القاسم: الخوف والرهبة أسقطا الكرة العربية في المونديال

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ثماني هزائم في ثماني مباريات متتالية، تبدأ كرة القدم العربية اليوم مرحلة حفظ ماء الوجه في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا بعيدا عن صراع التأهل للدور الثاني من البطولة.ومنيت كل من المنتخبات العربية المشاركة في المونديال الروسي بالهزيمة في أول مباراتين لها بالبطولة لتصبح الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات دور المجموعات بمثابة محاولة أخيرة لحفظ ماء الوجه فقط بعيدا عن صراع التأهل.وعلى مدار المباريات الثماني التي خاضتها المنتخبات العربية الأربعة، لم يحرز أي منها أي نقطة في البطولة، وسجل لاعبو هذه الفرق أربعة أهداف فقط مقابل 19 هدفا دخلت مرماها.وتبدو فرصة المنتخب التونسي أفضل في إنهاء مسيرته بالمونديال بفوز جيد على المنتخب البنمي الذي يشارك في بطولات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.ومع خروج الفريق نهائيا من دائرة المنافسة، لم يصبح لدى المنتخب المغربي ما يخشاه. ومن ثم، يستطيع المنتخب المغربي ترك بصمته إذا فجر مفاجأة كبيرة أمام الماتادور الإسباني الذي قد يودع البطولة مبكرا إذا خسر بفارق أكثر من هدف وحقق المنتخب الإيراني الفوز على نظيره البرتغالي بهدف نظيف في المباراة الأخرى بالمجموعة.وحتى في حالة تعادل المنتخبين الإيراني والبرتغالي، قد يسقط المنتخب الإسباني مبكرا إذا خسر بفارق أكثر من هدف.من جهته، أكد المدرب التونسي جميل قاسم أن المنتخبات العربية عانت من مشكلة ذهنية ولياقية، إضافة إلى الرهبة والخوف، والتي أثرت بشكل كبير على نتائجها في مونديال كأس العالم في روسيا «وشاهدنا في الجولة الأولى منتخبات تونس ومصر والمغرب تخسر في الدقائق الأخيرة من الوقت البدل الضائع من المباراة ولم يستطع أي منتخب المحافظة على النتيجة، وهذا يعود لعدم التركيز الحاصل من الجهد البدني الذي يعتبر عاملا رئيسيا في المباريات المونديالية».وتابع: استغربت عودة المنتخبات للدفاع بشكل مبالغ فيه، وهذا يؤكد أن جميع المنتخبات التي واجهناها هي أقوى منا حتى منحناهم فرصة التقدم للهجوم.وقال: المنتخبات العربية لم تقدم أي مستوى في هذا المونديال وجميعها خرجت من الأدوار التمهيدية كونها لعبت مع منتخبات أقوى منها فنياً ولياقياً وعلينا الاعتراف بأن المنتخبات العربية تنقصها ثقافة فرض الشخصية وثقافة الفوز في كأس العالم، إضافة إلى ذلك فإننا بعيدون كل البعد عن المشاركات في كأس العالم، فالمنتخب المصري كانت آخر مشاركة له عام 1990 أي قبل 28 عاما. وأيضا المنتخب السعودي غاب نسختين من المونديال، وكذلك المنتخبان المغربي والتونسي لم يتواجدا من فترة طويلة حتى الجيل الحالي للمنتخبات العربية وبالتحديد تونس والسعودية ومصر ليس بالجيل الذي يمكن الاعتماد عليه، وأعتقد أنه يعاني من فراغ في نوعية اللاعبين، رغم أن بعض اللاعبين محترفون في أوروبا. وحقيقة المنتخبات العربية حريصة على النتيجة وعدم الهزيمة، وهذا يؤكد أن هناك تخوفا من الخصم. وحاولت المنتخبات العربية (تونس ومصر والمغرب) الخروج بنتيجة إيجابية في أولى المباريات وكانت قريبة من التعادل.