طالبت شركة «الخطوط الجوية البريطانية» باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التأخير والازدحام في مطار هيثرو الذي يعتبر أكبر مطار في بريطانيا، إذ يستخدمه ملايين المسافرين سنوياً إما كمقصد نهائي بحد ذاته في المملكة المتحدة أو ترانزيت قبل مواصلة السفر إلى جهات أخرى خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وجاءت مطالبة الشركة البريطانية في مذكرة رُفعت إلى الحكومة تضمنت أيضاً تحفظات على دوائر رقابة الحدود والهجرة في مطار هيثرو بالتحديد، ما يؤدي إلى تأخير المسافرين القادمين إلى لندن بمعدل ساعتين ونصف الساعة بعد وصولهم إلى دائرة مراقبة جوازات السفر. علماً أن سلطات المطار كانت قد تعهدت بأن حاملي جوازات السفر البريطانية أو الأوروبية سينهون معاملات الدخول خلال 25 دقيقة، بينما يستغرق الأمر ذاته مع الجنسيات الأخرى نحو 45 دقيقة كحد أقصى. واعتبرت الشركة البريطانية التي تنطلق غالبية رحلاتها من مطار هيثرو أن هذه الأوضاع يمكن أن تترك آثاراً سلبية للغاية على حركة السفر، وبالتالي على قطاعي الأعمال والسياحة، خصوصاً في وقت قررت فيه بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي والانفتاح على العالم الخارجي لتشجيع الحركة التجارية تعويضاً عن خسارة الشريك الأوروبي. ومع أن شركات الطيران المحلية والعالمية التي تستخدم هيثرو تتفهم وتتقبل التشدد في إجراءات الأمن ومراقبة الحدود بعد العمليات الإرهابية التي ضربت بريطانيا خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أنها تشير في الوقت ذاته إلى قلة عدد موظفي الهجرة في مواسم الذروة، وكذلك تعطل بوابات الدخول الإلكترونية التي كان من المفترض أن تسّهل عمليات الدخول وتخفّف من إزدحام المسافرين. وأظهرت إحصاءات الشركة البريطانية أن ما معدله 70 ألف مسافر شهرياً اضطروا إلى الانتظار أكثر بكثير مما تلحظه ترتيبات الدخول. وحذرت من أن الأمر مرشح نحو المزيد من التدهور مع اقتراب فصل الصيف، إذ يمكن أن تتحول فترة العطلات إلى «معاناة صيفية» ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة في أسرع وقت ممكن. والجدير بالذكر أن الحكومة البريطانية وافقت قبل أيام على مشروع بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو لتلبية الطلب المتنامي على السفر من لندن وإليها. لكن التنفيذ قد يستغرق سنوات بسبب اعتراضات شعبية وسياسية على هذا المشروع الذي قد يواجه مراجعة قضائية قبل إقراره نهائياً.