اضطرابات النوم..آثار سلبية خطيرة يجب تجنبها

  • 6/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحتاج الإنسان في حياته للنوم بقدر حاجته للماء والهواء، فعندما نغط في النوم يقوم الجسد بمراقبة الصحة البدنية، والعقلية، وتهيئتهما ليوم جديد. ويتم إطلاق الهورمونات التي تعزز عملية النمو أثناء النوم لدى الأطفال والبالغين، وهي الهورمونات التي تساعد في بناء الكتلة العضلية للجسد، كما تساعد في عملية ترميم الخلايا والأنسجة، لذا يعتبر النوم أمراً أساسياً لعملية النمو خلال فترة البلوغ.حين يعاني الإنسان اضطرابات النوم يتوقف الدماغ عن العمل بشكل صحيح، فيؤثر سلباً في القدرات الإدراكية والعاطفية، وإذا ما استمرت اضطرابات النوم لفترة طويلة من الزمن، فإنها كفيلة بتقليل الكفاءة المناعية للجسم حتى يصبح أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.وتتمثل أعراض اضطراب النوم في النعاس المفرط والتثاؤب والإحساس الدائم بالتوتر، ويمكن لاضطراب النوم المزمن أن يتعارض مع قدرات التوازن والتنسيق واتخاذ القرارات، ما يضاعف مخاطر الغفو المفاجئ خلال النهار. ومما لا شك فيه، أن المنبهات كمادة الكافيين غالباً ما تفشل في مساعدة الجسم على تجاوز حاجته الماسة للنوم. فضلاً عن آثار الكحول على الجسد، والتي تزداد بشكل ملحوظ في فترة اضطراب النوم. وتشير الدراسات التي أجرتها جامعة هارفارد الطبية إلى أن النوم لفترة تقل عن الخمس ساعات خلال الليل تضاعف خطر الوفاة بنحو 15%، لذا فإن مشكلات اضطراب النوم تشكل خطورة بالغة على البدن والعقل.يعتبر الجهاز العصبي المركزي بمثابة مخزن المعلومات لجسد الإنسان، لذا فإن النوم أمر أساسي للحفاظ على نشاط هذا الجهاز، حيث يقوم الدماغ بإيقاف عمل الخلايا العصبية، وتشكيل مسالك جديدة أثناء النوم، فضلاً عن إطلاقه الهورمونات المسؤولة عن عملية النمو عند الأطفال وصغار السن. كما أنه يقوم بإنتاج البروتينات التي تساعد على ترميم الخلايا. ويترتب على اضطراب النوم، أو الحرمان من النوم آثار من شأنها أن تعيق نشاط الدماغ، وتمنعه من أداء مهامه المعتادة، لا سيما خلال النوم، وتتمثل أبرز الآثار السلبية لاضطرابات النوم في النعاس المفرط، الذي يؤدي إلى كثرة وزيادة الإنهاك، وغالباً ما تتداخل الآثار التي يسببها مع قدرة التركيز والتفكير، وتحول دون التعلم واكتساب مهارات جديدة. علاوة على ذلك، يؤثر الحرمان من النوم في نشاط الذاكرة وكفاءتها، كما أنه يعيق قدرة صنع القرارات ويكبح مهارة الابتكار والإبداع. كما أن اضطرابات النوم تؤثر سلباً في المزاج والمشاعر فيصبح المصاب سريع الغضب، وعرضة لتقلبات المزاج السريعة.وإذا ما استمرت اضطرابات النوم لفترة طويلة من الزمن فإنها تزيد مخاطر الهلوسة، خاصة ما إذا كان المريض يعاني "التغفيق"، وهي حالة فقدان الحس، أو الذئبة الحمامية المجموعية، وهي مجموعة من الأمراض المناعية الذاتية. كما يمكن لاضطرابات النوم أن تؤدي إلى الهوس، خاصة لدى مرضى الاكتئاب الهوسي. وتشمل المخاطر الأخرى للمرض السلوك الاندفاعي، والاكتئاب، وجنون العظمة.ويتمثل أحد العوارض الجانبية في النوم الجزئي، وهو النوم لبضع ثوان أو دقائق من دون إدراك من المريض. وغالباً ما يداهم النوم الجزئي الشخص المصاب بشكل خارج عن سيطرته، مما يشكل خطورة بالغة على سلامته. فوفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن مشكلات اضطراب النوم لعبت دوراً أساسياً في معظم حوادث السير، والبحر، وكذلك حوادث الطائرات.ينتج الجهاز المناعي أثناء النوم سيتوكينات واقية (بروتين سكري)، وأجساماً مضادة وخلايا يقوم بتوظيفها في محاربة الأجسام الغريبة كالجراثيم والفيروسات. تساعد هذه الأجسام الجسد على الاستغراق في النوم، وتمد جهاز المناعة بالطاقة اللازمة للحفاظ على كفاءته المناعية. ويؤثر اضطراب النوم، أو الحرمان منه، في نشاط جهاز المناعة فيضعف كفاءته المناعية، ويصبح من المرجح أن يعجز الجسد عن مقاومة الأجسام الغريبة التي تغزوه، حسبما أشارت «مايو كلينك» في أحد أبحاثها، وقد يستغرق الجسد وقتاً أطول للتماثل إلى الشفاء من أي مرض، مهما كان بسيطاً. أما على المدى الطويل، فقد ينتج عن اضطراب النوم الإصابة بأمراض مزمنة، كالسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية.