حاول “ديفيد شيبارد” الصحفي المتخصص بشؤون الطاقة؛ تفسير ارتفاع أسعار النفط رغم إعلان السعودية وروسيا عزم “أوبك” ضخ مزيد من الخام في الأسواق. وقال “شيبارد” -في مقال له بصحيفة “فايننشال تايمز”، إن التحرك السعودي الروسي لزيادة إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميًّا (تعادل 1% من الإمدادات العالمية)؛ يهدف إلى كبح ارتفاع سعر الخام الذي وصل إلى أعلى مستوى له عند 80 دولارًا للبرميل الشهر الماضي. وأشار إلى أن هذه الزياد الإضافية، كان من المفترض أن تؤدي إلى انخفاض حاد في الأسعار، لكن هذه المرة لم تتأثر السوق. وأضاف: “ارتفعت أسعار النفط إلى ما فوق 76 دولارًا للبرميل منذ الإعلان. القلق بالنسبة للعالم الأوسع نطاقًا هو أن المتداولين يراهنون على أنهم سيحتاجون إلى مزيد من الارتفاع. والسبب هو أن خسائر الإنتاج والتهديدات الوشيكة للإمدادات في فنزويلا وليبيا وإيران، تهدد بابتلاع جهود زيادة الإنتاج”. ومضى يقول: “يتنبأ المتداولون بخسائر الإمدادات من تلك الدول الثلاثة التي قد تتجاوز مليوني برميل في اليوم بنهاية العام، وهو ما يتجاوز بكثير الزيادات المخطط لها من عدد قليل من المنتجين لديهم طاقة احتياطية”. وأردف: “لقد كان ناتج فنزويلا بالقرب من حالة سقوط حر؛ حيث انخفض 700 ألف برميل في اليوم في العام الماضي. الأزمة الاقتصادية والسياسية التي أهلكت صناعتها النفطية، لا تظهر أي علامة على النهاية”. وتابع: “تواجه إيران عقوبات أمريكية متجددة على صناعة الطاقة، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي. لقد رفع التجار تقديراتهم بشكل ثابت لمدى الصعوبة التي ستواجهها صادرات النفط الإيرانية، من نحو 400 ألف برميل يوميًّا قبل إعلان العقوبات إلى أقرب مستوى إلى مليون برميل يوميًّا اليوم”. وأضاف: “لقد أشارت الشركات الأوروبية بوضوح إلى أنها تخشى أي مواجهة مع البيت الأبيض، كما أن إنتاج ليبيا بمقدار مليون برميل يوميًّا يتعرض للتهديد مرة أخرى؛ حيث يهدد زعيم الميليشيا خليفة حفتر بتسليم موانئ النفط الرئيسية إلى منافس لشركة النفط الحكومية التابعة للحكومة المركزية”. وأشار إلى أن حالة إمدادات النفط العالمية محفوفة بالمخاطر في أحسن الأحوال، ويمكن القول إنها في أسوأ الظروف منذ ما يسمى الربيع العربي قبل 7 سنوات. وتابع: “قد تكون الأسعار المرتفعة هي الطريقة الوحيدة للحد من الطلب إذا ما نقصت الإمدادات”.
مشاركة :