فيلم «كارما» دراما إنسانية تستند إلى قصة حقيقية

  • 6/24/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم واحد تقريباً التأمت أزمة فيلم «كارما» جديد للمخرج خالد يوسف، الفيلم الذي أعاد الفارس إلى مضماره الأول بعد غياب 7 سنوات منذ آخر أعماله السينمائية «كف القمر»2011. وكانت الرقابة على المصنفات الفنية منحت فيلم «كارما» ترخيصاً للعرض منذ نحو شهرين، لكنها عادت وسحبت الترخيص بالعرض قبل أيام قليلة من طرحه في دور العرض السينمائي، مبررة ذلك بمخالفته لشروط الترخيص من دون إعطاء أي تفاصيل أخرى، إلا أنها عدلت عن قرارها خلال 24 ساعة. واللافت أنه بين المنع والسماح لم تعلن الأسباب. وكما الحال دائماً في سينما خالد يوسف، يحتوي الفيلم الجديد جانباً سياسياً واجتماعياً يتوجه من خلاله بالانتقاد للسلطات والحكومات، طارحاً قصصاً إنسانية مؤثرة تحاكي الواقع. فهنا من جديد، لم يتخل يوسف عن نزعته الأصيلة في الانحياز إلى الطبقات الفقيرة والمهمشة في المجتمع المصري، مع عرض مشكلات وقضايا حقيقية دون مواربة، وهي القضايا التي يخشى كثيرون الاقتراب منها أو إثارتها. بينها التعصب الديني وفساد بعض رجال الأعمال. جاء فيلم «كارما» قادراً على انتزاع الضحكات والدموع، مازجاً بين السخرية والألم، موجهاً لكمات ناعمة على وجه السلطة عبر انتقاد حاد بكلمات بسيطة تبدو عابرة خلال حوار الفيلم، لكنها تصيب هدفها تماماً. تدور أحداث «كارما» الفيلم حول عالمين لشخصين مختلفين أحدهما ثري وآخر فقير، يحلم كلاهما بالآخر فنرى حياة الشخص الثري كاملة عبر حلم يراود الفقير، بينما نشاهد التفاصيل الكاملة لحياة الفقير عبر حلم الثري. ثم تحدث مفارقة في منتصف الفيلم حيث يتم تبادل الأماكن والأدوار بين بعضها البعض، أو لنقل أنهما يتقمص كل منهم الآخر فالغني الذي كان يتهم الفقراء أنهم كسالى وأغبياء، وعلى الحكومة إلقائهم في النيل، يعيش مكان الفقير، بينما هذا الفقير الذي دأب على اتهام الأغنياء بأنهم لصوص وحققوا ثرواتهم عن طريق الحرام يبدل رأيه، ليكشف الفيلم عند تغيير الإنسان لعالمه، جواباً لسؤال أبدي هو: هل تتبدل نظريات الإنسان في الحياة عند تبدل موقعه فيها؟ يعالج الفيلم قضية «التفاوت الطبقي» الرهيب الذي تزايد وترسخ خلال السنوات الأخيرة، ويتساءل عن أسبابه ومن المسؤول عن تضخمه، وهل الفقر مسؤولية الفقراء أم تتحمل الحكومات مسؤوليته؟ كما يتطرق أيضاً إلى «ماهية السعادة» وأسبابها ومكامنها، وهل تكمن في المال والشهرة أم أشياء أخرى، فقد تكون ثرياً غنياً لكنك بائس وتعيس ولا تملك أجواء حميمية التي تتوافر لدى الأسرة البسيطة. يحتوي فيلم «كارما» على خط إنساني ضمن أحداث الفيلم من عبر قصص حب وكراهية وجرائم قتل فهو دراما إنسانية في المقام حول التعصب الديني والفوارق الطبقية. وهي دراما إنسانية عادية ستختلف معانيها من متلقٍ إلى آخر. يُذكر أن فيلم «كارما» من بطولة النجم عمرو سعد والفنانة غادة عبد الرازق وزينة ودلال عبد العزيز ومجدي كامل وخالد الصاوي ووفاء عامر وآخرون، وتأليف وإخراج خالد يوسف. - شارك فيلم «كارما» للمخرج خالد يوسف في موسم أفلام عيد الفطر لعام 2018، ورغم مرور ما يقرب من أسبوع على عرضه في السينمات المصرية، احتل المركز الأخير من حيث الإيرادات ولم يحقق سوى ما يقرب من 2 مليون و900 الف جنيه. - يقع الفيلم في مشكلة كبرى وهي طول مدة الفيلم، التي تشعرك في بعض اللحظات بالملل. - قصة الفيلم جيدة وهي مشابهة للمواضيع المعتاد خالد يوسف تناولها عن المساوة بين الغني والفقير وحقوق الفقراء وأن لا يوجد اختلاف بين مسيحي ومسلم في مصر وفكرة قانون الكارما المتمثل في العدالة الآلهية، فنجد بصمته واضحه بالعمل. - كان يمكن أن يتم تناول قصة الفيلم في مدة أقل من وقت عرضه وبطريقة أكثر بساطة. - زينة تميزت في دور «مدينة» المرأة المسيحية الداعمة لزوجها طوال الوقت والتي تتحمل معها الفقر والجوع من أجل الحب. - عمرو سعد يظهر بشخصينين، وهما «وطني» الرجل الفقير المسيحي الذي يحلم دائما ويتمنى الحصول على كنز و»أدهم» رجل الأعمال المسلم الذي ينظر للفقراء بطبقية، إلى أن تحدث المفارقة ويحتل كل منهما مكان الآخر، وفي الشخصينين كان أداء عمرو سعد قوياً ومتمكناً من تفاصيل كل شخصية. - الفنانة دلال عبد العزيز رغم صغر دورها إلا أنها استطاعت بكل حرفية وخبرة أن تثبت مكانتها وتنور شخصية الأم العاقلة والساخرة الداعمة دائماً لابنها. - غادة عبد الرازق ووفاء عامر في العمل لم يضيفا جديدا ولم تكن شخصيتهما مؤثرة في الأحداث.

مشاركة :