القطرية تشتري 60 طائرة طراز 777 إكس

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - أحمد سيـد: أشاد راندي تينسث نائب الرئيس للتسويق في شركة بوينج للطائرات التجارية، بقرار الخطوط الجوية القطرية لشراء 60 طائرة بوينج من طراز 777 إكس، مشيرا إلى أنها ستكون الأكبر والأكثر كفاءة في العالم ضمن فئة طائرات الركاب ذات المحركين. وقال لـ الراية  الاقتصادية أنه لم يكن من المفاجئ أبداً أن تقوم الخطوط القطرية بهذه الطلبية رغم ما يعتري أسواق النفط في العالم من تقلبات تنبئ بصعوبة توقع أسعار وقود الطيران في العام 2020، وهو موعد تسليم أول طائرة من طراز بوينج 777 إكس، مؤكدا أن شركات الطيران على يقين بأن الطائرة ستوفر استهلاكاً للوقود أقل بنسبة 12 في المائة مقارنة بالطرازات المنافسة، وهي ميزة ملموسة ستحقق وفورات بغض النظر عن سعر الوقود في ذلك الوقت. وأشار راندي تينسث إلى أن عدد الطائرات الجديدة التي تم تسليمها للخطوط الجوية القطرية بلغ خلال الفترة من 2015 إلى 2017 نحو 26 طائرة، كما تقدّمت الشركة بطلب شراء 58 طائرة إضافية. وأضاف أن شركات الطيران ستواصل الاستثمار في ضم طائرات جديدة أكثر موثوقية ‏وكفاءة في استهلاك الوقود لأساطيلها، بحيث تضمن بقاءها بمعزل عن تبعات تقلبات أسعار النفط إلى حد كبير، لافتا إلى أنه في منطقة الشرق الأوسط وحدها، من المتوقع أن تستلم شركات الطيران نحو 3350 طائرة جديدة من الآن وحتى عام 2037. وتأتي تلك الاستثمارات في إطار نظرةٍ استشرافية من جانب الشركات التي تدرك أن أداء الطائرات الجديدة والمستقبلية التي تنضم لأساطيلها يمثل الثابت الوحيد في صناعة تتحسب دوماً للتطورات غير المتوقعة. وأوضح أن ما نراه اليوم هو أن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وخارجها تواصل الاستثمار في تطوير وتجديد أساطيلها بوتيرةٍ جيدة، رغم تقلبات أسعار النفط وهو ما سيدفع شركات الطيران إلى تقليص خططها الرامية لتوسيع وتجديد أساطيلها الجوية، كما أن هذا المنظور ذاته سيشكك في جدوى الطلب على طائرات جديدة أكثر كفاءة في مجال استهلاك الوقود، نظرًا للتراجع المستمر لأسعار النفط. وأوضح أنه عندما تراجعت أسعار النفط إلى مستويات تاريخية في العام 2015، ربما بدا منطقياً حينها أن تتصرف الشركات بكثيرٍ من الحذر وتعمد إلى تجميد خطط الاستثمار في أساطيلها. ولكن خلافاً لتلك التوقعات، يبدو أن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم واصلت طلبات الشراء واستلام طائرات جديدة. طلبات مؤكدة وأكد نائب الرئيس للتسويق في شركة بوينج للطائرات التجارية أن شركة بوينج قامت بتسليم 2023 طائرة في جميع أنحاء العالم، وتلقت طلبات شراء مؤكدة لـ 2523 طائرة أخرى خلال الفترة من مايو 2015 - حين بدأت أسعار النفط بالانخفاض إلى ما دون 50 دولارا أمريكيا للبرميل وحتى نهاية عام 2017. وقال إن كل هذه المعطيات والأرقام تدل وبوضوح على أن صناعة النقل الجوي تثبت مرة أخرى مرونتها النسبية في مواجهة العوامل الاقتصادية الخارجية. أما في منطقة الشرق الأوسط، فإن عدم تأثر استراتيجيات توسيع وتجديد الأساطيل الجوية إلى حد كبير بتلك التطورات، يقدم دليلاً إضافياً على أن شركات الطيران الكبرى تتمتع باستقلالية تجارية، وأنها هي من يتولى مسؤولية توليد تدفقاتها الرأسمالية والتحكم في إنفاق مواردها المالية. أسعار النفط ولفت راندي تينسث إلى أن الأهم بالنسبة لصناعة الطيران، أن انخفاض أسعار النفط لم يقابله انخفاض مماثل في حجم السفر الجوي، بل ظل القطاع محافظاً على مستويات نموه المتوقعة. وقد تخطى معدل نمو حركة المسافرين على مستوى العالم الاتجاه السائد منذ عام 2010، والذي يبلغ حوالي 5.0 في المائة، ومن المتوقع أن تستمر معدلات النمو القوية هذه خلال عام 2018. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال صناعة الطيران العالمية مربحة، فبين عامي 2015 و2017، حققت شركات الطيران أرباحاً صافية تزيد عن 100 مليار دولار أمريكي، أي ضعف ما تم تحقيقه بين عامي 1984 و2014. ووفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي، من المرجّح أن تواصل صناعة الطيران العالمية مسيرتها المربحة خلال عام 2018، في ظل التوقعات بأن تناهز قيمة الأرباح الصافية بعد الضرائب للشركات العاملة في القطاع 40 مليار دولار أمريكي. وفي السياق ذاته، وصلت معدلات استخدام الطائرات وعوامل الحمولة إلى مستوياتٍ قياسية. وتقود المكاسب المالية لشركات الطيران إلى شهية مستدامة للاستثمار في المجالات التي تتطلب كثافة رأسمالية في القطاع، مثل تجديد الأساطيل وتوسيعها. بل إن الميزانيات الجيدة لتلك الشركات تؤهلها للحصول على تصنيف ائتماني بدرجة «استثمار»، مما يفتح المجال أمام تمويل الديون لتغطية الاحتياجات المالية لاستراتيجيات توسيع الأساطيل. تجديد الأساطيل وأشار إلى أن تجديد الأساطيل يخضع لعوامل تختلف باختلاف المناطق الجغرافية، وينعكس هذا في التفاوت الواضح لمتوسط أعمار الطائرات حول العالم. فعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط عمر أسطول الخطوط الجوية القطرية حالياً 5.7 عام، وهو أقل بكثير من المتوسط في أمريكا الشمالية وأوروبا، والذي يبلغ 13.6 و10.7 عام على التوالي، منوها إلى شركات الطيران، مثل الخطوط الجوية القطرية، تدرك تماماً أن الأساطيل الشابة تمثل ميزةً فارقة لا يقتصر مردودها على التفوق في مجال تميز تجربة المسافرين، والتي أصبحت الشركة عنواناً لها، بل تسهم كذلك في تحسين مختلف أوجه الكفاءة التشغيلية والبيئية. كما تعي شركات الطيران تماماً أن الطائرات الجديدة توفر كفاءةً غير مسبوقة في استهلاك الوقود وأن الاستثمار اليوم يوفر تحوطاً تقنياً ضد التقلبات المستقبلية. حيث إن أسعار النفط كانت، تاريخياً، متقلبة ويمكن توقع استمرار تقلباتها تلك في المستقبل المنظور. وبينما تلجأ شركات الطيران عادةً لاستراتيجيات التحوط من أجل تقليل تأثير عدم استقرار الأسعار، تلعب الطائرات الجديدة التي توفر كثيراً في استهلاك الوقود دوراً مهماً في التحكم في تكاليف الوقود، والتي ربما تمثل ثلث النفقات التشغيلية لشركات الطيران.

مشاركة :