مبارك للمرأة السعودية التحرر من القيود الاجتماعية

  • 6/24/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقول المثل الأمريكي (أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا) وقضية قيادة المرأة السعودية للسيارة مطروحة للنقاش منذ أمد بعيد وقد تم تداولها في مجلس الشوري السعودي منذ 2005 ولكن بسبب سطوة وهيمنة الفكر الديني المتشدد الذي يفرض نفسه وصيا على الناس والمجتمع كان يرفض ويحارب بشدة فكرة قيادة المرأة السعودية للسيارة.لايختلف اثنان على أن ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بصماته واضحة في هذا القرار التاريخي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة بمباركة من خادم الحرمين الملك سلمان ولا شك أن القرار يعد ضربة موجعة للتيار الديني المتشدد ومؤشر على نهاية الحقبة السوداء التي كانت فيها الحظوة والسطوة للفكر المتشدد الذي يمثله هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تطبق تعاليم الإسلام بطريقة فيها الكثير من التشدد والتعسف . لاشك أن قيادة المرأة للسيارة ليس لها علاقة بالدين وهي قضية اجتماعية ولكن كما قلنا الفكر الديني المتشدد ربطها بالدين وأن قيادة المرأة هو تشجيع لها على الانحلال والفسق والفجور وأنها تخدش كرامة المرأة ومكأنها الطبيعي البيت . إن هذه القضية أساءت إلى سمعة المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية وجمعيات حقوق الإنسان بأن هناك مصادرة لحقوق المرأة السعودية وانتهاك لمبادئ حقوق الإنسان فلا يعقل أنه في القرن الواحد والعشرين هناك قانون يمنع المرأة من قيادة السيارة فقد كانت المملكة العربية السعودية هي الوحيدة في العالم، فكان من السهل مهاجمتها بسبب هذه القضية المثيرة للجدل واتهامها بالرجعية والتخلف. من المفيد القول إن هذا القرار الشجاع والجريء بالسماح للمرأة بقيادة السيارة سوف يوفر على المجتمع السعودي أكثر من 14 مليار ريال سعودي تصرف سنويا تقريبا على 800 ألف سائق أكثرهم من الجنسية الآسيوية فهناك آثار اقتصادية لهذا القرار تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع السعودي. أيضا من آثار هذا القرار هو زيادة نسبة المرأة السعودية العاملة في سوق العمل مما يتناسب مع رؤية 2030 بتمكين المرأة ومشاركتها في سوق العمل مما يوفر فرص عمل والاستغناء عن عمالة وافدة هامشية وعمل المرأة يؤدي إلى تحسين المستوى المعيشي للمواطن السعودي . أيضا سيكون هناك انتعاش لقطاع بيع السيارات وكذلك كراجات التصليح ومحلات قطع غيار السيارات ناهيك عن شركات التأمين وقطاعات أخرى فهذا القرار سوف يدفع بعجلة التنمية وينشط القطاع الخاص السعودي. هناك شعور بالفرحة الغامرة في المجتمع السعودي لأنها قضية اجتماعية تؤثر على المجتمع السعودي وليس المرأة فقط فنجد أن المرأة تقود السيارة ومعها أفراد أسرتها وليست وحدها. لايزال المشوار طويلا أمام المرأة السعودية فهناك حقوق مازالت لم تنتزع إن صح التعبير فهناك الولاية التي تقيد المرأة ولاتعطيها الحق في إنهاء معاملاتها الحكومية بدون موافقة ولي الأمر وهي بالتأكيد في الطريق إلى التحقيق كما تحققت باقي أحلام المرأة السعودية . من المفيد القول إن قيادة المرأة للسيارة سوف يصب في مصلحة الرجل إن كان زوج أو ولي أمر فهي سوف تساعد كثيرا عائلتها في تنفيذ الكثير من المهام المنزلية مثل توصيل الأطفال للمدارس وكذلك القيام بالتسوق ومراجعة المستشفيات وكذلك المرافق الحكومية الأخرى.ختاما نقول مبارك للمرأة السعودية تحقيق حلمها بقيادة السيارة والحصول على حق أصيل من حقوقها وهو حرية التنقل وهي في طريقها للتحرر من القيود الاجتماعية الأخرى التي فرضها الفكر الديني المتشدد عليها وأوهم أولي الأمر أنها من الدين وهي لا تمت للدين بصلة والمرأة السعودية اليوم تبوأت أعلى المناصب مثل عضوة في مجلس الشورى وكذلك دكتورة في الجامعة وكذلك عميدة لبعض الجامعات ناهيك عن وجود مخترعات سعوديات فهي واعية بما فيه الكفاية لإدارة شؤون حياتها بعيدا عن وصاية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأكيد أن القادم أجمل .أحمد بودستور

مشاركة :