بوينس آيرس - وكالات: أكدت سعادة السيدة روسانا سيسيليا سوربالي، سفيرة جمهورية الأرجنتين السابقة لدى الدولة أن الأزمة الخليجية والحصار الجائر المفروض على قطر منذ أكثر من عام عزز زعامة وشعبية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وقالت في مقال نشرته في صحيفة «Los Andes» الأرجنتينية : استراتيجية قطر في التركيز على التعليم والتطور المستدام ساعدها على تجاوز الأزمة والحفاظ على توافقها واستقرارها الاجتماعيينوأكدت في المقال الذي حمل عنوان «سنة على حصار قطر.. مرونة مقابل ثمن باهظ»أن الأسباب العميقة التي تقف وراء حصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر تعود إلى صراعات قبلية قديمة حول زعامة المنطقة ولذلك كانت أهم التهم الموجهة إلى قطر من قبل دول الحصار هي دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار ومحاولة نشر الأيديولوجيا عن طريق وسائل الإعلام التابعة لها». وأشارت إلى أن وجهات نظر أطراف الأزمة الخليجية تبدو بعيدة إلى حد كبير على الرغم من جهود الوساطة الدولية لحل الأزمة. وأكدت أن قطر اتبعت استراتيجية مزدوجة لمواجهة الحصار انقسمت إلى استراتيجية خارجية تتمثل في الدفاع عن قضيتها أمام المنظمات العالمية والبحث عن تحالفات وطرق تجارية جديدة، وأخرى داخلية تلخصت في التركيز على التوافق الاجتماعي ومحاولة تقليص تبعات الأزمة المباشرة على الشعب إلى أدنى المستويات وقد شملت هذه الاستراتيجيات إجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية ناجحة إلى أبعد الحدود مكنت قطر من السيطرة على الأزمة بحكمة ومرونة. ولفتت النظر إلى التبعات الاجتماعية السلبية للأزمة على شعوب كافة أطراف النزاع وما نتج عنها من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان، لافتة إلى أن الحصار كان محركًا للتحالفات الاستراتيجية والاقتصادية مع أطراف أخرى قوية وفاعلة مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي ودول إقليمية مثل عمان وتركيا وإيران. واعتبرت أن قطر حولت الحصار إلى دافع للإنجاز لافتة إلى تركيز قطر على دعم الإنتاج المحلي وخلق قطاع صناعي لافتة إلى بروز شركة «بلدنا» التي نجحت في الهيمنة على السوق المحلية لمنتجات الألبان خلال بضعة أشهر وتعويض المنتجات السعودية بعد أن استوردت 10 آلاف بقرة من أستراليا. ونوهت بنجاح قطر في السيطرة على التبعات المالية والاقتصادية قصيرة المدى للأزمة بفضل مدخراتها وسياستها المالية الحذرة حسب تقرير البنك الدولي وفي الحفاظ على الحياة اليومية الطبيعية لسكانها ولكنها لن تكون قادرة على الحافظ على هذه الإنجازات إذا ما طال أمد الأزمة. ورأت أن استراتيجية قطر في التركيز على التعليم والتطور المستدام ساعدها بشكل كبير على تجاوز الأزمة وعلى الحفاظ على توافقها واستقرارها الاجتماعيين وتعزيز زعامة وشعبية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كقائد وملهم يرفض المساس بالسيادة والقرار الوطني . ونوهت بتركيز قطر على تطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية داخلية والدفاع عن سيادتها الوطنية جنبًا إلى جنب مع الدعوة إلى الحوار والتقيد بالقوانين الدولية. وأكدت أن قطر نجحت في تعديل كفتي ميزان تحالفاتها بشكل دقيق بينها وبين تركيا وعمان والهند وروسيا وإيران من جهة وبينها وبين دول مثل أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان من جهة أخرى.
مشاركة :