محمد حامد (دبي) من بين كل 10 صور تلتقطها العدسات لمباريات ليونيل ميسي بقميص منتخب التانجو الأرجنتيني، هناك ما يقرب من نصفها تتشابه حتى وإن اختلف لون قميص المنافس، حيث الحصار الخانق الذي يفرضه عليه ما بين 3 إلى 9 لاعبين في بعض الأحيان، الأمر الذي يؤشر إلى أن ليو وحيداً في منتخب التانجو، وعلى الرغم من هذا الحصار لا يتوقف عن المحاولة، بعضها ينجح كما فعل ومنح منتخب بلاده بطاقة التأهل للمونديال، وحينها يعترف الجميع أن يداً واحدة يمكنها أن تصفق، وفي أحيان أخرى تفرض كرة القدم منطقها، ولا تعترف ببصمة ميسي الفردية، ليصبح النجم الأرجنتيني «متخاذلاً» في عيون البعض. وبعيداً عن الحصار المشدد على ميسي داخل الملعب، فهو محاصر خارجه، حيث يتعين عليه أن يحمل الأرجنتين فوق كتفيه كما يفعل مع البارسا، ويتوجب عليه أن يثبت لعشاق التانجو وصحافة الأرجنتين في كل مباراة أنه أرجنتيني من مواليد روزاريو، ولم تكن كتالونيا سوى موطن لميلاده الكروي، كما أن حمى المقارنة مع الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا لا تتوقف أبداً، وهو الحصار الأصعب الذي يجعل ليو أكثر شعوراً بالضغط. وفي ليلة عبور عقبة نسور نيجيريا إلى دور الـ 16 للمونديال الحالي، ظهر ميسي بصورة تبدو مختلفة عن كل ما سبقها، فقد قرر أن يتخلى عن الإحباط الذي حاصره على إثر الأداء الباهت أمام آيسلندا وكرواتيا، وظهر ميسي متحمساً لإنقاذ الموقف، مما جعله يفعل كل شيء من أجل أن يسجل وهو ما حدث قبل مرور 14 دقيقة من الشوط الأول، كما تولى قيادة منتخب بلاده معنوياً ربما للمرة الأولى، بل إنه حصل على بعض مسؤوليات ومهام المدير الفني في بعض لحظات وقرارات المباراة المصيرية والتي تأهل على إثرها منتخب الأرجنتين إلى الدور المقبل بصعوبة بالغة، فقد سجل روخو هدف الفوز في الدقيقة 86 لتنتهي المباراة بهدفين لهدف. المواجهة اللاتينية الأفريقية، والتي كان ميسي نجمها الأول والمتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة رصدتها العدسات في 5 لقطات، وجعلها ليو أكثر إثارة بـ 5أرقام للتاريخ، وفي نهاية الأمر تأهل التانجو، وأثبت ليو أنه يملك صفات القيادة، ولديه ما يكفي من الحماس الذي يجعله أبعد ما يكون عن اتهامات التخاذل، والانكسار، والفشل في القيام بمهام شارة القيادة التي يحملها. ليو ظهر في النفق المؤدي إلى أرض الملعب وهو يطالب اللاعبين بالاندفاع الهجومي، وأكد روخو هذا الأمر بتصريحات عقب المواجهة، حيث أشار إلى أن ليو طالب الجميع بما في ذلك ماسكيرانو بالاندفاع للأمام مهما كانت العواقب، وعدم التوقف عن الركض والضغط طوال الوقت على نيجيريا في منتصف ملعبها، كما ظهر ليو في لقطة أخرى أثناء المباراة، وتحديداً في الشوط الثاني وهو يطلب من خورخي سامباولي الدفع بأجويرو لمساعدة الهجوم، وهو ما حدث فعلياً، وقبل نهاية المباراة مباشرة هرع ميسي للسؤال عن نتيجة مباراة آيسلندا وكرواتيا لكي يطمئن على حظوظ الأرجنتين في التأهل، وفي جميع المشاهد سابقة الذكر بدا ميسي وكأنه قرر أخيراً الإمساك بالقيادة شارة وفعلاً. 1 ... المزيد
مشاركة :