في الطرقات الطويلة لمدينة النخيل, المدينة المفعمة بنبوءات التنمية, التي أخذت على عاتقها صدارة التحديث, وواجهة الركض, ومضمار التسابق, الطريق التي تجلس فيها المرأة في المقاعد الخلفية للمركبات, إلا حين يكون القائد أباها, أو ابنها, أو خالها, أو زوجها, أو عمها تجدها في المقعد المجاور.. وبعد أن مضت حكمة التريث في مسار نسيجها إلى أن استوت للعيان فشهدت المدينة أمس أول جلوس نظامي للمرأة خلف المقود.. في طرقاتها الطويلة وهي تشهد زخماً من الركض الفعَّال نحو تجذير قاعدة, وتأسيس منطلق, وإعلاء بناء, ومواكبة حماس, وتنافس طموحات, وغرس رغبات, وسقاية آمال, وتمخيض أحلام كانت تتفوَّق على لفحة صيف زمهريري يومئ بالكد, ويفيض بالنشاط, ويستلهم عصبة قيم هي قِوام مكنون إنسانها, وعماد بنائه.. هذه المدينة «الرياض» شاهدة على حضارة قوم لا يتقاعسون عن نضم الطموحات في مسبحة اليقين بالنجاح, دون أن تنفلت حبةٌ من مكنون إنسانها, ولا ينفرط عنها شاهد عماد مسبحته!!.. المدينة الرمز لكل الوطن!.. ———————————————————– د خيرية السقاف الجزيرة
مشاركة :