عادة ما تؤثر قيمة العملات المحلية على قرارات السياح، خاصة فيما يتعلق برحلات #السياحة الخارجية، ولعل بريطانيا أفضل مثال لدولة تأثرت فيها السياحة الداخلية والخارجية بسبب تراجع الجنيه الإسترليني بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي تم قبل عامين. حمدي الصاوي يعمل في المجال السياحي في لندن منذ أكثر من 30 عاما، ويقول إنَّ تراجع قيمة #الجنيه_الإسترليني منذ تصويت البركسيت أثر بشكلٍ مباشر على قرارات زبائنه. يقول حمدي الصاوي، صاحب شركة "الصاوي للسياحة" في لندن "طبعا ضعف العملة أثر بشكل كبير على اتخاذ القرار". ضعف العملة دفع #السائح_البريطاني للتقليل من عدد رحلاته الخارجية ومن مبالغ إنفاقه على العطلات. وتشير أحدث الأرقام الرسمية المتوفرة للفصل الأخير من 2017، إلى تراجع الرحلات الخارجية للمقيمين في بريطانيا بنسبة 3%، وإلى انخفاض معدلات إنفاقهم بنسبة 7%ـ عن السنة السابقة. كل المناطق المفضلة للسائح البريطاني أصبحت أغلى ثمناً بالنسبة له، حيث تعد أسبانيا الوجهة السياحية الأولى للبريطانيين تليها فرنسا ومن ثم إيطاليا وألمانيا. أما الولايات المتحدة التي تمثل 6%، من إجمالي رحلات البريطانيين والتي تعتبر الوجهة المفضلة خارج أوروبا فقد أصبحت تكلفة زيارتها أعلى مع ضعف الجنيه مقابل الدولار، وحتى أداء فريضة الحج والعمرة للمقيمين في بريطانيا أصبحت أغلى ثمنا. يقول حمدي الصاوي، "اليوم سعر صرفة الجنية #الإسترليني يساوي أقل من 5 ريالات سعودية والناس تأخذ بعين الاعتبار موضوع التكلفة". وقد أدى ضعف العملة المحلية أيضا لزيادة الإقبال على ظاهرة الـstaycation وهى إمضاء الأجازة محليا، حيث تجاوز الإنفاق على الـ staycation 14 مليار جنيه إسترليني في عام 2017. ومن ناحية أخرى، فإنَّ تراجع قيمة الجنيه الإسترليني يزيد من جاذبية بريطانيا كوجهة سياحية، حيث تتوقع هيئة السياحة أن يخترق عدد الزوار الأجانب هذا السنة حاجز الـ 40 مليون زائر للمرة الأولى. كما تتوقعُ الهيئة ارتفاع إنفاق الأجانب بنحو 7%، عن السنة الماضية إلى نحو 27 مليار جنيه. ومع دخول موسم الصيف والعطلات الدراسية يبقى السؤال، هل سيختار السائح البريطانيّ زيادة إنفاقه لزيارة دول تضمن له طقساً دافئاً وشمساً ساطعة؟ أم سيضطر مع ارتفاع التكلفة لقضاء إجازته على الشواطئ البريطانية؟
مشاركة :