تصاعدت أمس حدة المواجهات ضد تنظيم «داعش» الإرهابي على جبهات عدة في الشرق السوري، فأعلن العراق توجيه ضربة جديدة ضد عناصر التنظيم قُتل فيها 45 منهم، فيما تقدمت قوات سورية الديموقراطية (قسد) على محور جنوب الحسكة وسيطرت على معبر تل صفوك على الحدود مع العراق لتلتقي ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، وفي غرب الفرات واصل النظام السوري أيضاً تقدمه على حساب «داعش» في البادية السورية. ووفق الجيش العراقي، استهدفت الضربة الجوية ثلاثة منازل في منطقة هجين (شرق سورية) كانت تلتقي فيها قيادات «داعش»، ما أسفر عن مقتل نحو 45 عضواً في التنظيم. وأوضح بيان لقيادة العمليات المشتركة «نفذت مقاتلات من طراز إف - 16 العراقية ضربة جوية موفقة استهدفت خلالها اجتماعاً لقيادات داعش في 3 أوكار للعصابات الإرهابية وهي عبارة عن منازل يربط خندق بعضها ببعض في منطقة هجين داخل الأراضي السورية». وأضاف البيان: «أسفرت العملية حسب المعلومات الاستخبارية عن تدمير الأهداف بالكامل، وقتل حوالى 45 إرهابياً بينهم ما يسمى (المشرف على ملف وزير الحرب - نائب وزير الحرب - عسكري الجزيرة - أحد أمراء الإعلام - ناقل بريد المجرم أبو بكر البغدادي - وأحد أعضاء لجنة المفوضة - قائد شرطة داعش - وإرهابي آخر يعد من أهم القيادات أيام تنظيم القاعدة)». وبالتزامن مع ذلك، سيطر مسلحو «قسد»، على معبر تل صفوك الواقع على بعد 55 كيومتراً جنوب شرقي مدينة الحسكة على الحدود مع العراق، ضمن الحملة التي أطلقتها مطلع الشهر تحت مسمى «عاصفة الجزيرة». ونشرت وحدات الشعب الكردية، المكون الرئيسي لـ «قسد»، تسجيلاً مصوراً، ظهر فيه التقاء مسلحي «قسد» مع مسلحين آخرين يحملون العلم العراقي، بالتزامن مع نشر ناشطين صوراً قالوا إنها للحظة التقاء «قسد» مع قوات «اللواء 29» التابع لـ «الحشد» العراقي، والمتمركزة في الجانب العراقي من المعبر. وأفادت مصادر كردية بأن «قسد» تمكنت من السيطرة على معبر تل صفوك بعد ساعات من السيطرة على قرية الذيبة، حيث تقدمت القوات من بلدة الدشيشة بالتنسيق مع الجيش العراقي عبر قيادة التحالف الدولي، الذي أمن القصف المدفعي لحين التقدم والسيطرة على المعبر. وكان «داعش» استغل المنفذ الحدودي بين سورية والعراق، ليشكل أحد أكبر خطوط التمويل والإمداد بالذخائر والأسلحة بين الجانبين. وعلى الجبهة الغربية من نهر الفرات، لا يزال مثلث الحدود العراقية مع مدينتي حمص ودير الزور، يشهد استمراراً للاشتباكات بين قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها، و «داعش»، تترافق مع قصف بين حين وآخر. وأعلنت أمس قوات النظام سيطرتها على قرى وبلدات عدة، بعد معارك مع التنظيم شمال غربي السويداء. وأفادت مصادر متقاطعة وناشطون بأن قوات النظام تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع عسكرية عدة كانت خسرتها قبل أيام لمصلحة «داعش» في بادية الميادين جنوب شرقي دير الزور. وأشار هؤلاء إلى أن تقدم القوات النظامية جاء بعد اشتباكات عنيفة دارت في البادية، وقصف مدفعي متواصل وغارات جوية لطيران.
مشاركة :