لندن (رويترز) حث بنك التسويات الدولية، أمس، البنوك المركزية الكبرى على مواصلة رفع أسعار الفائدة، لكنه حذر من أن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد يقود لدورة تراجع اقتصادي خطيرة. وتحدث المدير الجديد للبنك أوجستين كارستنز، وهو محافظ البنك المركزي المكسيكي السابق، لـ«رويترز»، بالتزامن مع نشر البنك، وهو مظلة للبنوك المركزية في العالم، أول تقرير سنوي تحت رئاسته. ويأتي ذلك إثر حالة من الاضطراب اعترت الأسواق العالمية التي شهدت توقف الاتجاه الصعودي الذي سجلته الأسواق المالية في العام الماضي، بينما تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حالة من الاستياء الواسعة بسبب فرضه رسوماً على تجارة بمئات المليارات من الدولارات. وقال كارستنز: «ندخل مرحلة خطيرة، حيث سيبدأ ظهور الآثار السلبية لهذا النوع من قضايا (الحماية التجارية) على أسواق العملة والتدفقات المالية»، وتابع: «قد تبدأ دورة هبوط خطيرة للغاية يمكن أن تؤثر حقاً على نمو الاقتصاد العالمي والاستقرار المالي». لكن الخط الأساسي للبنك في الوقت الحالي يشير إلى أن الاقتصاد العالمي سيواصل التحسن إذا لم يشهد تصعيداً كبيراً للتوترات التجارية وتكلفة الاقتراض. ولذا، فإنه يدعم استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في رفع أسعار الفائدة، في حين تخفف بنوك مركزية كبيرة أخرى، من بينها البنك المركزي الأوروبي، برامج التحفيز الضخمة القائمة منذ سنوات. وقال: «أعتقد أن من المهم أن تعود الأمور لطبيعتها تدريجياً». وأضاف التقرير أن الاقتصاد العالمي لا يزال متألقاً، رغم أنه «من غير المعتاد إلى حد ما» أن نظل نرى هذا النمو القوي بعد سنوات عديدة من التوسع، في حين نرى تضخماً ضعيفاً فحسب.
مشاركة :