توسع الإضراب العام والتظاهرات الضخمة التي بدأت صباح الاثنين في مختلف مناطق طهران، ما أدى إلى مواجهات بين المحتجين وعناصر الأمن الداخلي. وأضرب التجار في نقاط مختلفة من العاصمة الإيرانية، احتجاجاً على السقوط الحر للعملة والركود غير المسبوق، واتجهوا في تظاهرة نحو ساحة بهارستان واحتشدوا أمام مجلس شورى النظام. كما أغلق أصحاب محلات تجارية الأحد متاجرهم في مجمع علاء الدين التجاري و"جارسو" في تقاطع حافظ وجمهوري، بالإضافة إلى الكسبة في شارع فردوسي وتقاطع اسطنبول، وتقاطع سعدي وجمهوري في طهران، احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار. وردّد المتظاهرون شعارات ضد أعضاء المجلس: "يا عديمو الشرف، الموت للمبتزين الجشعين". وهتف المحتجون أمام سوق طهران "سأقتل سأقتل من قتل أخي"، و"الموت للدكتاتور"، و"تخلوا عن سورية وفكّروا في حالنا"، و"عدونا هنا، ويقولون كذباً إنه أميركا"، و"لا للغلاء"، و"نموت ولا نقبل الذل". وأطلقت عناصر القمع الغازات المسيلة للدموع باتجاه المحتجين في عدد من المناطق. وقاوم المحتجون هجوم العناصر برشقهم بالحجارة، وأضرموا النار في كشك لقوى الأمن في ساحة بهارستان. وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار السلع والخدمات بشكل تصاعدي مع سقوط العملة، فإن عصابات المافيا التابعة لنظام الملالي، يشترون العملة بسعر حكومي ويبيعونها ضعفين. وكانت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي، قد حيّت انتفاضة التجار، ودعت عموم أصحاب المهن والشباب الأبطال في أرجاء البلاد، إلى الدعم والانضمام إلى المحتجين. وقالت رجوي إن أزمة العملة والركود والغلاء ما هي إلا حصيلة سياسات نظام الإرهاب الحاكم في إيران الذي بدّد منذ اليوم الأول ولحد الآن ثروات الشعب للقمع الداخلي أو المشروعات اللاوطنية في النووية وتصدير الإرهاب والتخلف وإشعال الحروب في المنطقة، أو تم نهبها من قبل قادته الفاسدين والمجرمين. وأكد المشاركون في الانتفاضة العارمة حقيقة أن جذور كل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية تعود إلى نظام ولاية الفقيه البغيض الذي دمّر منذ أربعة عقود مضت، الصناعة والزراعة والبيئة في البلاد، وبدّد الثروات والأرصدة الوطنية والمالية الإيرانية، مشددين على أن مصالح كل زمر النظام مرتبطة بسياسات النظام اللاإنسانية واللاإيرانية.
مشاركة :