«أرامكو السعودية» تعزّز تمكين المرأة بالسياقة الآمنة

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمكين المرأة جزءٌ أصيلٌ في استراتيجيات أرامكو السعودية، ولذلك تحرص الشركة على تطوير الكوادر النسائية، من خلال العديد من المبادرات، إذ تقدم عددًا من البرامج التي تؤهل طالبات الجامعات وحديثات التخرج على الحياة العملية ومتطلبات العمل. وتماشيًا مع محاور وأهداف رؤية السعودية 2030 فيما يتعلق بتمكين المرأة ورفع نسبة إسهامها في العمل التنموي، ما يتطلب أن تصل نسبة مشاركتها إلى 30 % من القوى العاملة النسائية، فإن ذلك بحاجة إلى تمكينها من سياقة السيارة، خاصة أن المستويات التعليمية للسعوديات ارتفعت كثيرًا خلال الأعوام الماضية، إذ إن 60 % منهنّ لديهنّ شهادتا الماجستير والدكتوراه. وبمزيد من التمكين من خلال مشاركة المرأة السعودية في التنمية، يُتوقع أن تتحقق إضافة كمية مقدّرة في القوى العاملة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، إذ يرجّح أن تصل مكاسب الناتج المحلي الإجمالي إلى 90 مليار دولار بحلول العام 2030. آفاق بلا نهاية عن دور أرامكو السعودية في تمكين المرأة، وتطوير قدراتها في مختلف المجالات وصولًا إلى سياقة السيارة التي تُعد وسيلة للوصول إلى غاياتها وطموحاتها في أعمال البناء والتنمية، تقول كبير المهندسين في أرامكو السعودية نبيلة التونسي: «إن سياقة السيارة ليست مجرد امتياز ذاتي لتنقّل المراة، وإنما وفاء بالتزاماتها القيادية التي تفتح آفاقًا لا نهاية لها. ذلك مهمٌّ على نحوٍ كبيرٍ بالنسبة للنساء في المملكة، حيث يترقبن يوم 24 يونيو 2018م، وهو التاريخ الذي يسمح للنساء بالسياقة». وتضيف التونسي: «السياقة أحدث مكتسبات المرأة في الأعوام الأخيرة بعد حق التصويت للمجالس البلدية، شغل مناصب قيادية وإدارية، والعمل في وظائف معينة، إلى جانب تمتّعها وأسرتها بمزيد من الخيارات الأخرى، مثل ذهابها لتشجيع فريقها المفضل في الملاعب الرياضية، أو الذهاب إلى السينما. ولعلّي أستعيد بذاكرتي حصولي على رخصة قيادة تكساس خلال عملي على مشروعات الشركة في هيوستن. وقبل ذلك، خضت تجربة السياقة لأعوام في ولاية أوريغون، حيث حصلت على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة. في الواقع، لقد مارست السياقة في العديد من الطرق حول العالم، كما أكملت دورة سياقة آمنة للنساء، والتحقت بدورات وفّرتها أرامكو السعودية لموظفاتها». دور حيوي تؤكد التونسي أن ممارسة سياقة السيارة تدعم دور المرأة ومشاركتها في تطوير الوطن، وتقول: «السائقات المتمرسات مثلي، وكذلك النساء من جميع الأعمار اللاتي لم يتخلفن أبدًا عن عجلة السياقة (حتى لو كانت سيارات يملكنها شخصيًا)، يدركن جيدًا أهمية ذلك في تطور مستقبل بلادنا. هذا عصر جديد للمملكة العربية السعودية، من خلال تطبيقات رؤية 2030، التي تستهدف تنويع اقتصادنا الوطني استعدادًا لمرحلة ما بعد النفط». وتتابع التونسي: «بعد أن قضيت حياتي المهنية في أرامكو السعودية، فإنني أشعر بسعادة بالغة تجاه إعادة تركيز الشركة نحو الطاقة والمواد الكيميائية. هذا الاتجاه الأوسع يتوافق مع حركة التنمية الوطنية، وكذلك التحول العالمي للطاقة. لذلك فأنا متحمسة لرؤية قطاع خاص ديناميكي يبدأ في توطيد قواعده واستيعاب المزيد من المواطنين، حيث ظلّت الوظائف الحكومية لفترة طويلة هي القاعدة الأساس للتوظيف. ولكي يحدث التغيير فلا بد من دور حيوي للنساء». توظيف النساء وفيما يتعلق بدور المرأة وفرص تمكينها خلال الفترة المقبلة، تقول التونسي: «في بلادنا، وكما في أي مكان آخر بالعالم، تستمر التقنيات الثورية في النمو بشكل كبير، مما يؤثر على كل جانب من جوانب الحياة. وستزدهر الاقتصادات التي يمكنها أن تتقدّم وتتطور اعتمادًا على الابتكار والمواهب. لذلك من المهم للغاية أن توسع المملكة توظيف نسائها؛ للإسهام في أعمال بناء الوطن خلال الفترة المقبلة. فنحن كسعوديات حصلن على تعليم جيد، وهناك أكثر من 300 جامعة متاحة لنا، وتحتل