قال رئيس شركة النفط العملاقة «أرامكو» السعودية أمس (الاثنين)، إن لدى الشركة طاقة إنتاجية فائضة تبلغ مليوني برميل يوميا، وبإمكانها تلبية الطلب الإضافي على النفط في حال حدوث أي تعطل في الإمدادات، وذلك بعد أيام من اتفاق «أوبك» على زيادة متوسطة في إنتاج النفط، اعتبارا من تموز (يوليو). وقال الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» السعودية المهندس أمين الناصر، على هامش مؤتمر في نيودلهي، إن «أرامكو» تنتج حاليا عشرة ملايين برميل يوميا من النفط، ولديها القدرة على إنتاج 12 مليون برميل يوميا. واتفقت «أوبك»، بقيادة السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط، ومنتجون من خارجها، بما في ذلك روسيا، في الأيام القليلة الماضية، على زيادة متوسطة في إنتاج النفط، اعتبارا من تموز (يوليو)، بعد دعوات من مستهلكين كبار إلى كبح زيادة تكاليف الوقود. وقال الناصر: «لدينا طاقة إنتاج فائضة جيدة، ستُستغل لتلبية الطلب الإضافي وأي تعطل في الإمدادات حال حدوثه». وتوقع تنفيذ قرار «أوبك» «قريبا جدا» على رغم أنه لم يعلق على الإنتاج المرجح لـ«أرامكو» في الفترة بين تموز (يوليو) وآب (أغسطس). وقال «أيا كان ما تم الانتهاء إليه بوصفه جزءا من الاتفاق، سنقوم به». واجتمعت أوبك وحلفاؤها من خارج المنظمة الأسبوع الماضي لمراجعة اتفاق لخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا، دخل حيز التنفيذ في بداية 2017. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في نهاية الأسبوع الماضي، إن «أوبك» والمنتجين من خارج المنظمة سيضخون كمية إضافية قدرها مليون برميل يوميا، في الأشهر المقبلة، بما يعادل واحدا في المئة من الإنتاج العالمي. وزاد قلق مستهلكين عالميين على نحو متزايد على مدى الأشهر القليلة الماضية في شأن إمدادات النفط، مع تعهد الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات ضد إيران وانخفاض إنتاج فنزويلا على نحو كبير، بسبب عقوبات أميركية وأزمة اقتصادية. ويزور الناصر نيودلهي لتوقيع اتفاق يسمح لشركة نفط أبوظبي الوطنية (أدنوك) الإماراتية بشراء حصة في مشروع تكرير وبتروكيماويات مزمع بقيمة 44 بليون دولار على الساحل الغربي للهند. وقال: «إن عملية تحديد الحصة التي ستحصل عليها (أدنوك) شارفت على الاكتمال». وذكر أن «أرامكو» السعودية تنظر في «كل الخيارات» لدخول قطاع تجزئة الوقود، من خلال شراكات مع شركات نفط هندية و«أدنوك». وأضاف: «إن (أرامكو) تريد الحضور في كامل سلسلة القيمة بقطاع الطاقة الهندي». وشهدت الهند احتجاجات محلية حاشدة ضد مقترح إقامة مصفاة في منطقة راتنجاري بولاية ماهاراشترا غرب البلاد، لكن الناصر قال إنه يتوقع أن تحل الهند مشكلات شراء الأرض. وقال «أكد لنا شركاؤنا الهنود أن هذه المسألة يجري حلها». وتبرز الهند بصفتها مركزا رئيسا للطلب على الوقود المكرر. ولتلبية طلبها المتنامي، تهدف الهند إلى زيادة طاقتها التكريرية بنسبة 77 في المئة ،إلى 8.8 مليون برميل يوميا، بحلول 2030. كما قال الناصر إن أسواق النفط متينة، وإن توقعات الطلب تبدو قوية لعام 2019. وردا على تقارير لوسائل إعلام ذكرت أن «سينوبك» الصينية خفضت مشترياتها النفطية من المملكة، قال الناصر «سينوبك هي زبوننا الرئيس، أحيانا يشترون كميات أقل، وأحيانا يطلبون أكثر. لدينا بعض شركات التكرير الصينية التي تتواصل معنا مباشرة من أجل شراء النفط، وذلك يُبقي مبيعاتنا إلى الصين عند مستوى قوي».
مشاركة :