باريس – قالت ناتالي لوازو، الوزيرة المكلفة بالشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الفرنسية، إن القانون الدولي يلزم إيطاليا بالسماح لسفينة الإنقاذ لايفلاين بالرسو في ميناء إيطالي، وإن روما ليست في موقف يخولها تلقين باريس كيفية التصرف. وأضافت الوزيرة أن القانون الدولي يُلزم إيطاليا بالسماح للسفينة بالرسو، حيث أنها ثاني سفينة إنقاذ تكشف في غضون أسابيع الانقسامات الأوروبية العميقة إزاء كيفية توزيع اللاجئين والمهاجرين الساعين إلى ظروف معيشة أفضل. وتأتي الأزمة غداة إخفاق قادة الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل لأزمة الهجرة التي أضعفت وحدة الاتحاد الأوروبي وتهدد بتفكيك الائتلاف الحكومي في ألمانيا وتقوض منطقة شينغن الأوروبية التي تسمح بالسفر دون تأشيرات. واتهمت روما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الغطرسة”، فيما حث وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الرئيس الفرنسي على أن يظهر بعض “الكرم” في سياسة الهجرة لدى بلاده. وقالت لوازو للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي “لا يمكن لأحد أن يشكك في كرم فرنسا ولا يحق للسيد سالفيني الذي أغلق موانئه أمام المهاجرين أن يعطي فرنسا درسا”. وأضافت أن أوروبا بحاجة إلى بذل المزيد لمساعدة أعضاء من الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واليونان الذين يمثلون أول أرض أوروبية تطؤها أقدام المهاجرين الفارين من الحرب والاضطهاد والفقر. وأضاف أنه “في هذه الأجواء، أي حادثة يمكن أن تتحول إلى قضية دولة”، كما حدث عند استدعاء سفير فرنسا في روما كريستيان ماسيه في 30 مارس بعد تدقيق رجال جمارك فرنسيين في هوية مهاجر على الأراضي الإيطالية، وهو ما اعتبرته سلطات روما أمرا غير مقبول. وترفض روما مقترح باريس بإنشاء مراكز مغلقة لإيواء المهاجرين على أراضيها، مقترحة إنشاء هذه المراكز في دول شمال أفريقيا، حيث توجه سالفيني الاثنين إلى ليبيا لمناقشة هذه الخطوة مع الحكومة الليبية، في مسعى يبدو لا يحظى بإجماع دول الاتحاد الأوروبي. وأعلن سالفيني في طرابلس أن إيطاليا ستقترح إنشاء “مراكز استقبال وتحديد هوية المهاجرين”، جنوب الحدود الليبية خلال قمة الاتحاد الأوروبي الخميس في بروكسل. وقال “سندعم، باتفاق مشترك مع السلطات الليبية، إقامة مراكز استقبال وتحديد هوية المهاجرين في جنوب ليبيا، على حدودها الخارجية، لمساعدتها بقدرات إيطاليا، على التصدي للهجرة”. ولم يحدد الوزير الإيطالي الذي كان يتحدث إلى جانب نائب رئيس الوزراء الليبي في حكومة الوحدة الوطنية أحمد معيتيق، في أي بلد ستقام هذه المراكز”.
مشاركة :