دخلت مرحلة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مرحلة تكسير العظام، فرغم نفي الولايات المتحدة الأمريكية عزمها منع شركات صينية من الاستفادة من التكنولوجيا الأمريكية، إلا أن كافة المعطيات الراهنة تشير إلى إمكانية تمدد هذه التوترات لتشمل حتما قطاع القنية الذي يعد الورقة الأبرز التي يمكن أن تراهن عليها الولايات المتحدة الأمريكية في محاولتها تقليص ميزان عجزها التجاري مع دول العالم.ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر قولها إن الرئيس الصيني شى جين بينغ، قال الأسبوع الماضي إنه لن يتردد في الرد على الولايات المتحدة فيما يتعلق بشؤون التجارة. وفي رسالة شديدة اللهجة من الرئيس الصيني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال جين بينغ خلال لقاء مع هيئة كبار التنفيذيين - التي تضم رؤساء أكبر 20 شركة في البلاد - أن لدى الغرب اعتقاداً بمقولة إذا ضربك شخص على خدك الأيسر فأدر له الخد الأخرى، أما نحن ففي ثقافتنا نرد الصاع صاعين.وندد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين بتقارير إعلامية نشرت تفاصيل خطط لوضع قيود على الاستثمارات الصينية في الشركات الأمريكية والصادرات التقنية إلى الصين.وكان البيت الأبيض أعلن في أواخر مايو/ أيار عن خطط لفرض رسوم باهظة على المنتجات الصينية واتباع ذلك في 30 حزيران/يوينو ب«قيود محددة على الاستثمارات وتعزيز القيود على الصادرات بالنسبة للأفراد والكيانات المرتبطة بالاستحواذ على تكنولولجيا ذات أهمية صناعية».ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» ووكالة «بلومبرغ نيوز» الاثنين عن عدة مصادر قولها إن التشدد الأمريكي الإضافي حيال الاستثمار الصيني قد ينضوي في إطار سلطات الأمن القومي في حالات الطوارئ.ويتيح «قانون السلطات الاقتصادية الدولية الطارئة» للرئيس الأمريكي تنظيم التجارة ردا على التهديدات الأجنبية وقد استخدم مرارا في مواجهة النزاعات المسلحة وتهريب الأسلحة والمخدرات وحالات عدم الاستقرار السياسي.وذكرت «وول ستريت جورنال» أن القيود الاستثمارية ستطبق كذلك على الشركات التي تملك الصين 25 بالمئة من رأسمالها.لكن منوتشين أصر الاثنين على أن التقارير «أخبار كاذبة».وقال عبر «تويتر» إن «من سرب المعلومات إما لا وجود له أو أنه لا يعرف الكثير عن هذا الملف».وأضاف في تصريح يتناقض مع إعلان البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية ستصدر بيانا «غير موجه للصين فقط، بل لجميع الدول التي تحاول سرقة التكنولوجيا منا».ويعتقد أن التقارير كانت السبب الذي أدى إلى تحرك لبيع الأسهم في أسواق المال العالمية مع تشاؤم المستثمرين بشأن إمكانية تخفيف حدة التصعيد في الحرب التجارية التي بدأت تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة والصين.ويتهم المسؤولون الأمريكيون الصين بسرقة الملكية الفكرية بهدف تطوير صناعاتها بشكل غير منصف.وأكدت بكين الاثنين أن الاستثمارات الصينية خلقت وظائف وزادت عائدات الضرائب في الولايات المتحدة.وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحفي إن «التجارة الصينية الأمريكية والاستثمار والتعاون هي ممارسات تثمر بطبيعتها عن منفعة متبادلة».وأضاف «نأمل بأن تنظر الولايات المتحدة إلى الأنشطة التجارية التي تقوم بها الشركات الصينية بطريقة موضوعية وأن توفر بيئة استثمارية منصفة وآمنة ويمكن التنبؤ بها».
مشاركة :