ألغام الحوثيين تقتل أحلام اليمنيين

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ نعومة أظفاره وهو يحلم بابتكار مولد للكهرباء عن طريق الطاقة الكهرومائية لقريته الصغيرة، لكن حلمه تبعثر عندما داس على حجر أخفت تحته أيدي ميليشيات الحوثيين لغماً. أفقد دوي الانفجار وعي أحمد سلام أحمد الأصبحي (33 سنة)، ولم يفق إلا في المستشفى، ليجد نفسه محاطاً بالأطباء، محاولاً حينها أن يحرك أطرافه ليعتدل، لكنه صدم بالواقع، لم يفقد وعيه فقط، بل قدمه اليمنى أيضاً. وعلم أحمد لاحقاً أنه وقع في حقل ألغام زرعته الميليشيات في منطقة مأهولة بالسكان. ويقول أحمد: «مضت الأيام وأنا على السرير في المستشفى وقدمي المعطوبة أرقبها أمامي في يأس يوماً بعد آخر، محاولاً أن أقاوم عجزي لعل قدمي تعود أو أيّ شيء آخر، استشعرت حينها بعمق العجز في يأس بالغ». وأضاف: «حاولت أن أجلس على كرسي بمقربة مني وكأنني لست معطوباً، أسمع قصص من تسببت الميليشيات بفقد أطرافهم أو بعطب حياتهم في مدينتنا، وجلست باهتمام حينها استمع لأحد الرجال على مقربة مني، بات منهمكاً في وصف اللغم والحوثيين بأقسى العبارات، ضممت حينها إحدى قدمي إلى الأخرى ولكنني فطنت بأنها لم تعد كما أعرفها، كاد حينها شعور الفقد يصل بي حدّ الانهيار». وتابع: «كان العون الذي قدمه لنا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتركيب قدم اصطناعية غير يسير، استُخرجت لي تأشيرة، ورحلوني لعمل عمليات زراعة أطراف، وقدموا لي مصروفاً ذاتياً. كان المركز سخياً معي وبقية المصابين بأطراف ألمانية ذات جودة عالية الصنع»، موجهاً النداء لنزع الألغام من اليمن، والبحث عن تلك المزروعة في المناطق المحررة، التي لا خرائط لأماكنها». ولم تقتل الألغام حلم أحمد وحده بل شاركه العديد من المدنيين الأبرياء في اليمن من نساء وأطفال ومسنين، فهذه طيبة محمد مهيوب (18 سنة) تحاول فهم الذنب الذي ارتكبته حتى تبتر قدمها، قائلة: «أقطن في جبل حبشي في مدينة تعز، لدينا كثير من الماشية والأغنام خلف منزلنا، أصحو مع بزوغ الفجر أتناول قليلاً من الطعام، وأخرج خلف المنزل أرعى الماشية وأطعمها وأسقيها، وأرعى أحلامي وأنميها مع الماشية فقد باتت صديقة لي، أحكي لها عن أحلام فتاة في الثامنة عشرة من عمرها ترى الحياة بلون وردي، ترى المستقبل بكثير من الأمل والطموح العارم». وأضافت: «خرجت في أحد الأيام مع بداية الصبح وبيدي العصا التي أرعى بها الأغنام كعادتي، لكن هناك ما حدث على غير العادة، فما وطأته قدمي لم يكن كومة عشب، عرفت ذلك حين رأيتها تتدلى أمامي، صرخت وصرخت معي أغنامي، التي نالها نصيبها من الهول والفجيعة، حين سرقت الألغام أرواح بعضها». وتابعت: «كان العشب أخضر اللون أذكره جيداً، وأذكر أنني كنت أمشي على الحشائش الرطبة، ولم أكن أستوعب أن تبلغ القسوة والقتل بالمدنيين والأبرياء، بأن تكون هناك ألغام إلى جانب منزلنا مزروعة على شكل بيئتنا، فمنها ما هو على شكل صخر وزرع وشجر، وكأنها وضعت عمداً لقتل الأبرياء وحتى الماشية». أما حياة حمود مرشد (60 سنة) فكانت لها تجربتها مع كابوس الألغام أيضاً، حيث نال منها لغم زرع على عتبة منزلها. ووصفت ما حدث قائلة: «على رغم كبر عمري لكنني أشعر ببالغ الألم لفقد قدمي، لدي عشرة من الأبناء والبنات، لم يكن لي ذنب ببتر قدمي، فأنا امرأة كبيرة لا أفهم لماذا تصل الألغام لمنازلنا وبالقرب من أطفالنا».

مشاركة :