أحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبضته على الحكم، معزّزاً بسلطات تنفيذية واسعة، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية والنيابية. وأقرّ محرّم إنجه، أبرز خصوم أردوغان، بهزيمته، لكنه اعتبر أن الاقتراع «ليس عادلاً»، محذراً من «خطر» تنفيذ النظام الرئاسي. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن «الأمّة الإسلامية ومظلومي العالم توجّهوا بالدعاء لله من أجل فوز أردوغان، لئلا يبقوا وحيدين وأيتاماً»، وتابع: «مسؤوليتنا لا تقتصر على تركيا». وشدد على أن بلاده «حليف لا يُستغنى عنه، ليس بالنسبة إلى الولايات المتحدة فحسب، بل لجميع حلفائها». وأعلن أن أنقرة «ستعزّز روابطها مع أبناء الأمّة والمجتمعات الإسلامية في العالم»، مؤكداً «استمرار مساعدة الأشقاء السوريين». وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بنيل أردوغان 52,5 في المئة من الأصوات، بعد فرز أكثر من 99 في المئة من صناديق الاقتراع، في مقابل 31 في المئة لإنجه. وفي الانتخابات النيابية، حصل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على 42.5 في المئة، وحليفه حزب «الحركة القومية» على 11 في المئة. أما «حزب الشعب الجمهوري» فنال 30.7 في المئة. وأشارت الوكالة إلى أن ائتلاف «العدالة والتنمية» و»الحركة القومية» سيشغل 343 من المقاعد الـ 600 في البرلمان، في مقابل 146 لـ «حزب الشعب الجمهوري» و67 لـ «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي و44 لـ «الحزب الصالح». وأعلن إنجه أنه «يقبل نتائج الانتخابات»، وإن اعتبرها «غير عادلة»، لافتاً إلى أنه حدّد لنفسه هدف نيل «35 في المئة من الأصوات». وأشار إلى أن النتيجة التي حققها هي الأعلى لـ»حزب الشعب الجمهوري» منذ 41 سنة، معتبراً أن إرغام أردوغان على خوض دورة ثانية كان ممكناً «لو حصل مرشّحو المعارضة الآخرون على مزيد من الأصوات». وأضاف مخاطباً أردوغان: «توقّف منذ الآن عن التصرّف بصفتك الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يجب أن تكون رئيساً لـ81 مليون تركي». وحذر من أن النظام الرئاسي «خطر جداً»، إذ يقود إلى «حكم الفرد»، معتبراً أن تركيا انتقلت إلى «نظام متسلّط». وكان الرئيس التركي ألقى ليل الأحد - الاثنين «خطاب نصر» من شرفة مقرّ الحزب الحاكم في أنقرة، معتبراً أن بلاده «أعطت العالم درساً في الديموقراطية». وأضاف: «يستحيل التراجع عمّا حققناه لبلدنا، في ما يتعلّق بالديموقراطية والاقتصاد». وتعهد تصعيد الحملة على «حزب العمال الكردستاني» وجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، واستعجل تطبيق النظام الرئاسي الذي ينقل كل السلطات التنفيذية إلى الرئيس، ويمكّنه من تعيين الوزراء وأبرز القضاة وإقالة موظفين حكوميين من دون الحاجة إلى موافقة البرلمان، وبتّ الموازنة والحكم بواسطة مراسيم، على أن يُلغى منصب رئيس الوزراء. ونددت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا، بـ»عدم وجود فرص متساوية» لجميع المرشحين، لكنها أقرت بأن «معظم المتنافسين تمكّن من نقل رسائله إلى الجمهور». ورأى الاتحاد الأوروبي أن الحملات الانتخابية «لم تكن متكافئة»، لافتاً إلى أن «الإطار القانوني الصارم والصلاحيات المعطاة بموجب حال الطوارئ، قيّدت حرية التجمّع والتعبير، بما في ذلك في وسائل الإعلام». وتمنّى وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس أن يصبح أردوغان بعد فوزه «أقلّ عصبية»، فيما اعتبرت نظيرته السويدية مارغو والستروم أن «تركيا ليست في موقع إعطاء دول أخرى دروساً في الديموقراطية. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاحظ أن «نتائج الانتخابات دليل واضح على النفوذ السياسي الواسع لأردوغان».
مشاركة :