واشنطن تحض حلفاءها على خفض واردات النفط الإيرانية... إلى الصفر

  • 6/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - تجددت أمس التظاهرات في «بازار» طهران (سوق طهران الكبير) وأسواق محافظات إيرانية عدة بمشاركة كبيرة من أصحاب المحلات الذين أغلقوا متاجرهم دعماً لإضراب واحتجاجاً على انهيار العملة المحلية. وفي حين توعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بأنها «ستدفع ثمناً غالياً مقابل أفعالها»، دعت الولايات المتحدة، الدول في كل أنحاء العالم الى التوقف عن شراء النفط الإيراني بحلول الرابع من نوفمبر المقبل او مواجهة عقوبات اقتصادية اميركية جديدة.وحذر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، العواصم الاجنبية، قائلا «لن نمنح اعفاءات»، ووصف تشديد الخناق على طهران بانه «احد ابرز اولويات أمننا القومي». وعما إذا كانت الولايات المتحدة تحث حلفاءها على خفض واردات النفط من إيران إلى الصفر بحلول نوفمبر، قال المسؤول «نعم».وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه الصحافيين: «سنعزل تدفقات التمويل الإيرانية ونتطلع إلى تسليط الضوء على مجمل السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة». وأكد إن وفدا أميركيا سيتجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لتشجيع منتجي النفط الخليجيين على ضمان إمدادات نفط عالمية مع فصل إيران عن السوق في نوفمبر. وعلى صعيد التظاهرات في الداخل الإيراني، أظهرت فيديوهات، بثها ناشطون، تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان سبزه، وسط العاصمة، وهم ينادون إلى إضراب شامل وإغلاق كل المحلات بشعار «أغلقوا محلاتكم وانضموا إلى الإضراب»، كما تجمع حشد من أصحاب المحلات في «بازار كفاشان» في طهران أيضاً.وأفاد ناشطون بأن التظاهرات اتسعت إلى محافظات أخرى، ففي أصفهان، وسط البلاد، انضم «البازار» الرئيسي في المدينة وهو من أكبر أسواق البلاد إلى الإضراب العام، أما في مدينة أراك، مركز محافظة ألبرز، فأغلقت كافة المحلات تضامناً مع الإضراب.واندلعت أيضاً احتجاجات وإضرابات في المحافظات التركية الأذرية والكردية، حيث أغلق باعة محلات سوق الذهب في مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية وأعلنوا تأييدهم للإضراب، كما أعلن أصحاب محلات سوق مدينة كرمنشاه الكردية توقفهم عن العمل وأغلقوا محلاتهم.من جهته، دعا المحامي والناشط الحقوقي قاسم شعلة سعدي، المرشد الأعلى علي خامنئي إلى «التنحي عن الحكم وتسليم السلطة للشعب قبل فوات الأوان».ودفعت الاحتجاجات روحاني إلى التعهد لمواطنيه بمواجهة الضغط الاقتصادي الناجم عن العقوبات الأميركية الجديدة، داعياً إلى الوحدة الوطنية من أجل الحفاظ على «ثقة» و»أمل» الشعب.وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إن العقوبات «لن تكسر إيران»، مضيفاً أن واشنطن «داست بقدميها على قرار صادر من مجلس الأمن وتحاول دائماً إنهاء الحكم الإسلامي في إيران».واعتبر أن العقوبات الجديدة جزء من «حرب نفسية واقتصادية وسياسية»، متوعداً أميركا بأنها «ستدفع ثمناً غالياً مقابل أفعالها».ودافع روحاني عن سجله الاقتصادي، معتبراً أن دخل الحكومة لم يتأثر في الأشهر القليلة الماضية وأن تراجع الريال الإيراني سببه «دعاية الإعلام الأجنبي»، وقال «حتى في أسوأ الأحوال، أعد بتوفير الاحتياجات الأساسية للإيرانيين».وتابع «أؤكد لكم أنه اذا تمكنا من المحافظة على هاتين الميزتين وهما أمل وثقة (الشعب)، فيمكننا الانتصار على كل المشاكل».