وقال إن الحلول لجعل المنتخبات العربية تكون حاضرة وتنافس بقوة في المونديال العالمي هو العمل ووضع هدف مستقبلي من خلال إقامة مشروع وقاعدة صحيحة للسنوات الأربع القادمة، وتختار لاعبين على مستوى عال، ويلعبون في بطولات قوية حتى يكونوا ركيزة أساسية، ومن ثم تقيم عملك. وشاهدنا على سبيل المثال المنتخب البلجيكي جميع لاعبيه يلعبون خارج بلجيكا وفي أقوى الأندية الأوروبية؛ في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا... فنحن بحاجة إلى مثل هذه العناصر التي ستساعدك على المنافسة والحضور بشكل إيجابي، وإذا استطعنا تصدير مثل هؤلاء اللاعبين ومتابعتهم والمحافظة عليهم ومشاركة منتخبات بلادهم بشكل إيجابي أيضا فساعتها سننجح. كما يجب التدث عن الأندية التي هي أساس اللاعب، فعليهم العمل على طريقة الأندية الأوروبية التي تفرخ لاعبين يملكون الإمكانيات والمهارة. فالقاعدة هي الأساس. وحقيقة أستغرب من أن تحضّر المنتخبات العربية لاعبيها قبل المونديال بشهرين، فهناك منتخبات تحضّر منتخباتها منذ سنوات طويلة لكأس العالم.وقال الدكتور محمد مصطفى، مدرب نادي الزمالك السابق، إن المنتخبات العربية وخصوصاً السعودي والمصري كانا يعانيان من الناحية البدنية، ويمكن وصفه بالانهيار البدني. وشاهدنا مباراتهما مع المنتخب الروسي الذي كان يمارس الضغط والتكتل المتقدم في الناحية الهجومية، واللعب على المحاور، كونه متفوقا في معدل الأداء البدني بشكل واضح. أضف إلى ذلك أن المنتخب الروسي استغل عدم تأهيل المنتخب السعودي نفسيا لمباراة الافتتاح، وربما ساهم الأداء الجيد الذي ظهر عليه المنتخب السعودي في مبارياته الودية وقدرته على مجاراة المنتخب الألماني في مباراته الودية التي منحته الثقة وانعكست عليه سلبياً، واعتقد الجميع أن المنتخب الروسي لقمة صائغة، إلا أنه ظهر بشكل إيجابي من الناحية البدنية والتكتيكية، وهذا ينطبق على منتخب الأوروغواي الذي يملك عناصر متمرسة ومنسجمة وتتميز بالكرات الثابتة والعرضية. وإذا تحدثنا عن المنتخب المغربي فهو الوحيد الذي قدم أداء مقبولا، لذلك علينا الاعتراف بأن مشاركة المنتخبات العربية كانت مخيبة للآمال، واستقبلت شباكها عددا كبيرا من الأهداف نتيجة لضعف اللياقة وعدم التركيز.وتابع: تواجد بعض لاعبي المنتخب السعودي في الدوري الإسباني وغيابهم عن مرحلة الإعداد وانسجامهم مع البرنامج المعد أثر بشكل كبير. وكذلك المنتخب المصري لم يكن في جاهزيته اللياقية بعد أن لعب 5 مباريات ودية كانت دون المستوى، وربما إصابة محمد صلاح وغيابه عن المباريات الودية كان له تأثير كبير على أداء المنتخب، والاتحاد المصري هو من يتحمل خروج المنتخب وليس المدرب.وتابع: سبق لي العمل في منطقة جازان، وأجد أن هناك العديد من المواهب لو تم الاهتمام بها لخلقنا جيلا من اللاعبين، وأتمنى من المسؤولين اختيار مدربين على مستوى عال من الإمكانيات والخبرة ومنحهم فترة طويلة في العمل التدريبي. فالقاعدة هي الأساس؛ فعندما يكون لك قاعدة ومتابعة للاعب من جميع النواحي اللياقة، والتغذية، واللعب في بطولات عالمية، والاحتكاك مع فرق كبيرة في أوروبا سيكون بإمكانك المشاركة في المونديال العالمي، وتحقيق نتائج إيجابية.

مشاركة :