على الرغم من استمرار حالة القلق داخل معسكر المنتخب الألماني لكرة القدم، في ظل عدم حسم الفريق لموقفه النهائي في مجموعته بالدور الأول لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا، إلا أن الهدف الثمين الذي سجله توني كروس للفريق في مرمى السويد، أثار حالة من التفاؤل بين أفراد الفريق. وسجل كروس هدف الفوز 2 / 1 على المنتخب السويدي، في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، رغم طرد زميله جيروم بواتينج من الملعب، بمنتصف الشوط الثاني. وهذه ليست المرة الأولى التي يعود فيها المنتخب الألماني ويقلب النتيجة لصالحه، لكن الأهم أن الفريق حقق ذلك في مرتين من المرات الأربع السابقة التي أحرز فيها لقب المونديال. والسطور التالية توضح أبرز الحالات التي شهدت عودة المنتخب الألماني في النتيجة، خلال مسيرته ببطولات كأس العالم: مونديال 1954 : أمام المجر (3/2): كان منتخب ألمانيا الغربية مني بهزيمة ساحقة 3 / 8 أمام نظيره المجري في دور المجموعات، وكان المنتخب المجري أبرز المرشحين للفوز، لكن سيب هيربيرجر المدير الفني للمنتخب الألماني أراح عددًا من لاعبيه البارزين. والتقى الفريقان مجددًا في العاصمة السويسرية برن، وذلك في المباراة النهائية للبطولة نفسها، وخاض المنتخب الألماني النهائي بكامل قوته الضاربة، إلا أن المنتخب المجري بدا في طريقه لتحقيق فوز مشابه؛ حيث تقدم في بداية المباراة بهدفين نظيفين سجلهما فيرنك بوشكاش وزولتان تشيبور. لكن المنتخب الألماني عاد في النتيجة وانتزع التعادل بهدفي ماكس مورلوك وهيلموت ران، ثم سجل ران هدف الفوز 3 / 2 في الدقيقة 84 من المباراة التي اشتهرت بلقب "معجزة برن". مونديال 1970 : أمام إنجلترا (3/2): تغلب المنتخب الإنجليزي على منتخب ألمانيا الغربية 4 / 2 في نهائي مونديال 1966 بمساعدة ما عرف باسم "هدف ويمبلي"، ثم التقى الفريقان مجددًا في دور الثمانية بمونديال 1970 في المكسيك. تقدم ألان موراي ومارتن بيترز بهدفين نظيفين للمنتخب الإنجليزي، لكن الأسطورتين فرانز بيكنباور وأوفه زيلر تعادلا للمنتخب الألماني، قبل أن يحرز جيرد مولر هدف الفوز 3 / 2 في الوقت الإضافي الذي لجأ إليه الفريقان بعد التعادل في الوقت الأصلي. واضطر آلف رامسي المدير الفني للمنتخب الإنجليزي إلى إجراء تغيير؛ بسبب إصابة حارس المرمى جوردون بانكس بتسمم الطعام، وحل مكانه بيتر بونيتي. وتعرض رامسي لانتقادات عنيفة بسبب تغيير النجم الشهير بوبي تشارلتون بعدما سجل بيكنباور هدفه. مونديال 1974 : أمام هولندا (2/1): أبهر المنتخب الهولندي بقيادة نجمه الشهير يوهان كرويف العالم كله، بأسلوب "الكرة الشاملة" الذي أوصله إلى المباراة النهائية بمونديال 1974 في مدينة ميونيخ الألمانية. كما تأهل المنتخب الألماني للنهائي رغم تعرضه لبعض المشاكل في طريقه، ومنها الهزيمة صفر / 1 أمام منتخب ألمانيا الشرقية. قدم المنتخب الهولندي بداية أشبه بالحلم، حيث سجل يوهان نيسكنز هدف التقدم للفريق من ضربة جزاء احتسبت للفريق في الدقيقة الثانية من المباراة. لكن بول برايتنر تعادل للمنتخب الألماني من ضربة جزاء أيضًا، قبل أن يواصل جيرد مولر ممارسة هوايته في هز الشباك، ليسجل هدف الفوز قبل نهاية الشوط الأول. وفيما توج المنتخب الألماني وقتها بلقبه العالمي الثاني، كانت الهزيمة هي الأولى للمنتخب الهولندي في ثلاث مباريات نهائية خسرها بالمونديال، حيث خسر النهائي أيضًا في 1978 أمام الأرجنتين، ونهائي مونديال 2010 أمام إسبانيا. مونديال 1982 : أمام فرنسا (5 / 4 بركلات الترجيح): في مدينة إشبيلية الإسبانية، تقدم منتخب ألمانيا الغربية بهدف مبكر سجله بيير ليتبارسكي، إلا أن ميشيل بلاتيني سجل هدف التعادل للفرنسيين، وبدا أن المنتخب الفرنسي في طريقه للفوز بالتقدم على نظيره الألماني 3 / 1 في الدقائق الثمانية الأولى من الوقت الإضافي للمباراة، بفضل هدفين سجلهما ماريوس تريسور وألان جيريس. لكن المنتخب الألماني تعادل بعدها بعشر دقائق عن طريق هدفين، سجلهما كلاوس فيشر وكارل هاينز رومينيجه، ثم فاز المنتخب الألماني 5 / 4 بركلات الترجيح. مونديال 2018 : أمام السويد (2/1): بعد هزيمته صفر / 1 أمام المنتخب المكسيكي في مباراته الأولى بالبطولة، وقع المنتخب الألماني تحت ضغط هائل في بداية رحلة الدفاع عن لقبه العالمي. وأصبح المنتخب الألماني بحاجة إلى تجنب الهزيمة أمام نظيره السويدي بمدينة سوتشي؛ لأن الهزيمة كانت تعني خروجه صفر اليدين من الدور الأول للمرة الأولى منذ 80 عامًا، كما كان التعادل من شأنه أن يضع المنتخب الألماني في مأزق صعب. وتأخر المنتخب الألماني بهدف في الشوط الأول سجله أولا تويفونين نجم المنتخب السويدي، قبل أن يحرز ماركو ريوس هدف التعادل للمانشافت في الدقيقة 48، ثم بدأ المنتخب الألماني رحلة البحث عن هدف الفوز. ومع طرد جيروم بواتينج وتصدي القائم لتسديدة جوليان برانت في الدقائق الأخيرة من المباراة، بدا أن آمال المنتخب الألماني في الفوز بالمباراة تبخرت، لكن كروس سجل هدفًا رائعًا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، وهو الهدف الذي قد يساعد الفريق على التأهل للدور الثاني.
مشاركة :