تتمثل آثار اضطراب النوم في جهاز التنفس بمضاعفة مخاطر الإصابة بنزلات البرد، وفيروس الإنفلونزا، وإذا ما كان الشخص يعاني مرضاً مزمناً، فإن اضطراب النوم يساهم في تدهور حالته الصحية بشكل سريع وملحوظ. الجهاز الهضمي كشفت بعض الدراسات عن صلة وثيقة بين نقص النوم وزيادة الوزن، فبجانب الإسراف في تناول الطعام، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، يعتبر اضطراب النوم واحداً من العوامل التي من الممكن أن تؤدي إلى السمنة، وفقاً لما أوردته كلية الطب بجامعة هارفارد. ويساهم اضطراب النوم في زيادة إنتاج هورمون الكورتيزول الذي يتم إفرازه استجابة للإجهاد، فيقلل من مستويات هورمون لبتين الذي يشير إلى الدماغ بالشعور بالشبع، ويرفع مستوى الحمض الأميني «جريلين» لتحفيز الجوع، فضلاً عن تحفيزه لإفراز مستويات أعلى من هورمون الإنسولين بعد كل وجبة مما يضاعف خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. القلب والأوعية الدموية يلعب النوم دوراً حيوياً في تعزيز قدرة الجسم على شفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب، وقد تضاعف اضطرابات النوم مخاطر الإصابة، بمشكلات صحية مزمنة، كارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، فوفقاً لكلية الطب في جامعة هارفارد فإن عدم الحصول على قسط وافر من النوم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون ضغط الدم المرتفع، يسبب ارتفاعاً ملحوظاً في ضغط الدم طوال نهار اليوم التالي. مسببات اضطراب النوم يعتبر بعض الناس أن النوم ما هو إلا هدر للوقت، فيتعمدون حرمان أنفسهم من النوم، ويسعون لتحقيق مختلف مقاصدهم، سواء كانت ترفيهية، أو تعليمية، أو حتى تجارية. وأكثر الفئات التي تعتمد على هذا النمط من الحياة الفئات العمرية الشبابية. أما عن البعض الآخر فقد يلجأ للامتناع عن النوم بسبب ظروف قسرية قد تتعلق بطبيعة العمل، أو بالالتزامات الأسرية. وقد يؤدي الاستيقاظ المستمر في الليل للذهاب إلى الحمام، أو الاستيقاظ المفاجئ بسبب الأحلام المزعجة، أو حتى الاستيقاظ مبكراً، إلى مشكلات تؤدي بدورها إلى اضطراب النوم. وقد تشمل مسببات اضطراب النوم مشكلات صحية ونفسية كالاكتئاب، ومتلازمة انقطاع النفس النومي، واختلالات الهورمونات، وغير ذلك من الأمراض المزمنة. الوقاية والعلاج أشارت دراسات حديثة إلى أن معظم الآثار السلبية لاضطراب النوم قد تتلاشى عندما تتم تلبية حاجة الجسم من النوم، والحصول على قسط وافر منه. لذا فإن أفضل علاج لاضطراب النوم يتمثل في تلبية الحاجة البيولوجية للنوم، ولتحقيق ذلك يجب اتباع بعض التعليمات التي قد تساعد على تقليل اضطرابات النوم إلى أقصى حد ممكن، منها الاستلقاء على الفراش عند التعب، والالتزام بروتين واحد في مواعيد النوم والاستيقاظ في كل يوم من أيام الأسبوع في مواعيد محددة، بعد أخذ الشخص كفايته من النوم، كما ينصح بتجنب تناول الطعام قبل ساعتين أو ثلاث من موعد النوم، وفي حال مواجهة أي صعوبات في الخلود إلى النوم بعد عشرين دقيقة من المحاولة، ينصح بالتوجه إلى غرفة أخرى ومطالعة الكتب، أو القصص إلى حين الشعور بالنعاس ومعاودة النوم مرة أخرى. فضلاً عن ذلك، ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام خلال فترة النهار، وعند الخلود إلى النوم ينصح بالحفاظ على الهدوء في الغرفة ودرجة حرارة تميل إلى البرودة النسبية، وأخيراً، ينصح بإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية عند الذهاب إلى السرير.

مشاركة :