«الدقائق الأخيرة» نقمة على المنتخبات العربية

  • 6/26/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت الدقائق الأخيرة في مونديال روسيا 2018 إلى نقمة على العرب ونعمة على المنتخبات الكبيرة التي نجحت في الاستفادة من تلك الدقائق، وحققت انتصارات لافتة في المحفل الكروي الكبير، بتسجيلها 13 هدفاً في تلك الدقائق من أصل 85 هدفاً، تم تسجيلها في أول جولتين من المونديال، في حين أحرزت تونس هدفاً في تلك الدقائق. أرقام من أول جولتين عدد الأهداف المُسجلة في الجولة الأولى: 38 عدد الأهداف المُسجلة في الجولة الثانية: 47 عدد أهداف الدقائق الأخيرة: 14 متوسط عدد الأهداف في المباراة الواحدة: 2.7 واستقبلت منتخبات مصر والسعودية وتونس والمغرب أهدافاً في توقيتات صعبة حرمتها تحقيق نتائج جيدة. وخسرت مصر من أوروغواي في الدقيقة (89) بهدف نظيف، بينما استقبلت السعودية هدفين في مباراتها الافتتاحية ضد روسيا بعد الدقيقة 90، وكانت الهزيمة الأكثر مرارة لمنتخبي المغرب الذي خسر من إيران في الدقيقة 90+5 وتونس من إنجلترا في الدقيقة 90. في المقابل، برز المنتخب الألماني في الدقائق الحاسمة حينما تمكن نجمه توني كروز من تسجيل هدف في الدقيقة الخامسة من الوقت المُحتسب بدلاً من الضائع في مرمى السويد، ليحفظ لمنتخب بلاده حظوظه في التأهل للدور الثاني بعدما كان على وشك الخروج من البطولة. واستفاد نجوم السامبا من تلك الأوقات الأخيرة في مباراتهم أمام كوستاريكا، بتسجيل هدفين حملا توقيع كوتينهو ونيمار في الدقيقتين 90+1 و90+6، لتخرج البرازيل فائزة بالنقاط الثلاث، بعد أن تعادلت في مباراتها الأولى مع سويسرا 1-1. ولم تغب سويسرا عن المشهد هي الأخرى، إذ تمكنت من تحقيق فوز قاتل على صربيا 2-1 بنجاح شاكيري، بتسجيل هدف من مجهود فردي في الدقيقة 90+1. كما تمكن نجم البرتغال كريستيانو رونالدو من الظهور في الدقائق المهمة حينما نجح في تسجيل هدف التعادل لمنتخب بلاده في شباك اسبانيا خلال الجولة الأولى من المونديال ليتعادلا 3-3. وحضرت أهداف الدقائق الأخيرة في مباراة تونس وبلجيكا، حينما تمكن كل فريق من تسجيل هدف في الوقت المُحتسب بدل الضائع. وعزا نجوم كرة قدم دوليون هذه الظاهرة إلى فارق الخبرات بين المنتخبات العربية المشاركة في المونديال وغيرها من بقية المنتخبات الأخرى التي تملك خبرات كبيرة في كأس العالم. وقال المونديالي خليل غانم، إنه من الصعب أن يتم مقارنة المنتخبات الكبيرة بالمنتخبات العربية التي تحتاج إلى وقت طويل لتصل للمستويات التي شاهدنا عليها في كأس العالم في روسيا 2018. وأضاف: «الاعلام العربي حمّل المنتخبات العربية المشاركة في المونديال أكبر من طاقتها، عندما طالب بالذهاب بعيداً في كأس العالم، ما شكل ضغطاً نفسياً وعصبياً كبيراً على اللاعبين لم يمكنهم من الحفاظ على درجات تركيزهم كاملة طوال المباراة». وأضاف: «يفترض أن كرة القدم بها فروقات سواء على صعيد اللاعبين أو المنتخبات، والفرق العربية واجهت منتخبات قوية أفضل منها، ولو كان اللاعبون يؤدون من دون ضغوط لكان بالإمكان أن تتفادى المنتخبات العربية الوقوع فريسة لتلك الدقائق». وأكد مهاجم الأبيض في مونديال 1990، خالد إسماعيل، أن هناك مبالغة دفاعية من الفرق العربية في المباريات التي لعبتها في المونديال، وهذه المبالغة من الطبيعي أن تتسبب في أخطاء في أي وقت من المباراة. وقال: «حينما تلعب أكثر من 75 دقيقة مدافعاً فمن الطبيعي أن تقع في أخطاء، ومن سوء حظ الفرق العربية أن تلك الأخطاء جاءت في توقيتات كان فيها ممثلو العرب الثلاث مصر والمغرب وتونس قريبين من تحقيق نقطة التعادل على أقل تقدير». وأضاف: «علينا أن نعترف بأن هناك أموراً أخرى كانت مؤثرة في الأهداف المؤثرة التي يتم إحرازها في الأوقات الأخيرة من المباريات، أهمهما نقص الخبرات الموجودة في الفرق العربية خصوصاً على صعيد المدافعين، فضلاً عن قوة المنافسين، فحينما تلعب ضد مهاجمين بحجم كفاني وسواريز وروبي كين، فتوقع منهم أن يسجلوا في أي وقت ومن أنصاف الفرص». بدوره، أشار المونديالي فهد عبدالرحمن، إلى أن عامل التركيز من الأشياء المهمة في كرة القدم، وإذا فقد أي فريق التركيز في أي لحظة من المباريات فقد تكون المحصلة سلبية. وقال: «من الأمور التي يركز عليها المدربون أول وآخر 10 دقائق من المباراة، فهذه الدقائق تحديداً هي التي تؤثر في نتائج المباريات، وللأسف اللاعبون العرب شعروا بنشوة كبيرة في آخر الدقائق واطمئنوا إلى أن النتائج ستأتي في مصلحتهم، وهذا ما أحزنهم في النهاية». مضيفاً: «أنا لست مع من يؤكد أن المبالغة الدفاعية هي سبب الخسائر، فمعظم المنتخبات تُركز بالدرجة الأولى على الأمور الدفاعية، وهذا أصبح سائداً في كرة القدم التي نشاهدها، فمثلاً آيسلندا لعبت بشكل دفاعي ضد الأرجنتين ولم تخسر، والحال نفسها لمنتخب سويسرا ضد البرازيلي وتعادلت، والعبرة دائماً بمدى حفاظ اللاعبين على تركيزهم وحضورهم طوال المباراة». في حين اتفق اللاعب الدولي السابق سالم حديد، مع فهد عبدالرحمن، في أن قلة التركيز كانت سمة سلبية للفرق العربية في المونديال، على العكس من منتخبات أخرى أظهرت حضوراً قوياً واستطاعت بفضل عاملي الروح القتالية والتركيز أن تظهر بصورة جيدة في المباريات، وتحقق نتائج أعتقد أنها جاءت متماشية مع حجم عطائهم في المباريات». وقال: «لاعبو أوروبا وأميركا الجنوبية تعودوا اللعب حتى الدقائق الأخيرة من المباريات، على العكس من اللاعبين العرب الذين قد تنتهي المباريات لديهم قبل صافرة الحكم»، لافتاً إلى أن أكبر العيوب التي وقعت فيها المنتخبات العربية عدم قدرتها على التعامل مع الكرات العرضية، ما جعل من الصعوبة أن تحافظ على النتيجة حتى النهاية».

مشاركة :