مفكر مصري: بايدن وكلينتون رفضا التخلي عن مبارك

  • 12/9/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الدكتور سعد الدين ابراهيم الخبير الحقوقي ومدير مركز ابن خلدون، عن رعايته اجتماع الاخوان بالسفراء الاجانب، وما دار في هذه الاجتماعات، وعن الوضع السياسي في مصر وقال في حوار مع "اليوم" : إن مصر تمر بمرحلة انتقالية وكأية مرحلة انتقالية تكون هناك الايجابيات والسلبيات, وفي شأن توصيات المجلس الدولي لحقوق الانسان, أوضح أن هذه المراجعات الدورية لا تخلو من انتقادات وهي ليست احتفالات وإنما هي نقدية لكل دول العالم وليس مصر ، ونحن كمصريين لدينا حساسية شديدة مما يقال عن مصر في الخارج.. وتاليا نص الحوار :  كيف ترى الوضع السياسي في مصر ؟ الوضع السياسي في مصر في مرحلة انتقالية وكأية مرحلة انتقالية تكون هناك الايجابيات والسلبيات. الايجابيات ان الرئيس عبدالفتاح السيسي يحظى بشعبية لا بأس بها، ويمكن المقارنة بين ما حدث في السبعينات حينما ألغى السادات الدعم عن الفقراء وخرجت المظاهرات في كل أنحاء الجمهورية, وبين ما فعله السيسي من الغاء الدعم عن بعض السلع، بل ذهب الى أكثر من ذلك وطلب من الشعب دفع مبالغ لحفر قناة السويس الجديدة في اكتتاب شعبي، والمصريون في حالة رضا من غير غضب أو تذمر . أما المظاهر السلبية فكانت في الاخوان المسلمين وبعد اقصائهم من الحكم بدؤوا حرب استنزاف وتفجيرات وقتل في كل مكان والصورة مازالت غامضة في هذا الشأن، وبين هذا وذاك يأتي مشروع قناة السويس، وكذلك الاستثمار في مشروع مثلث التنمية في الجنوب كبارقة أمل. اقليميا هناك تأييد كبير لمصر من الدول الشقيقة : السعودية والامارات والكويت، وترحيب شعبي عام ببقية البلدان العربية وأتوقع عودة مصر لقيادة العالم العربي. توصيات حقوق الإنسان  كيف ترى التوصيات التي أصدرها المجلس الدولي لحقوق الانسان بالنسبة لمصر ؟ هذه المراجعات الدورية لا تخلو من انتقادات وهي ليست احتفالات وإنما هي نقدية لكل دول العالم وليس مصر، ونحن كمصريين لدينا حساسية شديدة مما يقال عن مصر في الخارج. الاخوان استغلوا هذا المحفل - كما حدث في نيويورك - وحاولوا اثارة عدد من الزوابع حول مصر ، لكنهم لم يفلحوا وتمكن الوفد الحكومي المصري ومعه وفد المنظمات المصرية لحقوق الانسان من الرد على هذه الادعاءات. وواضح ان دولا كثيرة قدمت اسئلة لمصر تم الرد على معظمها ووعد بالرد على باقي الاسئلة خلال الأسابيع القليلة بعد انتهاء التحقيقات. وكان من أبرز التوصيات الاسراع في تنفيذ خريطة الطريق وإعادة النظر في قانون التظاهر وإعطاء مزيد من الحرية لمنظمات المجتمع المدني، بالاضافة الى الغاء عقوبة الاعدام. الحريات في تطور ملحوظ  كيف ترى الملف الحقوقي والحريات للدول العربية ؟ الملف الحقوقي والحريات في الدول العربية في تطور مستمر وملحوظ، وطبقا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية فان الدول العربية تأتي في منتصف الجدول في الترتيب العام، وللأسف مصر تأتي في ذيل القائمة العربية. اسطوانة مشروخة  هل ترى ان هناك مؤامرات تحاك ضد الدول العربية ؟ هذه ادعاءات وبقايا التفكير الشمولي وكانت دائما القيادات المستبدة في دول العالم الثالث لتصرف نظر شعوبها عن المطالبات بالحقوق تروج ان هناك مؤامرة وان هناك خطرا من الخارج. ثم ان هناك تساؤلا : ما الذي يجعلهم يتآمرون عليك ؟ أنت في سلام مع اسرائيل وتتلقى مساعدات من معظم الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية، وقضية المؤامرة أصبحت لغة مستهلكة واسطوانة مشروخة، واللي عنده دليل يقدمه، فالقاعدة الشرعية : «البينة على من ادعى». طبعا, هناك مناوئون للنظام في مصر ، ويجب أخذ الاحتياط في التعامل، لكن نظرية المؤامرة التي تدعيها الانظمة القديمة تظهر الكسل في البحث عن الحقيقة. ترتبط بعلاقات قوية مع الاسرة الحاكمة في قطر .. حدثنا عن هذه العلاقة نعم هذه العلاقات موجودة بالفعل والعلاقة بدأتها الشيخة موزة بعد ان قرأت كتاباتي خاصة انها عاشت وتعلمت في مصر, وانتهزت فرصة اهتمامها بالحريات ودعتني للسفر الى قطر، وسألتني ما الدور الذي من الممكن ان تقوم به قطر في مجال حقوق الانسان والحريات، وبالفعل بدأنا تأسيس المؤسسة العربية للديمقراطية. والفكرة اننا نروج للديمقراطية والحريات وكنت أول أمين عام لها وعملنا جدولا لكل الدول العربية للحصول على الحريات والديمقراطية ومن ضمنها قطر واحتوى جدول قطر على 20 توصية يتم تنفيذها على مدار 20 سنة بدأت بحرية المرأة في الحقوق السياسية، وكذلك انشاء مجلس شورى استشاري. وفي لقائي الأخير مع الشيخة موزة كانت حزينة ومتألمة جدا من تدهور العلاقات بين مصر وقطر, وكانت حريصة جدا على ألا يصطدم ابنها في بداية حكمه بهذه المطبات خاصة مع مصر. وطلبت مني اجراء حوار مجتمعي بين الشعبين المصري والقطري على مستوى المفكرين، ثم الرأي العام، ثم المسئولين، وعرضت الفكرة على موظفي مركز ابن خلدون كعينة، فقوبلت الفكرة بالرفض التام، ثم عرضتها على الرأي العام فقوبلت بالرفض ايضا. البنتاجون واللوبي الاخواني  كيف ترى تعاطي الولايات المتحدة والغرب مع ما يحدث في مصر ؟ لا يخفى على أحد ان المواقف السياسية تتعلق بالمصالح، وكما قال داهية السياسية "ميكيافيلي" : لا توجد في السياسة صداقة دائمة ولا عداوة دائمة، لكن توجد مصالح دائمة. والولايات المتحدة صور للادارة فيها ان الاخوان المسلمين هم القوة الأكثر شعبية والاكثر صمودا، وانه اذا أرادت امريكا مستقبلا للعلاقات مع مصر فعليها اقامة علاقات قوية مع هذه القوة الصاعدة، ومن هنا كان توجه القوة الامريكية بالتعامل مع هذه القوى. ناهيك عن ان الاخوان المسلمين لهم لوبي كبير في الولايات المتحدة، وكذلك لهم لوبي داخل الخليج، ثم في اوروبا ولندن، فبدؤوا تجنيد هذا اللوبي في تنفيذ أغراضهم. ثم إن تغيير الصور الواقع مرتبط بالمصالح، وعلاقة البنتاجون بالجيش المصري وثيقة جدا وعدد من قيادات الجيش المصري تلقوا دورات في البنتاجون، وهذا اللوبي لم يستطع الوصول للبنتاجون، واستطاع البنتاجون تغيير وجهة النظر عن مصر . مرونة مع طلبات الغرب  هل جمعتك لقاءات مع الاخوان المسلمين ؟ كانوا معي في السجن وطلبوا منى تنظيم لقاء لهم مع عدد من السفراء الاجانب لتوضيح الرؤى، وتعذر ذلك لرفض قيادات السجن، لكن اثناء انهاء اجراءات خروجي من السجن في 2003 كان المساجين يعملون حاجة اسمها «الزفة» فرحة الخروج من السجن واثناء التسليم عليهم في الزنزانات الخاصة بهم، طلبوا مني التوسط لهم لعقد اجتماعات خارج السجن، وأخبروني ان أحد الاخوة سيتصل بك خلال أيام. وبالفعل اتصل بي عصام العريان بعد خروجي من السجن بثلاثة ايام وقال لي: وصلنا من الاخوة في السجن انك ستوصلنا للسفراء الاجانب، ووعد الحر دين عليه، فقلت له : يا عصام اديني فرصة أسبوع كده وأرد عليك, وبعد أسبوع رتبنا ثلاثة لقاءات مع عدد من الدبلوماسيين والسفراء الاجانب في النادي السويسري في امبابة، وهذا موجود من أوائل القرن الماضي وكان هناك ثري سويسري كان له قصر فخم جدا وحينما قرر العودة لبلاده تبرع به للجالية السويسرية واصبح ناديا سويسريا رائعا. عقدنا ثلاثة اجتماعات على مدار ثلاثة اسابيع وكان كل حوار أو لقاء يأخذ حوالي 6 ساعات يبدأ عند العاشرة صباحا يتخلله غداء عمل، وكان كل السفراء الاوروبيين موجودون وسفراء استراليا وكندا وواشنطن لم تسمح للسفير بالحضور وأرسلت الوزير المفوض. والملفات التي عرضت كانت تهم السفراء الاجانب، الموقف من معاهدة السلام والموقف من القواعد العسكرية والتسهيلات العسكرية التعامل مع الاقباط ، ثم الملف الرابع الموقف من ايران، والاخوان أبدوا مرونة كاملة، واشترطت انا حضور المفكر الإسلامي جمال البنا وهو ما لقي رفضا كبيرا من الاخوان لانه لم يكن عضوا في الاخوان المسلمين. لكن مع اصراري امتثلوا لقراري، والاوروبيون كانوا سعداء بلغة الحوار نفسها, وكنا تقابلنا مع قيادات الصف الثاني لان القادة كانوا في السجن، وأبرز الحضور كان: عصام العريان، محمد البلتاجي، محمود حسين، محمد علي بشر ، ومحمود عزت . شائعة  علاقاتك بالرؤساء الامريكيين قوية جدا .. فسر لنا ذلك ؟ هذه شائعة، لكن معرفتي بعدد من المسئولين والصحفيين والمستشاريين، خاصه انني درسَت في الجامعات الامريكية، لكن العلاقة بالادارة الامريكية الوطيدة لم تكن بالشكل الذي صورت به. لكن علاقتي كانت قوية بعدد من المستشارين الخاصين بالرئيس الامريكي أوباما وهم من استدعوني لاجتماعات الأمن القومي في البيت الابيض إبان ثورة يناير. وقاموا بدعوتى للحضور لواشنطن وحضرت بعض اجتماعات الامن القومي الامريكي، وكانت زوجتي تعقد موتمرا عن مستقبل الشباب في سميراميس، وعندما شاهدت طوفان الشباب قادما من شبرا وحلون والمعادي, قلت لهم ونحن نتحدث عن مستقبل الشباب : لماذا لا ننزل لنشاهد إرادة الشباب على الارض؟ الأسئلة الأربعة لأوباما  ماذا دار في اجتماعات الأمن القومي الامريكي بشأن الثورة المصرية في يناير 2011 ؟ كما قلت لك : دعيت لحضور هذه الاجتماعات وكان الاجتماع برئاسة جو بايدن نائب الرئيس وبحضور هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وعدد من المستشارين وملخص النقاش وجد انقساما داخل المجلس. فاتجاه يتبناه جو بايدن وهيلاري كلينتون بان مبارك كان صديقا وفيا للولايات المتحدة الامريكية لمدة ثلاثين سنة ولا ينبغي التخلي عنه في أزمته، واتجاه آخر كان يتبناه المستشارون الخاصون بالرئيس أصدقائي فحواها ان ثلاثين سنة تكفي، وان ما حدث في تونس علينا ان نستعد لمستقبل جديد في مصر ، في هذه اللحظة اقتحم الرئيس الامريكي باراك أوباما الاجتماع. وسأل اوباما : من الناس الموجودون في التحرير وتصادف اتصال من زوجتي بربرا وقمت بفتح "مكبر الصوت" ووضع الهاتف في منتصف طاولة الاجتماعات، وقلت لها: الرئيس أوباما يسأل: من هؤلاء الموجودون في ميدان التحرير ؟ فردت بقولها: هؤلاء من خطبت فيهم في جامعة القاهرة وقلت لهم : لابد ان تنهضوا من أجل الحرية والديمقراطية وهم استجابوا لدعوتك. وسألها أربعة أسئلة هي : من هؤلاء؟ فقالت له : مجموعة من الشباب الفارق بينهم وبين من انتخبك انهم لم يجمعوا فلوسا لحملات المرشحين كما فعل الشباب الامريكي، الذي كان متحمسا لترشح أوباما. والسؤال الثاني: هل هم صبيان وبنات؟ فردت زوجتي: نعم هناك 40 % منهم بنات والباقي شباب. والسؤال الثالث : هل فيهم اقباط ؟ فأجابته انه من الصعب ان أميز، لكني أجد بنات يلبسن صلبانا, والسؤال الرابع كان: هل بينهم اخوان مسلمون ؟ فاجابته انها لا تستطيع ان تميز ، لكن الاخوان بشكلهم المعتاد الجلباب واللحية غير موجودين حتى الآن، هذه هي علاقاتي بعدد من الرؤساء التقيت بعدد كبير منهم، لكن كلها لقاءات عابرة. وقابلت الرئيس الامريكي السابق جورج بوش خارج الولايات المتحدة، تقابلت معه في براغ، وهذه المقابلة سببت قلقا كبيرا للقيادة في مصر مع مبارك، وكان لديه فوبيا مما صرحت به كونداليزا رايس من مشروع الشرق الاوسط الكبير، وتصريحها باننا أيدنا حكاما وأنظمة لمدة 30 عاما، وحان وقت التغيير, وهذه التصريحات أقلقت مبارك. وعقب لقائى مع بوش استدعى مبارك السفير الامريكي في القاهرة, وقال له: أنت تدعي انك صديقي، لكنك ثعلب تظهر المودة وتتآمر علي، ظنا منه انه وراء ترتيب اللقاء بيني وبين بوش. واتصل السفير بزوجتى وقص عليها المقابلة وما حدث له من مبارك وأخبرها بأن مبارك يشك في ان مؤامرة تحاك ضده، وان مبارك يشك في ان سعد جزء منها وطلب منها عدم العودة لمصر ، وبالفعل لم أعد ودعتنى دول عربية للذهاب اليها ومن ضمنها قطر . علاقات شد وجذب  كيف كانت علاقاتك بأسرة مبارك ؟ علاقة دامت 30 سنة السنوات العشر الاولى كانت وطيدة جدا بحكم ان زوجة الرئيس وابنيه كانوا طلبة لدي في الجامعة ودعيت الى منزله حينما كان نائبا للرئيس وكان يطلب مني بعض التقارير والخطابات، وكلها أسلمها له دون مقابل. وفي السنوات العشر الثانية كانت علاقة شد وجذب لانني كنت أبدي ملاحظاتى في بعض الامور, أما السنوات العشر الاخيرة فكانت متوترة جدا، لأني فتحت عددا من الملفات منها التوريث وغيره ونشرت مقالة بعنوان "الجملوكية" تم القبض علي وتلفيق التهم لي.  هل قابلت الرئيس السيسي أو أحد قادة الجيش في الفترة الاخيرة ؟ لم أقابل السيسي من قبل، لكن قابلت أحد قادة المجلس العسكري وحضر الى بيتي قبيل الانتخابات الرئاسية, وسألني في عدد من القضايا العربية والاقليمية والداخلية، والوضع في ليبيا والوضع في سوريا. وسألني عن ردود الافعال الغربية حال ترشح السيسي، والموقف الامريكي وغيرها من الاسئلة، لكنه كان حريصا على ان يؤكد لي انه ليس من طرف السيسي قالها لي أكثر من خمس مرات خلال ساعتين، وهي مدة المقابلة.

مشاركة :