لمواجهة النقص الحاد في المعونات الغذائية الذي يعانون منه في الآونة الأخيرة، قامت «قطر الخيرية»، ممثلة في مكتبها الميداني في كينيا، بتوزيع مواد تموينية على 1000 أسرة من اللاجئين الصوماليين في مخيمات داداب للاجئين في شرق كينيا، بقيمة تصل إلى 200 ألف ريال قطري، وذلك بالتعاون مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة «UNHCR»، التي تعد الجهة المسؤولة عن إدارة هذه المخيمات.تأتي تلك الإغاثة في إطار حملة مشتركة بين «قطر الخيرية» والمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة «UNHCR»، أطلقها الطرفان في شهر أبريل الماضي، من أجل جمع تبرعات مشتركة، تهدف إلى مساعدة العائدين الصوماليين والنازحين داخلياً، وإدماجهم مع المجتمعات المستقبلة، وذلك بميزانية برامجية بقيمة تتجاوز 9.6 ملايين دولار في قطاعات: الصحة، والتعليم، والمأوى، والمياه، والصرف الصحي، وتستهدف حوالي 100 ألف شخص. ويسعى الطرفان إلى إعادة الإدماج، من خلال إنشاء بنية تحتية عامة تساعد على إعادة التأهيل والبناء، بهدف تعزيز التعايش السلمي والاعتماد على الذات، وتوفير إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية في مناطق العودة، ويستطيع العائدون الصوماليون والنازحون والمجتمعات المستقبلة الوصول إلى ظروف استقرار مناسبة. نقص حاد وحرصاً من «قطر الخيرية» على أن يكون المستفيدون من خدماتها الإغاثية من أكثر المحتاجين إليها، فقد اختارت واحداً من أقدم مخيمات اللاجئين في العالم، واستهدف المشروع الإغاثي 1000 أسرة من أسر اللاجئين في مخيم داداب، بحيث تمّ تقديم سلة غذائية كافية لكل أسرة لاجئة. وتتكون هذه السلة من المواد التموينية الأساسية، وهي: الأرز، والسكر، والدقيق، والزيت، والحليب المجفف، نظراً للحاجة الماسة إلى الدعم في المجال الغذائي، لا سيما في شهر رمضان المبارك الماضي. ويأتي تنفيذ هذا المشروع في وقت يواجه اللاجئون المقيمون في مخيمات داداب نقصاً في توفير مستلزمات رمضان الغذائية، حيث يعتمد أغلبهم على المعونات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية، خاصة برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة «WFP»، الذي يمثل أكبر مورد للمواد الغذائية للاجئين في المخيم. وحسب التقارير الأخيرة، فإن أكبر تحدٍ أمام اللاجئين هو الحصول على الغذاء، وبالتالي ساهم هذا المشروع في تخفيف معاناة كثير من هذه الأسر. تخفيف المعاناة وقد أدخل هذا المشروع الفرحة إلى قلوب الكثير من أولئك الفقراء والمحتاجين من اللاجئين في مخيمات داداب، كما خفف من معاناتهم، بحيث مثلت هذه المساعدة إسعافاً أولياً لكثير من العائلات المحتاجة والفقيرة في مخيمات اللاجئين، خصوصاً أنه جاء خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي. 250 ألف لاجئ الجدير بالذكر أن مخيم داداب قد أسس في شمال شرق كينيا على الحدود مع الصومال منذ 1991، مع بدء النزاع الأهلي. ومع حملة الجفاف التي عرفها الصومال خلال 2011، ارتفع عدد اللاجئين في المخيم إلى حوالي 500.000 لاجئ، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ تأسيس المخيم إلى الآن. ومع بدء حملة العودة الطوعية للاجئين الصوماليين إلى بلدهم، أصبح العدد حالياً في حدود 250.000 لاجئ.;
مشاركة :