أعلن مركز كايزر بيرماننتي الصحي في كاليفورنيا في دراسة جديدة أجراها أن النساء المصابات بأحد أشكال مرض السكري معرضات لخطر إنجاب طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد. ويشمل ذلك ايضا النساء التي أصبن بمرض السكري أثناء الحمل، واللواتي عانين من مرض السكري النوع الأول طوال حياتهن. وتشير الدراسة الحديثة إلى أن الالتهابات، والمستوى السام من الغلوكوز، وتأثيرات الجهاز المناعي لجميع أنواع السكري لدى الأمهات، كلها عوامل قد تزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد بمقدار الضعفين. وقطعت الأبحاث شوطا طويلا في ما يتعلق باضطراب طيف التوحد، حيث حددت أكثر من 100 رابط أو طفرة جينية يبدو أنها تزيد من مخاطر إصابة الفرد بالتوحد، ولكن 85 في المائة من الحالات لا يتم تفسيرها من خلال عوامل الحمض النووي هذه. وعلى الأرجح، تتفاعل العوامل البيئية مع هذه الجينات وتؤدي إلى تغييرات تؤثر على المراحل الأولى من تطور دماغ الطفل. وأكثر العوامل غير الوراثية إقناعا ضمن تلك الدراسة، هي عمر الآباء والأمهات المتقدمين في السن والأطفال الخدج(مولود مبكر) ،ويأتي بعد ذلك تأثير الحرمان من الأكسجين بالنسبة للطفل والفيروسات ومرض السكري أثناء الحمل. ويرافق مرض السكري من أي نوع عادة استجابة الجهاز المناعي، وقد لوحظ الالتهاب في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد أيضا، ما يوحي بأن هذا قد يكون أحد الروابط بين الحالتين. وافترض بعض العلماء أن التوحد يمكن أن يتسبب بشكل أكبر في اضطرابات الخلايا المناعية، حيث أن الأدلة تؤكد أن المراحل الأولى من تطور دماغ الطفل تتأثر إلى حد كبير بنظام المناعة لدى الأمهات، وينطبق هذا المفهوم بشكل خاص على النساء المصابات بالنوع الأول من داء السكري. وبالنسبة للمرأة التي تعاني من أحد أنواع مرض السكري الثلاثة، فإن الحفاظ على مستويات منخفضة إلى حد معقول من الجلوكوز في الدم، قد يكون حاسما في السيطرة على المخاطر التي يمكن أن يواجهها الأطفال، وعند مستويات عالية، يمكن أن يكون الجلوكوز ساما للأنسجة البشرية، بما في ذلك الخلايا التي تشكل دماغ الجنين. وكان أطفال الأمهات المصابات بالنوع الأول من مرض السكري معرضين بمعدل يفوق الضعف لخطر الإصابة بالتوحد في السنوات السبع الأولى من حياتهم، مقارنة بالأطفال الذين لا تعاني أمهاتهم من مرض السكري.;
مشاركة :