في أرض قاحلة، وتحت حرارة الشمس، ينهمك رجال ونساء في وضع شوادر بيضاء اللون فوق قضبان حديدية لتصبح خيماً تؤويهم وأطفالهم، بعدما فروا مسرعين على وقع التصعيد العسكري في جنوب سوريا. بعد أيام من القصف العنيف، لم يجد الآلاف في قرى وبلدات ريف درعا ال شرقي والشمالي خياراً أمامهم سوى الفرار، تركوا خلفهم منازلهم وتنقلوا في مناطق أكثر أمناً تحت سيطرة الفصائل المعارضة. ووجد بعضهم ملجأ في مخيم جديد للنازحين في بريقة في جنوب محافظة القنيطرة برغم أنه يفتقد إلى أدنى الخدمات الأساسية.يستريح علي الحمصي (36 عاماً) بعدما أنهكه نصب خيمة له ولعائلته، هو النازح حديثاً من بلدة كفر شمس في ريف درعا الشمالي. ويقول الشاب «لم أكن أنوي الذهاب إلى أي مكان، لكن شدة القصف خلال الأيام الأخيرة اضطرتنا للخروج، خاصة بعدما أدى القصف لموت أكثر من شخص لدينا... هذا ما دفعنا للخروج». يجلس الحمصي على الأرض إلى جانب أطفاله ويقول «نُحضر الخيمة لنجد مكانا نأوي فيه فقط... لكن هناك نقصا في مقومات الحياة فلا توجد حتى مياه للشرب أو الغسيل». وكان الحمصي الذي وصل الجمعة إلى بريقة برفقة آخرين من أوائل الوافدين إلى المخيم الجديد في منطقة الجولان الذي بات يؤوي عشرات العائلات النازحة من ريف درعا. (ا.ف.ب)
مشاركة :