أطلقت تسجيلات لطفلة سورية مبتورة القدمين تستعيض بعلب معدنية عن ساقيها، موجة من التعاطف على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعوات لإنهاء الحرب في سوريا التي أضرت بملايين البشر. مايا محمد المرعي، طفلة سورية ذات ثماني سنوات، تنحدر من قرية في ريف حلب، وقد نزحت عائلتها إلى أحد المخيمات في إدلب فرارًا من القصف. ويُظهر شريط مصور، مايا وهي تجلس عند باب الخيمة، وتقوم بلف سروالها على قدميها المبتورتين، ثم تأخذ علبًا معدنية وتنتعلها مثل الحذاء حتى تتمكن من المشي، لتنطلق بعد ذلك حملة من التغريدات تطالب بإيجاد حل لمشكلة الطفلة ومشكلة آلاف غيرها وأن تكون هناك مستشفيات متخصصة للأطراف الصناعية وأن الأولوية يجب أن تكون لإعادة إعمار الإنسان. والد مايا هو الآخر، ليس أفضل حالًا منها، فهو أيضًا مبتور القدمين، ويستعين بقطع من الجلد يلفها على قدميه ليتمكن من المشي، ويمسك بقطعتين من الخشب يستند عليهما حتى لا تتأذى أطرافه جراء "الزحف" على أرض المخيم ذات الطبيعة الصخرية. وعقب انتشار الفيديو، دعا نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع تبرعات لتأمين توفير علاج للفتاة، كما سادت حالة استياء شديدة مما وصل إليه الوضع الإنساني في سوريا، ومأساة مئات آلاف اللاجئين والنازحين في المخيمات، وتقصير المنظمات الإنسانية الدولية في التصدي للأحوال المتردية نتيجة النزاع الدائر في البلاد. ونتيجة للتفاعل الكبير مع قصة مايا انهالت اتصالات من أنحاء مختلفة من العالم، على الصحفي السوري أحمد الأحمد، الذي تابع قصة مايا وعائلتها؛ لعرض المساعدة في علاج الفتاة إلا أنه، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تتخذ خطوة فعلية في هذا الاتجاه حسب علمه.