كما تطرق إلى ملف بلاده النووي، وأشار إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي النووي الموقع مع طهران «هو أسوأ قرار كان من الممكن أن يتخذه (الرئيس دونالد ترامب)... إنها (خطوة) مروعة وغير قانونية وأضرت بسمعة أميركا عالمياً».ورأى أن محاولات واشنطن لإسقاط الاتفاق النووي عبر إرضاء أوروبا «باءت بالفشل»، وأن إيران «لن ترضخ للضغوط الأميركية... وتحتفظ بحق تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية»، كما اتهم أميركا بـ «محاولة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية منذ الثورة الإسلامية» العام 1979.بدوره، حذّر رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني من أن «عقوبة الإعدام والسجن 20 عاما في انتظار المدانين بالمشاركة في الإخلال بالشؤون الاقتصادية في البلاد»، فيما أعلن مدعي المحاكم العامة والثورية في طهران عباس جعفري دولت آبادي «اعتقال بعض مثيري أعمال الشغب» التي وقعت في منطقة «البازار» بالعاصمة، مؤكداً أنه لن يطلق سراحهم إلى حين محاكمتهم.  على صعيد آخر، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني مقتل 3 من عناصره في هجوم «شنه إرهابيون للتسلل إلى الأراضي الإيرانية عبر منطقة ميرجاوه» الحدودية مع باكستان.وذكر أن «مجموعة من الإرهابيين حاولت التسلل إلى إيران عبر منطقة تهلاب في مدينة ميرجاوه... بغرض القيام بعمليات تخريبية وإرهابية في البلاد»، مضيفاً أن «مقاتلي مقر عمليات القدس أحبطوا الهجوم وتمكنوا من قتل 3 عناصر إرهابية». وثيقة لعنصر في «القاعدة»: إيران رحبت بنا واحترمتنا على غرار ما كشفته وثائق «أبوت آباد» التي صادرتها الاستخبارات الأميركية من المخبأ الأخير لزعيم ومؤسس تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن من علاقة وتعاون جمع بين التنظيم و«الحرس الثوري الإيراني»، كشفت وثيقة جديدة عن جذور علاقة طهران وعمقها مع الجماعات المسلحة.ونشر موقع «العربية. نت»، أمس، ما ورد في إحدى وثائق «أبوت آباد»، والتي لم يظهر فيها اسم أو لقب كاتبها أو حتى تاريخ كتابتها، سوى أنه أحد عناصر «القاعدة» ويقيم في طهران، وبرر كتابة التقرير إثر توافد المعلومات عبر وسائل الإعلام عن علاقة التنظيم بطهران، وما سبب ذلك من لبس وتشويش لدى القواعد الصغيرة من عناصر التنظيم والمتعاطفين معه.وأشارت الوثيقة إلى علاقة النظام الإيراني بالجماعات المسلحة، بدءاً بـ «الجماعة الإسلامية المسلحة» و«الجماعة الليبية المقاتلة» التي اندمجت في «القاعدة»، وجماعة «الجهاد» المصرية وجماعة «التكفير والهجرة»، وصولاً إلى حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين.واستعرض عنصر التنظيم، في الوثيقة، «براغماتية» النظام الإيراني في تعامله المبكر مع الجماعات المتطرفة، خلال «السنين العجاف» التي تلت مواجهة الأمن الجزائري لـ «الجماعة الإسلامية المسلحة» وكذلك ملاحقة «الجماعة المقاتلة» في ليبيا.وأشار إلى أن الكثير من الجماعات المتطرفة حاولت إيجاد ملاذات وملاجئ لقياداتها ولأفرادها، ووجدت في إيران ذلك المكان، و«استوطنوها كي يرتاحوا ويكونوا قادرين على العيش بهناء نوعاً ما، ويمارسوا بعضاً مما يمكنهم من العلم لبلدهم وقومهم». وتضمنت الوثيقة شرحاً وافياً عن طبيعة تعامل طهران مع تلك الجماعات. وذكر عنصر «القاعدة» أن «المعاملة كانت حسنة جداً وفي غاية الاحترام، عندما يقبضون على الإخوة يعاملونهم بكل احترام، لدرجة أنهم يعتذرون منهم ويقولون لهم دائما: نحن مضطرون للقبض عليكم لمصلحتنا ولمصلحتكم، ونحن نعاني من ضغوط كبيرة جداً، كما تعرفون، ونحن نحبكم وغير ذلك»، مضيفاً أن المعاملة كانت «محترمة جداً... لا ضرب، ولا إهانة، ولا كلمة توجع، ولا غير ذلك».

مشاركة :