لم تعد الأيقونة الخضراء، التي باتت تتربع على معظم الموبايلات الشخصية، مجرد أيقونة ترتبط في أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، بل أصبحت «عصباً اجتماعيا مهماً» في عالم التواصل الافتراضي، حتى بات هذا التطبيق أحد أبرز هذه التطبيقات في الأجهزة الذكية حالياً، مع وجود تطبيقات منافسة. ولم توفر المجموعات الإرهابية هذا التطبيق، إذ وظفته في تواصل أفرادها. إلا أن الأجهزة الأمنية السعودية، وجهت ضربة «موجعة» للتنظيمات الإرهابية في المملكة، بعد أن فككت خلايا إرهابية، بعد أن تمت مراقبة تواصل أفرادها من خلال برامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وتحديداً «واتسآب»، الذي يُعد أحد أبرز تطبيقات التواصل الاجتماعي حالياً. وعلى رغم كثرة الإدعاءات التي تروجها هذه الشركة بخصوصية هذا التطبيق، وعدم إمكان اختراقه. إلا أن الأجهزة الأمنية سجلت نجاحاً لافتاً في تتبع المجموعات الإرهابية عبر هذا التطبيق، واستطاعت ضبط عدد منهم. وتأسس هذا التطبيق، الذي تملكه حالياً شركة «فيسبوك»، قبل نحو ستة أعوام، ويمكن تنصيبه على معظم الموبايلات الذكية. ما سهل انتشاره بين شرائح المجتمع المختلفة. فيما استغل هذا البرنامج في ترويج إشاعات ومغالطات، فضلاً عن استغلاله من تيارات متطرفة في الترويج لأفكارها وأدبياتها. كما حدث مع المجموعات الإرهابية التي تم ضبطها أخيراً. وأعلنت وزارة الداخلية أول من أمس، عن إيقاف 135 إرهابياً، إذ تم التوصل إلى بعض الموقوفين من خلال مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً من خلال مراقبة رسائل «واتسآب»، وذلك بعد أن استغل المتطرفين هذا البرنامج في التحريض والفتنة، والدعوة إلى أفكارهم الهادفة إلى زعزعة الأمن داخل السعودية. وامتدح الخبير التقني في أمن المعلومات هيثم أبو عائشة، نجاح الأجهزة الأمنية السعودية في توقيف إرهابيين من طريق برامج التواصل الاجتماعي، ومن بينهم «واتسآب»، موضحاً أن «اللغط الشديد حول خصوصية هذا البرنامج انتهت مع نجاح الأمن في التوصل إلى بعض المطلوبين من طريقه». وقال أبو عائشة لـ «الحياة»: «ليست هناك أية خصوصية في برامج التواصل الاجتماعي، وشركات الاتصالات ملزمة اليوم بتقديم معلومات كاملة عن مشتركيها للأجهزة الأمنية، في حال الحاجة، وليس في كل الأوقات». وأكد أن «أجهزة الأمن مهما بلغت من العمل الدؤوب، فإنها لن تنجح في مراقبة جميع المواطنين والمقيمين، لأن ذلك يستهلك طاقاتها وأجهزتها، لكنها ستقوم بمراقبة المشبوهين تحديداً». وأضاف: «برنامج «واتسآب» تحديداً غير آمن، ولا توجد برامج محادثة آمنة في الوقت الحالي، فبإمكان أية جهة محترفة فك تشفير هذه البرامج مهما بلغت قوتها، مثلما يحدث في برامج مكافحة الفايروسات، فمهما كان الفايروس قوياً سيتم القضاء عليه من خلال البرامج المضادة في أسرع وقت ممكن». وانتقد الأصوات المطالبة بعدم مراقبة مثل هذه البرامج، موضحاً «نحن محاطون بدول مليئة بالمشكلات، وإذا لم يضبط الأمن، فهناك خطر على أمن المواطن بالدرجة الأولى، فحتى أميركا لديها نظام لتتبع ومراقبة المعلومات على رغم ضجر الشعب الأميركي من ذلك، فنحن من باب أولى يجب ألا نضجر. لأن الأمر يتعلق بأمن الوطن والمواطن». وحول نجاح وزارة الداخلية، قال الخبير أبو عائشة: «هذا نجاح باهر وتطور رهيب، وهم تفوقوا على الكثير من أقرانهم في الإقليم. بعد استقطاب خبراء ومهندسين ومتعلمين، ولم يعد التوظيف بالخبرة فقط». وحول إفادة التنظيمات الإرهابية من هذه التطبيقات في الترويج لأنفسهم، قال: «لم ينجحوا كلياً، على رغم وصولهم إلى الكثير من فئات الشباب عبر التطبيقات ومواقع التواصل الإلكتروني، لكن الشاب السعودي اليوم متنبه ويقظ لهذه الجماعات. وعندما تمارس الترويج فهي تمارسه بطرق مختلفة وليس صريحة، من خلال الترويج للفكر والتغلغل من طريق رسائل غير مباشرة لا يمكن الإحساس بها، لكن في المقابل هناك حملات توعوية كذلك في مواقع التواصل كمضاد لهذه الأفكار الهدامة». فيما أوضح أن هناك «صعوبة في تتبع ومراقبة الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، موضحاً أن «أفضل الطرق هي الفحص العشوائي، إضافة إلى التوعية ونشر الفكر السليم وتثقيفهم».
مشاركة :