استضاف المجمع العلمي المصري، الإثنين، محاضرة ألقاها الدكتور أحمد الشوكي أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس والمدير العام السابق للمتحف الإسلامي والرئيس السابق للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية،وجاءت المحاضرة بعنوان"الحضارة الإسلامية والأديان السماوية تكامل لا تنافر.. أدلة مادية في ضوء المصادر التراثية".المحاضرة التي حضرتها كاميرا موقع صدي البلد، قدم لها الدكتور فاروق اسماعيل رئيس مجلس إدارة المجمع العلمي لمصري،وأدارها أ.د محمد عبد الرحمن الشرنوبي الأمين العام للمجمع، وحضرتها الدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي السابقة،فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة، والدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية المساعد بكلية آداب عين شمس.وخلال المحاضرة، قال الشوكي أن الإسلام دينًا وحضارة عندما يدعو إلى الحوار مع الآخر،ينكر الحضارة الواحدة المهيمنة والمتحكمة في الحضارات الأخرى،وإذا كان الإسلام دينًا عالميًّا وخاتم الأديان،فإنّه في روح دعوته وجوهر رسالته لا يرمي إلى المركزية الدينية التي تجبر العالم على التمسّك بدين واحد،حيث ينكر هذا القسر عندما يرى في تعدّدية الشرائع الدينية سنّة من سنن الله تعالى في الكون.وتابع:أدلة ما سبق قديمة جدا منذ صدر الإسلام،خاصة ما كتبه نصارى الشام سنة 13هـ إلى"أبي عبيدة بن الجراح"رضي الله عنه، حين قالوا:"يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم وإن كانوا على ديننا أنتم أوفى لنا وأرأف بنا وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا"،وهناك هجمات علي المجتمعات العربية والإسلامية وإتهامها في كثير من المواضع بأنها بها إرهاب إستنادا لبعض الشوائب التي قد تكون عالقة بالحضارة الإسلامية،إلا أن الأدلة التاريخية تؤكد أنها ليست كذلك بل متسامحة وتحترم كل الأديان السماوية منذ عهد بعثة النبوة وحتي القرن العشرين. واستشهد الشوكي في محاضرته بما كتبته المستشرقة الألمانية الشهيرة"زيجريد هونكه "،والتي قالت"لا إكراه في الدين"تلك هي كلمة القرآن الملزمة، فلم يكن الهدف أو المغزى للفتوحات العربية نشر الدين الإسلامي، وإنما بسط سلطان الله في أرضه، فكان للنصراني أن يظل نصرانيًا، ولليهودي أن يظل يهوديًا كما كانوا من قبل، ولم يحول أحدٌ بينهم وبين شعائر دينهم، ولم يُنزِل أذى أو ضررًا بأحبارهم أو قساوستهم ومراجعهم، وبِيَعِهم وصوامعهم وكنائسهم".
مشاركة :