أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل من خلال كلمة له بمناسبة افتتاح الدورة الثانية عشرة أن سوق عكاظ وصلت إلى مكانة مرموقة ورائدة ليس على مستوى المملكة وحسب، وإنما أيضًا على مستوى الوطن العربي، مشيدًا بجهود الأمير سلطان بن سلمان في تطوير السوق وإنشاء مدينة سوق عكاظ التي ستكون إحدى الوجهات السياحية الاقتصادية المهمة. وقال: “في هذه المناسبة الكبيرة والتي تعد نقلة نوعية في فعاليات سوق عكاظ السنوية، أحب أن ألقي الضوء على هذا المشروع في هذا العهد العظيم في المملكة العربية السعودية؛ فسوق عكاظ كما تعلمون كان حاضرًا في الجاهلية وفي صدر الإسلام، ثم اندثر كما اندثرت كثير من الأشياء ومن الأسواق التي كانت معروفة، ولكن سوق عكاظ يتميز عن غيره من الأسواق بشخصيته الفكرية والأدبية. وأكمل: وكان من اهتمامات الملك فيصل رحمه الله هو تحديد موقع السوق الذي كان بالسابق، وبالفعل شكلت لجنة كلفهم الملك فيصل يرحمه الله بتحديد سوق عكاظ في الطائف، وأتذكر أننا في يوم من الأيام خرجنا مع الملك فيصل وهو يزور هذه المنطقة في شعيب بجانب سوق عكاظ، وأشار إلى هذا الموقع الذي فيه سوق عكاظ اليوم، وقال هذا هو موقع سوق عكاظ في السابق. وأشار “الفيصل”: بعد ذلك عندما تشرفت بخدمة هذه الدولة تحت قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في منطقة مكة المكرمة، وعندما كنت في زيارة للطائف سألتهم عن سوق عكاظ، وقالوا لم يحدث شيء، ولكن هناك دعوة من أهالي الطائف للملك عبد الله لحفل في الموقع، فاتصلت بالملك عبد الله وأخبرته بذلك، وانتهزت الفرصة بدعوة حضور سوق عكاظ، فأجابني رحمه الله بأنه يقبل الدعوة، وأنه ينبني بحضورها وبالفعل أقمنا أول فعالية لسوق عكاظ في الطائف بتلك الموافقة وعملنا حفلاً واخترنا شاعرًا لعكاظ وهو الشاعر الثبيتي من أبناء الطائف، وقدمنا له الجائزة وهو أول شاعر فاز واستحق هذه الجائزة في ذلك الوقت، ثم بدأنا إعدادًا جديدًا لسوق عكاظ وإعادته بطريقة جديدة”. وأضاف: سوق عكاظ من التراث الحضاري المهم للمملكة، ونحن هنا نريد أن نحافظ على التراث، ولكننا لا نريد أن نتقيد بما يحدث في ذلك الوقت من الشكليات إنما نريد أن نتمسك بمعنى سوق عكاظ، سوق عكاظ كان سوقًا تجارية ومنبرًا للشعراء والخطباء والشعر والخطابة والثقافة واللغة والأدب، فأردنا أن يكون سوق عكاظ الجديد ليس فقط للشعر بل للثقافة وللفكر وسوقًا اقتصاديًا. وأردف: وسوق عكاظ وإعادة إحيائه هي خير من يمثل الفكر السعودي الجديد تحت مظلة الرؤية الجديدة للمملكة في 2030 إذ إنه يعتمد على المحافظة على التراث والمبادئ والشيم السابقة، التي يجب أن يحافظ عليها وأولها طبعًا الإسلام والقرآن والسنة، ثم التركيز على الأمور العصرية التي سوف تنقل هذه البلاد فكرًا واقتصادًا إلى مصاف الدول المتقدمة في العالم، وهذا ما يفعله سوق عكاظ الآن تحت قيادة الأمير سلطان بن سلمان، الذي حول السوق إلى هذا الاتجاه ووصل إلى مكانة مرموقة ليست فقط في المملكة إنما في البلاد العربية، وأهم حركة ومناسبة ثقافية فكرية اقتصادية اجتماعية تراثية في الوطن العربي”. وتطرق إلى اهتمام ملوك المملكة بالفكر والتراث والثقافة وحرصهم على إعادة إحياء سوق عكاظ، وقال: “كل الملوك الذين عاصرتهم كانوا يهتمون بالفكر والثقافة والأدب، فسوق عكاظ اليوم يحكي قصة اهتمام قادة هذه البلاد بالفكر والثقافة والاقتصاد مجتمعة في هذه الحركة الفريدة من نوعها ليس فقط في المملكة، وإنما في الوطن العربي ليس هناك حركة مثل سوق عكاظ في هذا التوجه، خصوصًا أن جميع ملوك المملكة يؤيدون هذا التوجه ويحافظون ويحثون على الاهتمام به، وأنا أتذكر حرص الملك عبد الله يرحمه الله، والملك سلمان، ويجب أن أذكر هذه القصة، ففي أول سنة يتولى فيها الملك سلمان المُلك في هذه البلاد، وأثناء إقامة سوق عكاظ، اتصل بي وأنا أسير في جادة سوق عكاظ ليطمئن على سير العمل في سوق عكاظ في ذلك الوقت في أول ليلة من ليالي عكاظ في ذلك العام المبارك بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز”.
مشاركة :