النساء أكثر من نصف التعداد في بلادنا، كما أن 60 % من النساء لديهنّ شهادات الماجستير والدكتوراه». وتتابع التونسي رؤيتها حول تمكين المرأة السعودية، قائلة: «نحن نعمل في المجالات الطبية والأكاديمية المختلفة، وكثيرات منّا رائدات أعمال في مجال العقارات، ومجالات إبداعية أخرى مثل الموضة، إلى جانب مشاركتنا في الأعمال الخيرية والقضايا الإنسانية، ولكن مع ذلك، لا تمثل النساء سوى 22 % من القوى العاملة السعودية. ومع وجود نصف سكان المملكة الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، فإن الحاجة تبدو ملحّة إلى وظائف عالية الجودة، تشغل النساء جزءًا مقدرًا منها. وذلك يعيدنا إلى محاور رؤية 2030 التي تستهدف مشاركة النساء بنسبة 30 % في أعمال التنمية المختلفة. لذلك عندما تعتمد المرأة على رجل -سواء زوجها أو ابنها أو أباها أو أخاها أو السائق - للوصول من مكان إلى آخر، فإنها عملية غير فاعلة بالنسبة للجميع، باستثناء السائق المستأجر. تمكين المجتمع وتشير كبير المهندسين في أرامكو السعودية إلى أنه من الواضح أن السياقة لا تتعلق بتمكين المرأة فقط. إنما تمكين المجتمع السعودي، قائلة: «ذلك هو السبب الرئيس الذي جعلني أسجّل في مركز السياقة الجديد في الشركة بالظهران. وحين نسأل: ما علاقة شركة الطاقة بالسياقة؟ أجيب: في الواقع، هناك علاقة. فعندما تم توقيع اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط مع شركة «ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا» في 29 مايو 1933م، كان ذلك يعني ميلاد شركة أرامكو. حينها نشأت الشركة الجديدة والمملكة الجديدة معًا، وشاركت في مشروعات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية وغيرها من نظم جودة الحياة بعيدًا عن النفط والغاز». وتضيف التونسي: «خلال العقود الماضية، برزت المسؤولية الاجتماعية للشركة من خلال إنشاء أول جامعة بحثية في المملكة، وكذلك مركز ثقافي عالمي، والعديد من المبادرات والبرامج مثل: برنامج السلامة المرورية والذي أثبت فاعليته في التوعية بأهمية السياقة الوقائية، وتقليل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن حوادث السيارات. كذلك، برامج السياقة بالشراكة مع الإدارة العامة للمرور للتأكد من أن السائقات المصرح لهنّ، على دراية ومعرفة ومهارة. وفي الوقت نفسه، مساعدة الجامعات على بناء مراكز للتدريب على السياقة. تدريبات السياقة وعن تجربتها في السياقة والتدريب عليها من خلال مركز السياقة التابع لأرامكو السعودية، تقول التونسي: «اعتمادًا على المستويات المهارية المختلفة ومتطلبات الترخيص ذات الصلة، بدأت أنا وزميلاتي في المركز بفصول دراسية حول السياقة، ثم اختبرنا ما تعلمناه أولًا من خلال أجهزة المحاكاة فائقة التقنية، ثم السياقة الميدانية في محيط المركز. وقد أعطاني جهاز المحاكاة التفاعلية القدرة على الاستجابة الواقعية لسيناريوهات السياقة الخطرة، كما في حالات المطر والضباب والعواصف الرملية وضعف الرؤية الليلية. وتستطرد قائلة: «تم اختبار قدرتي الافتراضية على التعامل مع ظروف الطرق الوعرة بشكل مثالي، إلى جانب أوضاع الطوارئ. ومن هناك، قضيت بعض الوقت في ورشة العمل الميكانيكية لتعلم إجراءات فحص السيارة الخاصة بي، بما في ذلك فحص السوائل والضغط الجوي. لقد تطورت قدراتي وانتقلت من المهارات الأساسية إلى المناورة المتقدمة، وتعرفت في المسار الرئيس للتدريبات على جميع الإشارات المرورية من تقاطعات الطرق المتنوعة، ومستوياتها المختلفة». نقطة تحوّل للمرأة وترى التونسي أنه، باختصار، بعد ما مجموعه 24 ساعة من التدريبات، حصلت على رخصة السياقة. مع تلك البطاقة الصغيرة المغلفة، أصبحت جزءًا من التاريخ. وتقول: «سياقة السيارة أمرٌ طبيعيٌ للغاية ومفروغ منه، حيث إنه يساعد كل امرأة في تنقلاتها بدءًا من نقل الأطفال إلى مدارسهم، والذهاب إلى العمل والتسوق، وغير ذلك من الضروريات، ولذلك فإن هذه نقطة تحوّل بالنسبة للمرأة السعودية. نبيلة التونسي

مشاركة :