يواصل مركز الأمومة والطفولة في مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة تقديم خدمات علاجية جليلة للنساء والأطفال على امتداد الساحل الغربي لليمن، بعد تأهيله من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ورفده بالأجهزة والأدوات والمعدات الطبية الحديثة. - «الهلال» تعمل على تنفيذ مشروعاتها وبرامجها بالتعاون مع السلطات في 5 محافظات يمنية. وفي رصد لحالة من بين مئات الحالات الإنسانية التي استفادت من الخدمات الطبية المقدمة، كانت لنا متابعة عن قرب لحالة المواطنة اليمنية سلمى، التي تعيش مع الآلاف من أبناء جلدتها في قرية صغيرة تقع على حافة الطريق السريع في مديرية الخوخة بالساحل الغربي لليمن باتجاه مدينة الحديدة، حيث لم تكن الحياة سهلة بالنسبة للنساء في هذه القرية، تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران. وكانت سلمى الحامل في الشهر الثامن تعاني فقر الدم، وتتطلب حالتها الصحية الراحة والتغذية الجيدة، بعد أن تضررت كثيراً جراء الحصار الحوثي، واستخدام الميليشيات سلاح التجويع والتدمير، وما خلفه من انتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني، خصوصاً النساء والأطفال، وهنا جاء دور مركز الأمومة والطفولة بتشخيص الحالة، وتقديم خدمات علاجية مناسبة، لتتجاوز سلمى الحالة المرضية وتتماثل للشفاء. وعبّرت النساء والأطفال في مديرية الخوخة والمناطق المحيطة عن سعادتهم بمركز الأمومة والطفولة، لما يقدمه من خدمات طبية من رعاية الأم الحامل، وتقديم المساعدة لها، واكتشاف علامات الحمل في وقت مبكر، بجانب توفير الرعاية والتغذية للأطفال، إضافة إلى تقديم الأدوية المطلوبة للمرضى من أبناء الساحل الغربي لليمن، ليسهم بشكل كبير في تطبيع الأوضاع وعودة الحياة الطبيعية. ويأتي دعم الإمارات لمركز الأمومة والطفولة بالخوخة في إطار مشروعاتها التنموية في اليمن، وتأهيلها للبنى التحتية والمرافق الحيوية في محافظة الحديدة، خصوصاً القطاع الصحي، وتعزيز قدراته، وتأهيل المستشفيات في المناطق المحررة بالساحل الغربي، وتحسين خدماتها، ورفع كفاءتها لإغاثة المتضررين، وتقديم خدمات علاجية متميزة للمواطن اليمني، ومساعدته على تجاوز تداعيات الانقلاب الحوثي الغاشم. وقال مدير مكتب الصحة في مديرية الخوخة، الدكتور عبدالله دوبلة، إن مركز الأمومة والطفولة يقدم خدمات علاجية للنساء والأطفال في المديرية والمناطق المحيطة بها ليسهم في التخفيف من وطأة المعاناة التي خلفها الحوثيون على كاهل أبناء اليمن. وأضاف أن المركز مجهز بعدد من الكراسي المتحركة، إضافة إلى الأدوات والأجهزة المخبرية، وعيادة أسنان كاملة، وصيدلية تم رفدها بالأدوية اللازمة لتلبي الحاجة الملحة للمرضى، ما كان له أكبر الأثر الطيب في نفوس أبناء المديرية. من ناحية أخرى، التقى مدير هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، المهندس سعيد آل علي، وفد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الذي ضم مديرة مكتب المفوضية في عدن جاكلين بريفلين، ومدير مكتب الأمن والسلامة في المكتب أحمد الأغبري. وجرى خلال اللقاء تسليط الضوء على الأنشطة والأعمال الخيرية والإنسانية التي يقدمها الهلال الأحمر الإماراتي ضمن «عام زايد»، في المحافظات اليمنية الخمس التي يعمل بها، وتضم عدن والضالع وتعز ولحج وأبين. واستعرض مدير الهلال الأحمر الإماراتي في عدن، من خلال فيديو موثق، مجمل الأنشطة والمشروعات والأعمال الخيرية التي نفّذها «الهلال» منذ بدء «عام زايد»، وتفاصيل كل مرحلة من مراحل عمله، مشيراً إلى أن ما تم عرضه لم يتضمن أنشطة الهلال خلال الأعوام السابقة، التي وصفها بأنها كثيرة ومتعددة. وأكد أن هيئة الهلال تعمل على تنفيذ مشروعاتها وبرامجها بالتعاون مع السلطات اليمنية في المحافظات الخمس، موضحاً أن الهيئة تسعى إلى تقسيم أعمالها وأنشطتها الخيرية والإنسانية وفق ثلاث مراحل زمنية، انتهت المرحلة الأولى بتنفيذ عدد من المشروعات، والثانية قائمة، فيما يجري الإعداد للمرحلة الثالثة. واستعرض أمام وفد المفوضية عدداً من أعمال الهلال الأحمر الإماراتي، ومنها مشروعات حفر آبار المياه في المناطق الأشد تضرراً، وأهمها بئر القبيطة بلحج بكلفة بلغت ثلاثة ملايين درهم إماراتي، وتوفير مضخات المياه لعدن، وإطلاق برامج للمتطوعين الذين يتزايد عددهم بصورة مستمرة، كاشفاً المزيد من التفاصيل حول المحطة الكهربائية التي من المزمع إطلاقها وتشغيلها في عدن بقدرة 120 ميغاواط، بكلفة تجاوزت 100 مليون دولار، التي من شأنها المساهمة الفاعلة في التخفيف من انقطاع التيار الكهربائي. وتطرق لمشروعات التعليم التي جرى تنفيذها، خصوصاً صيانة وترميم وتأثيت المدارس. وعن المساعدات الغذائية، أكد آل علي أن هيئة الهلال وزعت 30 ألف سلة غذائية على غير القادرين والمتضررين في المحافظات الخمس، إضافة إلى إقامتها إفطارات جماعية خلال شهر رمضان، استفاد منها 75 ألفاً و888 شخصاً في محافظات عدن وأبين و لحج. من جانبها، أشادت مديرة مكتب المفوضية في عدن بجهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في خدمة العمل الخيري والإنساني، مؤكدة أن مشروعات الهلال وبرامجها التي شاهدتها في اليمن شكلت مفاجأة كبيرة لها، نظراً لقدرة «الهلال» على إنجازها في فترة وجيزة.
مشاركة :