الأسد يحرق «مهد الثورة» بـ 60 «أرض - أرض» والبراميل المتفجرة

  • 6/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم (وكالات) وسع الجيش النظامي السوري عمليته العسكرية بجبهة جنوب غرب البلاد، مستهدفاً مواقع سيطرة المعارضة بمدينة درعا «مهد الثورة» بنحو 60 صاروخاً طراز «أرض- أرض»، تزامناً مع شن المروحيات العسكرية قصفاً بالبراميل المتفجرة، وذلك للمرة الأولى منذ نحو عام، وألقى منشورات تتوعد بقدومه، مطالباً المدنيين بطرد من يصفهم بـ«الإرهابيين»، كما فعل سكان الغوطة الشرقية، في وقت تحدث فيه الناشطون الميدانيون عن مخطط يرمي «لعزل مناطق المعارضة وتقسيمها إلى جيوب عدة»، ما يسهل القضاء على المسلحين. ويتزامن القصف الجوي الكثيف على مدينة درعا مع معارك بين قوات النظام المدعومة بغطاء جوي، وفصائل المعارضة على محاور بخط يبلغ 40 كلم، حيث تحاول قوات الأسد التقدم لحصار منطقة اللجاة لفصلها عن محيطها، عن طريق السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومسيكة، صلتي الوصل بين اللجاة وبقية مناطق الريف الشرقي لدرعا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الحكومي بدعم من سلاح الجو الروسي، صد هجوماً لجبهة «النصرة» على بلدات عدة جنوب البلاد المشمول باتفاق «خفض التصعيد»، ما أدى إلى مقتل نحو 70 من «الإرهابيين». وأفادت شبكة «شام الإخبارية» الموالية للمعارضة بأن قوات النظام قصفت أحياء مدينة درعا بنحو 60 صاروخاً «أرض - أرض» من طراز «فيل»، بينما أعلن المرصد السوري الحقوقي، سيطرة قوات النظام على 4 قرى، موثقاً مقتل 13 عنصراً على الأقل من النظام، و15 مقاتلاً للمعارضة. كما قتل 5 مدنيين في قصف جوي طال بلدات الحراك والصورة وعلما بالريف الشرقي لدرعا، مسفراً أيضاً عن خروج مستشفى عن الخدمة، ما يرفع بحسب المرصد، حصيلة القتلى المدنيين منذ بدء الهجوم الثلاثاء الماضي، إلى 23 شخصاً على الأقل. وأكد مراسلون فرار عشرات العائلات من أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم إلى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيراً على الأقدام وعلى متن دراجات نارية، مضيفين أن بعض الأسر لجأ إلى خيم أو غرف صغيرة تم بناؤها بعد اندلاع النزاع في تلك الحقول. من جهته، وثق المرصد نزوح أكثر من 17 ألف مدني جراء الاشتباكات غالبيتهم من ريف درعا الشرقي، مبيناً أن عدداً منهم يقترب من الحدود مع الأردن بحثاً عن الأمان. إلى ذلك أكدت فرق الإغاثة أنها تواجه صعوبات حقيقية في التحرك نظراً لكثافة القصف واتساع رقعته. وقال المواطن محمد أبو قاسم (45 عاماً) «فررت أنا وزوجتي بالملابس التي نرتديها فقط لأن المنزل كان قد دمر تماماً» في بلدته شمال شرق دراع، التي قال:«القصف العشوائي الكثيف حولها إلى «جحيم لا يطاق». وبعد أن فرت من منزلها مرات عدة منذ بداية الحرب، اضطرت أم محمد الأرملة (30 عاماً) للفرار مع أطفالها الثلاثة مجدداً لتحتمي بمدرسة في عمق المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة جنوب غرب البلاد. وأبلغت «رويترز» بالقول: «كل منا أخذ ملابسه فقط. هناك قصف الآن في كل مكان». واتجه الأسد لمهاجمة الجنوب الغربي وخاصة محافظة درعا «مهد الانتفاضة» ضده مارس 2011، بعد طرد مقاتلي المعارضة من آخر جيوب محاصرة كانت تحت سيطرتهم، بما في ذلك الغوطة الشرقية بريف دمشق، في وقت سابق العام الحالي. ومنطقة جنوب غرب سوريا، واحدة من منطقتين رئيستين لا تزالان تحت سيطرة المعارضة، إلى جانب محافظة إدلب على الحدود مع تركيا شمال غربي البلاد. ودرعا أكبر مدن الجنوب الغربي، وهي مقسمة لقطاعات خاضعة للمعارضة، وأخرى خاضعة للحكومة منذ سنوات. ويتمركز القتال على بلدة بصر الحرير الواقعة بمنتصف قطاع ضيق من الأراضي الخاضعة للمعارضة، ويمتد حتى مناطق تسيطر عليها الحكومة شمال شرقي درعا. وإذا سيطرت الحكومة على البلدة فسيؤدي ذلك لشطر المنطقة إلى نصفين، ويصبح الشطر الشمالي محاصراً. وذكرت صحيفة «الوطن» الموالية للأسد، أمس، أن الجيش تقدم داخل بصر الحرير، بينما أكد المرصد بوقوع قتال ضار داخل البلدة بين القوات الحكومية والقوات الموالية لها من جهة وفصائل معارضة من جهة أخرى. وقال أبو شيماء المتحدث باسم غرفة عمليات مركزية لمقاتلين في المعارضة يحاربون تحت لواء الجيش الحر، إن المقاتلين أحبطوا محاولات للتقدم. وذكر اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو مؤسسة خيرية طبية تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، أن ضربة جوية استهدفت أمس الأول، مركزاً طبياً في بصر الحرير، ما تسبب في أضرار جسيمة لكن دون وقوع ضحايا. وقال الإعلام الرسمي، إن مقاتلي المعارضة أطلقوا قذائف على مدينة السويداء القريبة من المنطقة، وللمنطقة حساسية سياسية نظراً لوقوعها بالقرب من إسرائيل والأردن ولأنها تشمل منطقة «خفض التصعيد» التي اتفقت على إقامتها الولايات المتحدة والأردن وروسيا.

مشاركة :