كتبت في الأسبوع الماضي مقالاً عنونته بـ«الشور شورك يا يبه...!!!» تحدثت فيه عن ضعف الجمعيات العمومية في الأندية والاتحادات ونتيجة هذا الضعف برزت لنا قرارات مرت عليهم مرور الكرام لم تلاقَ أي اعتراض أو تحفظ، فطبقتها الأندية والاتحادات، ولم يكن دور هذه الجمعيات سوى اللطم والأنين بعد أن أفرزت هذه القرارات نتائجها سلبية بالنسبة لهم كونها قرارات لم تدرس ولم تناقش من قبلهم بالشكل المطلوب والمستفيض الذي يشمل جميع الجوانب والانعكاسات المتوقعة من هذه القرارات سواء كانت إيجابية أو سلبية، فكانت النتيجة بكاء وعويلاً عبر وسائل الاعلام لاستعطاف الرأي العام وإبعاد اللوم عن ضعفهم كجمعيات سلبية لا دور ولا قرار ودورها الأساسي لا يتعدى الحضور للاجتماعات لتغطية النصاب القانوني لضمان صدور أي قرار بشكل قانوني ورسمي. أعادني للحديث عن نفس الموضوع نقاش شيق جمعني مع أستاذي الذي أعتبره الأخ الأكبر الأستاذ مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين عندما جرنا الحديث للوصول للمقال وموضوع عموميات الأندية والاتحادات فوجه لي سؤال قائلاً هل تعلم منذ متى ونحن نكتب عن هذا الموضوع بالتحديد، حيث فاجأني بأن طرح هذا الموضوع يعود لثمانينيات القرن الماضي لكن لا حياة لمن تنادي، فالسلبية أصبحت هي ديدن هذه الجمعيات ونهجها وتغييبها أصبح أمر واقع!!! لماذا ترفض هذه الجمعيات أبسط الحقوق الديمقراطية التي منحها لهم دستور وقانون البلد، وهو حق النقاش وإبداء الرأي على أقل تقدير وهذا أمر غير متعلق بالدستور أو القانون فقط، فديننا الحنيف يحثنا قبل أي دستور وأي قانون على تصحيح وتقويم الخطأ (عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). رواه مسلم ولا أعلم لماذا يتبعون أضعف الإيمان بينما بيدهم ولسانهم التغيير هل هو خوف من عواقب مستقبلية قد تؤثر على دعم متوقع بالإمكان أن يتوقف أم مصالح خاصة تأتي بطريقة لا يعلم بها الآخرون؟! كلها أمور تثير ملايين علامات التعجب والاستفهام على سلبية الأندية أمام أناس هم في الأساس من أوصلوهم لمناصبهم سواء في الأندية أو الاتحادات. هجمة مرتدة أعزائي أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية والاتحادات، إن التمثيل واستعراض العضلات عبر وسائل الاعلام وعبر وسائل التواصل أصبح أمراً مكشوفاً للجميع ولن يجعلكم تتقدمون خطوة واحدة للأمام في ظل السلبية داخل قاعات الاجتماعات ووقت اتخاذ القرارات التي تأتي بموافقتكم بالإجماع دون اعتراض، والاعتراض لا يكون إلا أمام من وضع بكم الثقة بأن تكونوا خير ممثل لهم يدافع عنهم ويصون حقوقهم ويتصدى لكل قرار قد يضرهم بكل بسالة وقوة، فما يدور داخل قاعات الاجتماعات يعرفه الجميع وهو من أسهل الأمور التي تتسرب لعامة الناس فلا داعي للبهرجة الإعلامية وتمثيل دور المظلوم وأنت الظالم الأساسي فقد بات هذا التمثيل باهتاً فاشلاً بحبكة درامية ركيكة تخرجك من حالة الاندماج وتوصلك لمرحلة الملل.
مشاركة :