حضور كبير في اليوم الأول من ملتقى «وسائل الإعلام بين الواقع والتطلعات في الوقاية من المخدرات»

  • 6/26/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تنظم وزارة الداخلية مؤتمر «وسائل الإعلام بين الواقع والتطلعات في الوقاية من المخدرات» في الفترة من 26 حتى 28 يونيو الجاري، وذلك تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو من كل عام.وتناول المؤتمر في يومه الأول جلستان حواريتان طرح خلالهما المشاركون أوراق عمل تتطرق إلى دور وسائل الإعلام وأثر التطور التكنولوجي في مشكلة المخدرات سواء بالسلب أو بالإيجاب حيث تضمنت الجلسة الحوارية الأولى «دور الإعلام الإقليمي والدولي في الوقاية من المخدرات»، والمتحدثون من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.وتطرقت الدكتورة منى بنت حمزة الصواف من المملكة العربية السعودية في ورقتها بعنوان «دور المملكة العربية السعودية الإعلامي في الوقاية من المخدرات» إلى ازدياد أعداد النساء المتهمين بالاتجار في المخدرات والترويج لها بين فئات المجتمع، وتجربة الفئة العمرية من 12-13 للمخدرات لأول مرة وذلك دليل على خطورة الوضع، وقالت انه لابد من اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من هذا الأمر، وذلك يتطلب تكاتف بين جهات عدة منها وزارة الداخلية، وزارة الإعلام، الجمارك، مؤسسات التعليم». مشيرة إلى ضرورة رقابة الأدوية من قبل وزارة الصحة لكون العديد منها تعد مواد مخدرة، فلابد من توعية الأفراد بخطورتها.من جهته أشار الخبير الدكتور إبراهيم محمد الدبل من الأمم المتحدة، في ورقته البحثية « كيف يواجه الإعلام المخدرات» إلى الاستراتيجيات التي يجب على الدول تنفيذها لتواجه هذه الظاهرة، مبينا ان البحرين تعد الدولة العربية الوحيدة التي طبقت استراتيجية لمكافحة المخدرات وفق معايير الأمم المتحدة، وقد أثبتت هذه الاستراتيجية فاعليتها في التقليل من نسب الإدمان وتوعية أفراد المجتمع بخطورة الإدمان داعيا الى ضرورة توعية أفراد المجتمع من خلال المؤتمرات والبرامج المتنوعة التي تصل لمختلف شرائح المجتمع، حيث أن أكثر من 548 تجربة عالمية تم إدراجها وفق معايير الأمم المتحدة.وأوضح المقدم فيصل عيسى القاسم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ان قوة المعرفة في التأثير على الأفراد أكثر من المال، واعتماد الإعلام على المعرفة لكونها الطريق المؤثر على الأفراد. وتطرق الى شرح تفصيلي بالتعريف عن المخدرات وكل مادة تدرج بتكوينها ضمن المخدرات، والمصادر التي يتوصل من خلالها الأفراد للحصول على المخدرات.وقال ان أصحاب العقول يسخرهم الإعلام لمواجهة هذه الظاهرة، بينما تجار المخدرات يستهدفون البسطاء الغير واعين، والإعلام يستخدم سرعته لتوصيل الرسالة المناسبة المؤثرة والفاعلة لخدمة هذه القضية. وتطرق القاسم إلى مؤشرات تأثير الإعلام المستدل بها من خلال وصوله لشرائح مختلفة من المجتمع، وتأثيره على عدد كبير من أفراده، والتكرار والتركيز وتحريك المشاعر هي أدوات يعتمد عليها مرسل الرسالة لاقناع الجمهور المستهدف، وهو ما تعتمد عليه وسائل الإعلام لتحقيق هدفها.وتضمنت الجلسة الحوارية الثانية عدة أوراق عمل بحثية، فقد تطرق الدكتور عدنان جاسم بومطيع، أستاذ الإعلام في جامعة البحرين في ورقته البحثية بعنوان «نحو سياسة اقتصادية جديدة لحماية الشباب في مملكة البحرين» إلى الجهد المبذول من قبل الجهات المعنية لمكافحة المخدرات والنتائج الملموسة التي تم التوصل إليها بناءً على هذه الجهود، بلغ عدد المدمنين في 2014 حوالي 400 مليون.