الخرطوم: عماد حسن شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، وسط حضور دبلوماسي وإعلامي كثيف، حدثاً تاريخياً بتوقيع فرقاء جنوب السودان على اتفاق إطاري لوضع حد للصراع الدائر بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار. ووقعت الأطراف، في اليوم الثالث للمباحثات، اتفاق الخرطوم للسلام في جنوب السودان الذي ينص على وقف دائم لإطلاق النار والذي يبدأ بعد 72 ساعة من توقيع الإعلان بالقصر الجمهوري أمس الأربعاء، وفتح ممرات الإغاثة وإطلاق سراح المعتقلين وسحب القوات وفض الاشتباك، كما نص على تشكيل حكومة انتقالية لمدة 36 شهراً «ثلاث سنوات» تجري عقبها الانتخابات العامة، كما اتفقت الأطراف على الإفراج عن الأسرى والمعتقلين. ووقع كل من سلفا كير عن حكومة جنوب السودان ومشار عن مجموعات المعارضة الجنوبية على اتفاق الخرطوم في حضور الرئيس عمر البشير المفوض من «الإيقاد» بتيسير المفاوضات بين الجنوبيين لتحقيق السلام في جنوب السودان، كما وقع الاتفاق ممثلو المعتقلين والأحزاب والتنظيمات السياسية. ووقعت على الاتفاق الأطراف الرئيسية الأخرى وهي «الإيقاد» والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والترويكا إضافة إلى منتدى شركاء «الإيقاد»، بجانب الرئيس عمر البشير باعتباره ضامنا وميسرا وشاهدا على ما توصلت إليه الأطراف الجنوبية. وشمل الاتفاق دعوة الاتحاد الإفريقي و«الإيقاد» لوضع قوات حماية لوقف إطلاق النار الدائم في الجنوب واتخاذ الإجراءات ليصبح الجيش والأمن أجهزة قومية بعيدا عن القبلية مع جمع السلاح من المواطنين. وأشار الاتفاق إلى أن تقسيم السلطة سيكون وفق اتفاق التجسير الموقع بين البلدين وأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة لكل الناس. وشمل الاتفاق تأمين حقول النفط في جنوب السودان في ولاية الوحدة من خلال مواطني الجنوب. وخاطب سلفاكير حفل التوقيع، مؤكدا أنه ملتزم التزاما كاملا بالاتفاق وكل الاتفاقات التي ستوقع لاحقا قائلا «ولن أخذلكم ولن أخذل شعب جنوب السودان». وقال زعيم المعارضة الجنوبية رياك مشار، إن الاتفاقية ستكون أساساً للعلاقة بين السودان وجنوب السودان. وأشار إلى أن السودان سيفتح الأبواب لتنفيذ الاتفاقيات العالقة بين البلدين لحركة التجارة والبضائع والمواطنين.
مشاركة :