تقول أرجومنتى نيديلى إنه فى عام ١٩٨٣ دخلت الحرب الباردة مرحلة جديدة مع وصول الرئيس الأمريكى رونالد ريجان لسدة الحكم فى الولايات المتحدة، فقد أطلق الرئيس ريجان على الاتحاد السوفييتى إمبراطورية الشر. وفى ربيع العام نفسه كانت الطائرات الأمريكية تقوم بتدريبات، تحاكى فيها قصف أهداف داخل الاتحاد السوفييتى، ومما زاد الأمور تعقيدًا، إسقاط طائرة ركاب كورية فوق الاتحاد السوفييتى بواسطة قاذفات سوفييتية، على خلفية هذه الأحداث وهذا التصعيد، كان أمام المقدم ستانيسلاف بيتروف مشكلة بدء حرب نووية أم لا، فعلى بعد ١٠٠ كيلو متر من موسكو كان يوجد مركز مراقبة جوية الكواكب، غير أن هذا المركز فى واقع الأمر كان نقطة القيادة «سيربوخوف ـ ١٥»، المنوط به استقبال وتحليل المعلومات، التى يحصل عليها من منظومة حديثة للإنذار المبكر فى حالة هجوم صاروخى فضائى على الاتحاد السوفييتى. عند الحصول على إشارة بوقوع هجوم صاروخى من هذا المركز، يتم إخطار قيادة الاتحاد السوفييتى، التى تتخذ قرار الرد، وفى ليلة ٢٦ ـ ٢٧ سبتمبر عام ١٩٨٤ وفى الساعة ١٢ وربع، ظهر تحذير من هجوم صاروخى، وعلى شاشة الحاسوب ظهر إخطار بأنه من الولايات المتحدة تم إطلاق صاروخ باليستى، هدف الصاروخ هو أراضى الاتحاد السوفييتى.فى ذلك الوقت كان المناوب فى مركز القيادة المقدم ستانيسلاف بيتروف. ويتذكر بيتروف نفسه الأحداث فى تلك الليلة فيقول: صفارة الإنذار كانت تصيح بعنف، من أعلى على الحائط بأحرف كبيرة فى الأعلى، تضئ باللون الأحمر كلمة «ستارت»، وهو ما يعنى أن الصاروخ تحرك بالفعل. نظرت للأسفل لحساباتى العسكرية، البعض انتفضوا من أماكنهم، وأخذ ينظرون إلى الحائط بدهشة وقلق. صحت فيهم طالبًا من كل واحد أن يلزم مكانه على الفور. فقد كان يجب التأكد، فمن غير المعقول أن يكون الصاروخ يحمل رأسًا حربيا. محطة المراقبة تابعت الإطلاق وخروج الصاروخ من مكمنه، حسب التعليمات يجب على المناوب دراسة المعلومات، وما يعطيه الحاسوب والإبلاغ عن حالة الأزمة للقيادة.تشكك ستانيسلاف بيتروف ولم يستطع فهم، لماذا يحدث الهجوم بصاروخ واحد فقط، فى حديث لمراسل الصحيفة، قال المقدم بيتروف: «كل المعلومات من حاسوبنا أرسلتها للقيادة الأعلى، لكن القيادة اندهشت لماذا لا يوجد تأكيد منى؟! وبعد حوالى دقيقتينـ اتصال على الخط الحكومى، أرفع السماعة وأقدم تقريرا: «أنا أعطيكم معلومات غير صحيحة»، وبعد أنا وضع بيتروف سماعة التليفون انطلقت صفارة الإنذار من جديد، تم إطلاق الصاروخ الثانى على الاتحاد السوفييتى، خلال ثلاث دقائق سجل مركز المراقبة إطلاق ثلاثة صواريخ، والزر كتب عليه تحول من «ستارت»، إلى «هجوم صاروخى». كان أمام ستانيسلاف بيتروف ١٠ ـ ١٥ دقيقة لاتخاذ قرار. لكى يتمكن مناوب الحقيبة النووية الوصول للقيادة السوفييتية حينها، وقام الضابط بتحليل الموقف والمعلومات، وطلب منهم متابعة الصواريخ بالعين، لكنهم أبلغوا بأنهم لا يرون شيئا، محطات الرصد أيضًا أكدت على عدم وجود أى تهديد نووى.أخذ المقدم ستانيسلاف بيتروف المسئولية على نفسه وأبلغ المركز، أن هناك عطلا فى الحاسوب.بعد التحقيقات تبين أن العطل ناتج عن تعرض جهاز الإرسال الفضائى لضوء الشمس الشديد، والذى انعكس على سحب عالية، مما أدى لظهور ما يشبه هجوما صاروخيا. بعد الأزمة لم يتم ترقية المقدم أو منحه وساما، رغم أنه أنقذ العالم من حرب نووية، وبعد عام من الهجمة المزيفة، استقال المقدم بسبب إصابة زوجته بمرض عضال.
مشاركة :