أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، استمرار وقوفها إلى جانب الشعب اليمني والتخفيف من معاناته، ومواصلة العملية العسكرية والإنسانية؛ لتحرير الحديدة ومينائها، ووقف التدخل الإيراني في اليمن، وتأمين الممرات المائية الدولية.وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، إن دولة الإمارات وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة، وضمن دورها الفاعل في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، مستمرة في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني؛ من خلال تنفيذ عملية إنسانية كبيرة؛ لإيصال المساعدات إلى المناطق المحررة.جاء ذلك خلال ترؤس الجابر وفد الدولة المشارك في «اجتماع وزراء إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن»، والذي عقد، أمس السبت، في مدينة جدة بالسعودية.وأشار الجابر إلى أن اجتماع إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، يأتي في ظل الانتصارات النوعية، التي تحققها القوات اليمنية المشتركة، وبدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والتطورات والأحداث المتسارعة في اليمن الشقيق، مشيراً في هذا الصدد إلى تواصل العملية العسكرية والإنسانية؛ لتحرير مدينة الحديدة ومينائها؛ لضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، ورفع معاناته، وإيقاف التدخل الإيراني في اليمن؛ من خلال منع تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، وكذلك تأمين الممرات المائية الدولية؛ من خلال إيقاف تهديد ميليشيات الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر.وأكد الجابر، أن دولة الإمارات، وكجزء من دورها في التحالف العربي، وضعت خطة مساعدات إنسانية كبيرة شاملة؛ لتخفيف معاناة أهالي الحديدة والمناطق المحررة.وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية تتعمد خلق كارثة إنسانية؛ من خلال إعاقة إنزال حمولة السفن في الميناء أو تحويل مسار الإمدادات الغذائية أو سرقتها وزرع الألغام ووضع الأسلحة بين المدنيين، وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي؛ وذلك وفقاً لمعلومات مؤكدة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام.وشدد الجابر على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين، وإلزامهم بمراعاة القوانين الإنسانية الدولية، وتأمين طرق المساعدات، وعدم الإضرار بالبنية التحتية لميناء الحديدة، وإبقائه مفتوحاً أمام حركة المساعدات الدولية.وقال: إن الأزمة اليمنية لن تنتهي إلا عبر عملية سياسية تتفق مع المرجعيات الثلاث؛ المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الدولي 2216، في عملية يقوم عليها اليمنيون أنفسهم تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة.وأوضح الجابر، أن عملية تحرير مدينة الحديدة ومينائها تشكل منعطفاً محورياً في الأزمة اليمنية؛ إذ إن استعادة الحكومة الشرعية للميناء تعزز فرص الوصول إلى حل سلمي، والخروج من حالة الجمود، التي تعيشها العملية السياسية؛ من خلال الضغط على ميليشيات الحوثي للجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ نتيجة إيقاف مصادر التمويل والتسليح؛ كون الميناء يستخدم لتهريب الأسلحة الإيرانية، والمتاجرة بمساعدات الشعب اليمني في السوق السوداء.وأكد أهمية دور تحالف دعم الشرعية في اليمن في مواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي وجدت لها في اليمن ملاذاً؛ نتيجة عدم الاستقرار وتغييب السلطة الشرعية، مشيراً إلى الدور المحوري، الذي لعبته دولة الإمارات كجزء من التحالف في مكافحة هذه التنظيمات، التي تلقت ضربات قاصمة في العديد من المناطق اليمنية.وأضاف الجابر، أن التدخل العسكري الحاسم في اليمن منع إقامة مناطق نفوذ للإرهاب في اليمن، كما حدث في سوريا والعراق؛ عندما أغفل العالم تمدد تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية حتى سيطرت على أجزاء كبيرة في الدولتين.وشدد الدكتور سلطان الجابر على الدور المحوري للإعلام في مكافحة التطرف والإرهاب، مؤكداً أن هذه الجهود لن تنتهي إلا بالقضاء على جذور الفكر المتطرف والشاذ ومصادر تمويله في ظل ما تقوم به التنظيمات التكفيرية من تشويه واستغلال للإسلام؛ للتغلغل في المجتمعات والتغرير بالشباب وتجنيدهم. ودعا إلى القيام بدور كبير؛ لتحصين الشباب والمجتمعات ضد الأفكار الضالة، التي لا تمثل بأي حال من الأحوال الدين الإسلامي، الذي يقوم على الاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر.وأكد الجابر، ضرورة مواجهة التدخل الإيراني، الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، ووضع الآليات التي تكفل إيقافه؛ من خلال التنسيق والتعاون المشترك، وإيجاد الاستراتيجيات التي تضمن الوقوف أمام الماكينة الإعلامية الإيرانية وأدواتها، التي تخوض حرباً مفتوحة ضد دول المنطقة.وأشار إلى ضرورة استمرار العمل، وتكثيف الجهود، وتعزيز آليات التعاون؛ لدعم الشرعية اليمنية، وإبراز تعنت ميليشيات الحوثي الإيرانية، ورفضها للمبادرات الدولية كافة لإحلال السلم في اليمن.ونوّه إلى ضرورة تطوير آليات فاعلة؛ لحشد الطاقات ودعم جهود التحالف العسكرية والإنسانية؛ وذلك عبر تشجيع المؤسسات الإعلامية على إبراز جهود التحالف، ودوره في دعم الشرعية، والتي تصب في خدمة الشعب اليمني الشقيق وازدهاره.وكان «اجتماع وزراء إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن» قد ناقش سبل تطوير خطط إعلامية لدول التحالف؛ لمواجهة التغلغل الإيراني في اليمن والمنطقة ودعم الحكومة اليمنية الشرعية إعلامياً؛ لمواجهة الآلة الإعلامية للحوثيين وإيران في المنطقة والعالم، وآليات تفعيل الخطاب الإعلامي المشترك لدول التحالف، وتبادل الخبرات فيما يتعلق بمراكز البحث والدراسات والاستفادة المشتركة من الدراسات المتعلقة بمواجهة التطرف والإرهاب، والتصدي للخطر الإيراني.ضم وفد الدولة المشارك في الاجتماع الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى السعودية، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، ومنصور إبراهيم المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام، ومحمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، وإبراهيم العابد المستشار في المجلس الوطني للإعلام. الرميحي: التحديات والمسؤوليات الكبرىعلى أجهزتنا الإعلامية:من جهته، أكد وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي، أن ما تشهده منطقتنا العربية من تحديات أمنية ومخاطر عسكرية تستهدف أمننا واستقرارنا وهويتنا ووحدتنا وسيادة بلادنا، تفرض على جميع أجهزتنا الإعلامية مسؤوليات أخلاقية ومهنية وقومية كبرى؛ بصفتها سلاحاً أساسياً وشريكاً استراتيجياً مع القوات المسلحة في ميادين الجهاد والعز والشرف والبطولة.وقال الرميحي في كلمته أمام الاجتماع بقصر المؤتمرات في جدة، إن الاجتماع يأتي في إطار الإدراك المشترك لأهمية تفعيل العمل الإعلامي المشترك، وتعزيز دور الإعلام بمختلف وسائله؛ من خلال تدعيم جهود التحالف لدعم الشرعية في اليمن ضمن الالتزام الكامل بمقتضيات القانون الدولي الإنساني؛ بهدف حماية مصالح الشعب اليمني الشقيق؛ وحفظ أمنه وهويته العربية ووحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي وإبراز المشاريع والمساعدات الإغاثية والعلاجية والتنموية المقدمة له..واتخاذ إجراءات قانونية ومهنية وفنية ضد بعض القنوات الفضائية العربية المثيرة للفتن والقلاقل؛ لإيقاف أنشطتها التحريضية ومساعيها الخبيثة. وأعرب الرميحي عن أمله أن يخرج الاجتماع بقرارات داعمة للمسيرة الأخوية على طريق تفعيل الإعلام ودوره المحوري في صون هويتنا وعقيدتنا وحماية أمننا ومسيرتنا التنموية، بما يعزز مصالح شعوبنا في الأمان والاستقرار والرخاء في وجه المؤامرات الخارجية، ودعاة الفتنة والكراهية.بلال: التحالف بحاجة إلى إسناد إعلامي كبيروأكد وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بحاجة في هذه المرحلة إلى إسناد سياسي وإعلامي كبير، مشيراً إلى أن المعركة دخلت مراحل مفصلية، ما دفع الأعداء للتشكيك في شرعيتها؛ عبر بث أكاذيب على الصعيد الإنساني. وقال بلال في كلمة أمام الاجتماع الوزاري: نحن في السودان ومن واقع مسؤوليتنا التاريخية ننظر إلى قضية استعادة الشرعية في اليمن على أنها قضية أمنية، وسياسية.. أمنية لأنها تشكل تهديداً مباشراً لأمن السعودية، وبالتالي تهديداً لمقدساتنا الإسلامية التي لن نتوانى لحظة واحدة في سبيل الدفاع عنها وحمايتها بكل غال ونفيس، أما سياسية فلأن جذورها تعود إلى مخطط إقليمي يستهدف إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة، ما يتطلب منا وعياً يجعلنا ننتبه إلى خطورته. وطالب الاجتماع بأن يخرج باستراتيجية إعلامية واضحة تقوم بدور المساند للجهود الأخرى، التي تبذل على مختلف الصعد السياسية، والأمنية والإنسانية.(وام)
مشاركة :