ثمة معطيات ساخنة دأبت على دفع الاتحاد السعودي للواجهة تشعرك دائما بأن هناك من يريد أن يقذف بمستقبل كرة القدم إلى الهاوية، سواء كان هذا الاتحاد على صواب أو على خطأ، وذلك لاعتبارات وحسابات يطول شرحها وعرضها لا نستطيع إيجازها في هذا المقال، إلا أنها تثبت في كل مرة أنها حسابات معقدة ولا علاقة لها بالصالح العام. استنتجت ذلك من شدة ما نلمسه من نقد جارح وطرح ساخر يستهدف الأعمال ويستهزئ بالأشخاص دون تقدير ولا احترام لتاريخهم الطويل والعطاءات السابقة؛ لتبدوا الأمور وكأنها قننت بمعول الهدم والتخريب لا البناء والتطوير، وازداد الطين بله السماح بسماع العبارات المهينة والألفاظ المشينة التي هلت على رأس هذا الاتحاد منذ ولادته بلا رقيب ولا حسيب، فالسعي المستميت وراء خطواته وتصيد أخطائه ووضعها تحت مقصلة الضغط الجماهيري والإعلامي يجعلنا دوما في حالة قلق من نهاية هذا السجال الذي ذابت فيه أخلاقيات التعامل والارتقاء. فرياضتنا أخذت مسارا آخر وبعدا مختلفا بعدما انحرفت عجلاتها عن المسار الذي أسست من أجله وغدت الأمور تدحرج من سيئ إلى أسوأ، وتسير بلا عنوان وسط ضبابية كاملة أحرقت أوراق التفاؤل الذي يسكن وجداننا للاستمتاع برياضة نزيهة وشريفة ترتقي بنا بين الشعوب العالم المتقدمة كما ارتقاء من حولنا، وقد يصف البعض من المحايدين والمتابعين بصمت لهذا الطرح الشفاف بالأمر الطبيعي، فالمنافسة والصراع بين الكبار يجوز فيه ما لا يجوز لغيره، لكسب الجولة واجترار الاتحاد صوبه لضمان سلامة مصلحة ناديه، لطالما هذه الصراعات ولدت من رحم صناديق الاقتراع دون ألم أو صراخ يدمي قلوب الحالمين بتنظيم أفضل لمنظومة رياضتنا المغلوب على أمرها، ولكن عندما يأتي الاجترار من أحد المنتمين لهذا الاتحاد أو من مناصريه أو على أقل تقدير من المؤتمنين عليه، فإننا يجب أن نتوقف ونعلق الجرس لما يمثله هذا المنتمي من ثقل شخصي وعملي في منظومة الاتحاد يفترض أن ينظر للأمور الشائكة من منظار الرجل الحكيم وأن لا يتعامل مع الآخرين من مبدأ «يا ألعب يا أخرب». فاستقالة الدكتور عبدالرزاق أبو داود من الإشراف على المنتخبات جاءت عكس ما كان مرجو منه في الفترة الحالية، في الوقت الذي كان الجميع يهيئ نفسه ويستنفرها استعدادا للوقوف خلف الدكتور صفا واحدا من أجل تجاوز المرحلة الصعبة القادمة للمنتخب وجدناه أنفسنا أمام قائد يرمي المنديل ويترجل عن صهوة جواده ويبحث عما هو مفقود بين أكوام الرماد لعله يجد ما يعذره أمام...... بالتالي الاستقالة من وجهة نظري لم يوفق فيها الدكتور لا من حيث مضمونها ولا في توقيتها ولا في توجيهها، لكن هذا لا يقلل من دور الدكتور الفعال ومساهماته المميزة على مستوى اتحاد اللعبة في جميع المهام التي أسندت له ونتطلع منه ما هو أعظم. وأما بالنسبة للمنتخب فإن عودة سلمان القريني للإشراف على إدارة المنتخب باتت مطلبا جماهيريا وإعلاميا، لقدرة «أبو حمد» ومعرفته السابقة بالمنتخب وقدرته على حسن التعامل معه، فالتجارب الناجحة لسلمان القريني تدفعنا إلى ترشيحه لهذه المهمة الصعبة في الوقت الصعب.
مشاركة :