استفاق اللبنانيون اليوم على مأساة مقتل الشاب محمد زهر (20 عاماً) ليل الأربعاء طعناً على يد أحد جيرانه بسبب «التزريك» على خلفية مونديال روسيا وفوز البرازيل على صربيا بعد هزيمة ألمانيا على يد كوريا الجنوبية و«وداعها» كأس العالم. وتقاطعت غالبية التقارير في بيروت عند كون زهر (من بلدة حاريص الجنوبية)، من مشجعي البرزايل وأنه قُتل خلال احتفاله بفوز المنتخب البرازيلي في محلة حي السلّم في الضاحية الجنوبية لبيروت، اذ هاجمه اثنان من جيرانه من مشجعي المنتخب الألماني (قيل إنهما من الهرمل من آل شمص وبريطع)، وطعنه أحدهما بسكين (تَردّد ان الطعنة في قلبه) ما أدى إلى وفاته على الفور. وفي حين تحدثت التقارير عن أن «الهجوم» حصل بعد مشادات كلامية على خلفية تشجيع القتيل للبرازيل والمهاجمَين لألمانيا، تحدّث بعض المواقع عن ان زهر كان يتابع مباراة البرازيل وصربيا في مقهى في حي السلم، واحتفالاً بهدف البرازيل الثاني أطلق مفرقعات نارية، فانزعج شاب من سكان المبنى الذي يقع فيه المقهى وانه بعد تلاسُن وإطلاق نار نزل الشاب الغاضب برفقة شخص آخر قيل انه صهره، وعمدا إلى تكسير الزجاج وطعن أحدُهما الشابين المغدور محمد. وجرى التداول عبر مواقع التواصل الإجتماعي بمقطع صوتي لسيدة تبكي وتعبّر عن الغضب من خسارة شاب في الضاحية على خلفية إشكال ومفرقعات احتفالاً بفوز البرازيل صارخةً «يلعب أبو كرة القدم والمونديال والبرازيل وألمانيا»، مضيفة: «الآن قضى شاب هنا عندنا على يد (مشجع)»ألماني«طعنه، وأهلُه مفجوعون وكل هذا كرمال شقفة طابة!». وفور وقوع الجريمة التي هزّت لبنان حضرت القوى الأمنية فيما سطرت النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان غادة عون استنابة قضائية الى الأجهزة المعنية لتعقب وتوقيف القاتل ومَن كان معه. وأثارت مأساة حي السلّم مخاوف من إمكان تحوّل «المونديال» سبباً لتوترات متنقلة في بلادٍ يميل أبناؤها تلقائياً الى الاصطفاف التقابُلي حول الرياضة كما لو أنها السياسة، ولا سيما حين يتعلّق الأمر بمنتخبيْ ألمانيا والبرازيل اللذين لهما «متحزّبون» بمئات الآلاف. ولم تمرّ ليلة هزيمة ألمانيا وإقصائها من المونديال مقابل فوز البرزايل على صربيا وتأهلها الى دور الـ 16 دون توترات في مناطق عدة بعدما شهد لبنان من الجنوب إلى الشمال مواكب سيّارة احتفلت بتأهّل «السيليساو». وقد دعا محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، في بيان، جميع المشجعين لمباريات كأس العالم الى «التحلي بالروح الرياضية والتشجيع بمسؤولية كاملة، واحترام آراء وحرية الآخرين الذين يستمتعون بالأجواء الرياضية بشكل حضاري بعيداً عن الصخب والتعصب المتهور، خصوصاً بعد الاشكالات التي حصلت ليل الاربعاء على خلفية نتائج المباريات أثناء المسيرات السيارة والراجلة التي شهدتها بعض شوارع مدينة طرابلس، وتخللها إطلاق المفرقعات النارية بطريقة عشوائية، وأدت الى ازعاج قسم كبير من سكان المدينة، وتفاديا لحصول أي إصابات وإشكالات في الأيام المقبلة بعد انتهاء كل مباراة». وختم نهرا آملا «ألا تصبح ساحات وشوارع المدينة مسرحا للصراعات والمناكفات البعيدة عن الروح الرياضية»، مذكرا بأن «الأجهزة والقوى الأمنية لن تتهاون أبدا مع أي مشجع أو مواطن يحاول الاخلال بالأمن والإضرار بمصالح المواطنين مهما كانت الخلفيات والحجج». وفي أولى ساعات بعد ظهر اليوم أعلن الجيش اللبناني توقيف حسين خضر بريطع المتهم بارتكاب الجريمة.
مشاركة :