وأشار إلى التنظيمات في العديد من الدول التي تحمي جماعات الاتجار بالمخدرات، وما يجنيه هؤلاء التجار سنوياً ما يقارب 700 مليار دولار، مبينا ان تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات في 2017 يشير إلى وجود ربع مليار نسمة لهم علاقة بالمخدرات، 6% من سكان العالم يتعاطون المخدرات داعيا الى مضاعفة الجهود الإعلامية لمكافحة المخدرات بدل من الترويج لها.اما الدكتور عبدالكريم العجمي الزياني، أستاذ الإعلام في جامعة البحرين تناول محور «مقاربة إعلامية وقائية نحو تحصين الشباب من مخاطر المخدرات الرقمية»، حيث أشار إلى ماهية المخدرات الرقمية وهي تعد إدمان على نوعية محددة من الموسيقى بدرجة معينة وتحت ظروف مهيأة لذلك ولها تأثير كبير على الصحة الجسمية والنفسية منها على الأذن والانعزال، وكيف يتم توظيف شبكات التواصل الإجتماعي لتوعية الشباب بعواقب الانجرار وراء المخدرات، كما أشار إلى استخدام التأثير الإقناعي وكيف يمكن إدارة الحملات الإعلامية من قبل خبراء حتى يتم التأثير على الجمهور المستهدف وإيصال الرسالة بالشكل الصحيح اعتماداً على نوعية المعلومات، مؤكدا من خلال عدة دراسات إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد منصات افتراضية للترويج للمخدرات مبينا أن هناك بعداً تفاعلياً وهو عنصراً أساسياً لنجاح الحملات الإعلامية الإلكترونية، وهناك العديد من تطبيقات الانترنت التي تقوم ببيع المخدرات. وأكد الزياني في ختام ورقته البحثية إلى ضرورة تكاتف الإعلام والأمن وسن القوانين والتشريعات لمواجهة المخدرات.ومن جانبها قالت الدكتورة أحلام راشد القاسمي، من قسم العلوم الإجتماعية بجامعة البحرين، في ورقتها البحثية «المخدرات والإعلام الجديد : الأخطار المستجدة والفرص السانحة» أن التحول الكبير في الإعلام قد يسخره الناس لصالحهم وقد يكون له آثار سلبية، فعلى سبيل المثال قضية المخدرات، تجار المخدرات سخروا وسائل الإعلام الجديد لصالحهم، وعلى الجانب الآخر يسعى المجتمع لمحاربة المخدرات من خلال وسائل الإعلام الجديد من خلال التفاعلية واللاتزامنية والحرية الإعلامية، فلابد للمجتمع بمختلف أفراده أن ينشر الوعي منه ما قامت به البحرين من تنفيذ برنامج «معاً» لمكافحة المخدرات، وسهولة المراقبة والرصد لمراقبة مروجي المخدرات، ففي الرياض في العام 2016 تم القبض على 21 مروج مخدرات من خلال برنامج «سناب شات». وأوصت القاسمي بضرورة وضع قواعد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لحل هذه المشكلة ولردع المروجين وتجار المخدرات، ولحماية أفراد المجتمع.يشار الى أن مؤتمر «وسائل الإعلام بين الواقع والتطلعات في الوقاية من المخدرات» يسلط الضوء على دور وسائل الإعلام في الحد من انتشار المخدرات وأهميتها في عرض أضرار المخدرات وتعطيل القدرات العقلية والسلوكية للفرد. وإبراز دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الإجتماعي في تغيير سلوك الأفراد وتغيير الثقافات والمعرفة والقيم عن طريق المناقشة والاقناع ضمن البرامج المختلفة المناسبة. وخلق مشاركة للأفراد في وضع برامج الوقاية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

مشاركة :