انطلقت، مساء اليوم الأربعاء، بمكة المكرمة، الدورة الثانية عشرة من سوق عكاظ. ويعد سوق عكاظ محطة رئيسة مهمة في تاريخ المملكة والجزيرة العربية؛ لما يمثله من دور اقتصادي وحضاري وثقافي على مدى عصور. ويمثل سوق عكاظ قيمة وأهمية تتجاوز دوره الثقافي كنشاط موسمي والسياحي والتراثي كفعالية وطنية مهمة إلى أدوار أعمق تتمثل في مكانته التاريخية والحضارية، ما يجعل الاهتمام به هو إبراز للبعد الحضاري للمملكة، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. ويعتبر سوق عكاظ أكبر أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، وهو أشهر ملتقى للتجارة والفكر والأدب والثقافة المتنوعة للقبائل العربية، والوافدين إلى السوق من أنحاء الجزيرة العربية، يحضره فحول الشعراء، والخطباء، والأدباء، ويمارس فيه رواد السوق الألعاب الرياضية ومنها الفروسية والعدو والرمي. وكان للعرب أسواق موسمية في أوقات محددة في مواقع مختلفة في أنحاء الجزيرة العربية. وتجمع المصادر التاريخية والأدبية، على أن تاريخ بداية سوق عكاظ كان في حدود عام 501 للميلاد، حيث كانت طرق التجارة قد انتظمت، وتقاطعت على جزيرة العرب مع تطور الممالك العربية في مختلف أنحاء جزيرة العرب، وكانت مكة المكرمة محجة للعرب من آلاف السنين، كما كانت مدن القوافل قد أخذت مكانتها التجارية والاقتصادية ومنها الطائف وما ولاها. ومن الشواهد على قِدم سوق عكاظ الارتباط الوثيق بينه وبين إيلاف قريش، وبذلك استقرت تجارة قريش مع الممالك المجاورة
مشاركة :