الإعلان عن خطة عملها بشأن النشاط البدني والصحة 2018-2030 تحت شعار تعزيز نشاط الأشخاص من أجل عالم أوفر صحة، على ضرورة الحد من السلوك الخامل بغرض تعزيز الصحة واللياقة البدنية لدى الجميع. ويقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوستيدروس “إن ممارسة النشاط البدني ضروري من أجل التمتع بالصحة، ولكن في عالمنا الحديث أصبح هذا الأمر على نحو متزايد يمثل تحديا”. وعلى الصعيد العالمي، لا يمارس بالغ واحد من كل خمسة، وأربعة مراهقين (11-17 عاما) من كل خمسة، النشاط البدني الكافي. وتفتقر الفتيات والنساء والمسنون والفقراء وذوو الإعاقة والأمراض المزمنة والمجموعات السكانية المهمّشة والشعوب الأصلية، إلى فرص ممارسة النشاط البدني والرياضي. وتُعدّ ممارسة النشاط البدني بانتظام ضرورية للوقاية من الأمراض غير السارية وعلاجها، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري وسرطان الثدي والقولون. وتُعد الأمراض غير السارية مسؤولة عن 71 بالمئة من جميع الوفيات في العالم. وتوصي المنظمة جميع الفئات العمرية بمزاولة المزيد من المشي وركوب الدراجات والرياضة والأنشطة الترفيهية الحركية والرقص واللعب. وأوضح الدكتور تيدروس “لا يلزم أن تكون لاعبا رياضيا محترفا كي تختار ممارسة النشاط البدني، فاستخدام السلم بدلا من المصعد يحدث اختلافا، وكذلك المشي أو استخدام الدراجة بدلا من ركوب السيارة للوصول إلى مخبزة الحي. إن اختياراتنا اليومية هي التي تمكننا من المحافظة على صحتنا”. ولا يمثل الخمول البدني تحديا صحيا فحسب، فتكلفته المالية أيضا ضخمة. فعلى الصعيد العالمي يُكلّف الخمول البدني ما يقدر بنحو 54 مليار دولار أميركي نتيجة للرعاية الصحية المباشرة.

مشاركة :