قصيدة في رثاء المغفور له بإذن الله تعالى الأخ العزيز الأستاذ حبيب أحمد قاسم، وزير التجارة والزراعة السابق، رحمه الله وأسكنه فسيحَ جناته.ما مِنْ نَعِيمٍ طَابَ إلَّا زَائِلُ فَبِذا قَضَى الرَّحْمَـنُ وَهُوَ العادِلُتَتَفَاوَتُ الأَعمارُ في ما بَينَنَا وَاللهُ يَعلَمُ أيُّ عُمرٍ أَطوَلُوَالمَرءُ يَأمَلُ طُولَ عُمرٍ عَلَّهُ لِلصَّالِحَاتِ وكُلَّ خَيرٍ يَفعَلُلَكِنَّ أَمرَ اللهِ حُكمٌ نَافِذٌ كُلُّ ابنِ آدَمَ ذَاتَ يَومٍ رَاحِلُكُلُّ ابنَ أنثَى سَوفَ يَلقَى رَبَّهُ لا يَغفِلَنَّ عَنِ الحَقِيقَةَ عَاقِلُوَلَئن فُجِعنا في رَحِيلِكَ يا أَخِي قَد فَارَقَتنا قَبلُ مِنكَ أَوَائلُلَكِنَّ مَوتَكَ يا حَبِيبُ خَسَارةٌ جَلَّ المُصابُ فَكَيفَ مِثلُكَ يَرحَلُفَحَبِيبُ إِنَّ اليَومَ مَوتَكَ هَزَّنِي فَوَجدتُ، عَن نَفسِي، بِمَوتِكَ أَذهَلُمَا خُلتُ أنَّ المَوتَ يَعرِفُ بَابَكُم بَل قُلتُ يَخطَأُ بَابَكُم أو يَغفُلُالنَّفسُ حَرَّى مِن فِرَاقِكَ حَسرَةً وَحَشايَ جَمرٌ فِيهِ نَارٌ تُشعَلُوَلَقد عَهِدتُكَ يا حَبِيبٌ صَادِقاً وَأَخاً حَبِيباً كَيفَ عَنَّا تَرحَلُوَلَقد عَهدتُكَ في تَأَنٍّ دَائِماً لِمَ في فِرَاقٍ دَائمٍ تَتَعَجَّلُأنتَ الحَبِيبُ وَأنتَ شَمعَةُ دَارنا ما خُلتُ بَدرَكَ عَن سَمانا يَأفُلُفَأبا عَلِيٍّ كَيفَ نَسلُو بَعدَكُم لو ماتَ مِثلُكَ عَن ذَوِيهِ لما سَلُواوَيَمُرُّ طَيفُكَ بِي فَأَبقَى ذَاهِلاً وَإذا ذَكَرتُكَ ظَلَّ دَمعِي يَنزِلُوَأرَى جَمِيعَ النَّاسِ تَبكِي حُرقَةً وَدُّمُوعُهُم مِلءَ المَآقِي تَهمُلُفَلقَد مَلكتَ قُلُوبَهُم بِتَوَاضُعٍ وَدَمَاثَةٍ في الخُلقَ لا تَتَبَدَّلُأُعطِيتَ إسماً يا حَبِيبُ بِصغرِكُم وَعَلَى مُسَمَّىً جَاءَ أَنتَ الوَاصِلُولَقد عَهَدتُكَ وَافِياً لِعُهُودِكُم لِمَ عَن وِصَالِكَ يا حَبِيبٌ تَنكُلُلَكَ يا حَبِيبٌ في القُلُوبِ مَحَبَّةٌ زُرِعَت وكُنتَ بِرَيِّها تَتَكَفَّلُتَعلُو البَشَاشَةُ وَجهَكَم مُتَبَسِّماً سَمحَ المَحَيَّا بِالتَّفاؤُلِ تَرفُلُتَتَفَقَّدُ الإِخوَانَ في أَحوَالِهِم إن لَم تَجِدهُم ذَاتَ يَومٍ تَسأَلُوَخِصَالُكُم نِعمَ الخِصَالِ نَعُدُّها فَإذا ذَكَرنا البِرَّ أنتَ الأوَلُتُعطِي يَمِينُكَ دُونَ أن تَدرِي بِها يَدُكَ الشَّمَالُ وَتِلكَ أَيضَاً تَبذِلُفَالبَذلُ فِيكَ هِوَايَةٌ أَتقَنتَها وَالخَيرُ مِعدَنُ نَفسِكَ المُتَأَصِّلُطُوبَى لِمَن أَفنَى السِّنِينَ بِطَاعَةٍ لِلبِرِّ وَالإحسانِ دَوماً يَفعَلُتَارِيخُكُم في خِدمَةِ البَحرَين قَد شَهدَت بِهِ عَبرَ السِّنِينِ مَحَافِلُفَبَذَلتَ مَا في وِسعَكُم مُتَفَانِياً لَكَ رِفعَةُ البَحرَينِ شُغلٌ شَاغِلُكَم قَد قَطَعنا الأَرض في سَفَرَاتِنا في كُلِّ أرجَاءِ الدُّنا نَتَنَقَّلُومُرَافِقُوكَ تُحِيطُهُم بِرِعَايَةٍ كَأَبٍ لَهُم وَأُمُورَهُم لا تُهمِلُلَكِنَّ أَفضَلَ رِحلَةٍ قُمنا بِها هِيَ حَجُّ بَيتِ اللهِ فَرْضَاً نُكمِلُوَلَقد رَأَيتُكَ في الدُّعَاءِ تُطِيلُهُ في فَرضِ وَاجِبِ أَو إذا تَتَنَفَّلُفَجَزَاكَ رَبُّكَ في الحَياةِ مَحَبَّةً لَكَ في قُلُوبِ النَّاسِ لا تَتَحَوَّلُغِبتُم وَمَا كَانَ الغِيابُ بِطَبعِكُم لَكِنَّ عُذرَكَ أَن دَهَتكَ النَّوَازِلُغيِّبتَ عَنَّا غَيرَ أَنَّكَ حَاضِرٌ مِن بَينِنا في كُلِّ حِينٍ مَاثِلُمَا مِتَّ إذ قَالُوا حَبِيبٌ قَد قَضَى بل أنت حَيٌّ في جِنَانٍ نَازِلُأَبوَابُ فِردَوسِ النَّعِيمِ أَمامَكُم مَفتُوحَةٌ لَكَ لَيسَ دُونَكَ تُقفَلُجَنَّاتُ رَبِّكَ أنتَ فِيها خَالِدٌ أَنَّىٰ وَحَيثُ تَشاءُ مِنها تَأكُلُجَنَّاتُ عْدنٍ سُندُساً فُرِشَت لَكُم نُزُلٌ لَكُم وَقُطُوفُها لا تَذبُلُوَلَكُم بِها ما تَشتَهِيهُ نُفُوسُكُم طَابَ الشَّرَابُ بِها وَطَابَ المَأكَلُأنهارُها عَسَلٌ وَخَمرٌ لَذَّةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَأَنتَ مِنها تَنهَلُولِباسُكُم فِيها حَرِيرٌ نَاعِمٌ والسَّلسَبِيلُ مَعِينُكُم و الجَدوَلُد. عبدالله بن أحمد منصور آل رضي
مشاركة :