اعتبر المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (اوفبرا) أمس الإثنين، أن المراكز المغلقة التي تقترحها فرنسا وإسبانيا لاستقبال اللاجئين فور وصولهم إلى أوروبا ستتيح العودة لروح المراكز التي تم إنشاؤها في اليونان وإيطاليا اعتبارا من 2016 لفصل المهاجرين الاقتصاديين عن طالبي اللجوء.وقال باسكال بريس مدير المكتب، في تصريح له، إن الفكرة من هذه المراكز هي استقبال اللاجئين بشكل لائق أثناء دراسة ملفاتهم وإعادة الذين لم تتوافر فيهم الشروط المطلوبة إلى بلدانهم الأصلية. ولفت إلى أن المراكز في إيطاليا واليونان لم تعمل بشكل جيد لأنها لم تكن مراكز مغلقة حيث كان يسمح للمهاجرين بمغادرتها، وإلى أن في المراكز المقترحة يمكن أن يتم التقييم المبدئي عبر المراكز الوطنية المختلفة على نموذج ما حدث في فالنسيا بإسبانيا حيث أرسل مكتب الاوفبرا بعثة لمقابلة مهاجري سفينة "اكواريوس" الراغبين في المجيء إلى فرنسا.وأكد بريس ضرورة إيجاد حل فعال لإعادة المهاجرين المرفوضة طلباتهم إلى بلدانهم الأصلية وذلك حتى تنحصر عملية الفرز على الفارين من الحروب والاضطهاد والنساء من غرب إفريقيا التي لا تواجه خطرا في بلدانها ولكن تعرضت للاغتصاب في طريق الهجرة. كما حذر المسئول الفرنسي من أن دراسة طلبات اللجوء في بلد ثالث سيشكل مشكلة حقيقية بالنظر للدستور الفرنسي، مؤكدا، في الوقت ذاته، أنها إذا سمحت بتكثيف مهمات مكتب الأوفبرا لاستقبال اللاجئين بالأراضي الأوروبية فلابد من تشجيعها.وكان وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني- الذي زار طرابلس الإثنين- انتقد هذه الفكرة على موقع تويتر بعد لقائه بنظيره الليبي عبدالسلام عاشور، معتبرا أن إقامة مراكز مغلقة في أوروبا ستمثل مشكلة لإيطاليا ولليبيا "لأن تدفقات الموت لن تتوقف".وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اقترح السبت الماضي إنشاء مراكز مغلقة على غرار النموذج الذي تقترحه مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.وبحسب الإليزيه، فإن باريس ومدريد اقترحتا إقامة هذه المراكز بشكل أساسي في إيطاليا وإسبانيا.يشار إلى أن فرنسا تعهدت باستقدام ثلاثة آلاف لاجئ من تشاد والنيجر في مخيمات مفوضية اللاجئين لتجنيبهم مخاطر عبور البحر المتوسط.
مشاركة :