كيف تعامل خلفاء المسلمين مع أهل الذمة.. فيديو

  • 6/26/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور أحمد الشوكي، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية آداب عين شمس والمدير العام السابق للمتحف الإسلامي والرئيس السابق لدار الكتب والوثائق القومية، إن مصطلح أهل الذمة يقصد به اليهود والمسيحيون، أو كما قيل إجمالا أهل الكتاب الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في بلاد ذات أغلبية مسلمة، ويتمتعون بحماية ومسئولية الدولة، وأيضا حمايتهم واجبة على المواطن المسلم، فلا يجوز للمسلم الإساءة لأحد من أهل الذمة، تحت عذر أنه من غير المؤمنين بالقرآن أو بالرسول. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الشوكي في المجمع العلمي المصري بعنوان "الحضارة الإسلامية والأديان السماوية تكامل لا تنافر - أدلة مادية في ضوء المصادر التراثية"، مشيرا إلى أن الخليفة الأموي معاوية ابن أبي سفيان اصطفى "ابن أثال"، وكان طبيبًا نصراني المذهب، لنفسه وأحسن إليه وقربه وجعله طبيبه وكاتبه الخاص، كما أن عبد الملك بن مروان اتخذ من سَرْجون بن منصور الرومي كاتبا على ديوان الخراج، بل إن أسرته من بعده توارثت هذا المنصب.وأضاف: "تمتع أهل الذمة في عهد عمر بن عبد العزيز بكثير من عدله ورحمته، فأمر عماله بألاَّ يهدموا كنيسة أو بيعة أو بيت نار صُولح أهلُ الذمة عليه، كما نهى عمر بن عبد العزيز عامله على الكوفة عن اتباع سياسة الحجاج التي تقضى بإرجاع أهل الذمة إلى قراهم، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله بالكوفة أن يعطي أهل الذمة ما بقي من خراج الكوفة، فيسدد ديونهم، ويساعد من أراد الزواج منهم، وكان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله- يجعل صدقات بني تغلب -القبيلة المسيحية- في فقرائهم دون ضمها إلى بيت المال".وكشف الشوكي أن الجاحظ وصف وضع المسيحيين خلال العصر العباسي بـن النصارى متكلمين وأطباء ومنجمين وعندهم عقلاء وفلاسفة وحكماء، وأن منهم كتّاب السلاطين وفرّاشي الملوك وأطباء الأشراف والعطّارين والصيارفة، وأنهم اتخذوا البراذين والخيل واتخذوا الشاكرية والخدم والمستخدمين وامتنع كثير من كبرائهم من عطاء الجزية، كما اشتهر من الأطباء غير المسلمين في أوائل الدولة العباسية، جبرائيل بن بختيشوع وعلي ابن ربن الطبري ويوحنا بن ماسويه وإسحاق بن حنين.وقال إنه في سنة 200هـ أراد الخليفة المأمون أن يُصدر كتابًا لأهل الذمة؛ يضمن لهم حرية الاعتقاد، وحرية تدبير كنائسهم؛ بحيث يكون لكل فريق منهم - مهما كانت عقيدتهم، ولو كانوا عشرة أنفس - أن يختاروا بطْرِيقهم، ويعترف لهم بذلك، ولكن رؤساء الكنائس هاجوا وأحدثوا شغبًا، فعدل المأمون عن إصدار الكتاب.وأضاف: "وفي العصر الطولوني كان لابن طولون كاتبان نصرانيان، هما يوحنا وإبراهيم بن موسى، كما كان لوزير ابن طولون أحمد بن الماذراني كاتب نصراني يُسمَّى يوحنا، كذلك استعان الأمير ابن طولون بكثير من المهندسين النصارى في مشاريعه المعمارية".

مشاركة :