تراثنا الفني يُسرق في وضح النهار!

  • 9/8/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تاريخياً لم تكن الأغنية القطرية ذات قيمة مقارنة بالأغنية السعودية والكويتية اللتين سيطرتا بشكل تام على المشهد الخليجي منذ متوسط القرن الماضي إلى نهايته، إلى أن جاء وقت الاستحواذ السعودي على الفن الغنائي الخليجي في السنوات الأخيرة مستنداً على الإرث الكبير والألوان المتعددة في جميع المناطق السعودية. الأغنية القطرية لم تعرف إلا بعد أن قدم فرج عبدالكريم -رحمه الله- أغنية "واقف على بابكم ولهان ومسير" كلمات الشيخ عيسى بن راشد من البحرين وألحان عبدالعزيز ناصر، حيث بدأت بفضل هذه الأغنية تأخذ موقعاً جيداً في الساحة ساهم في بروز أسماء لاحقة مثل علي عبدالستار وفهد الكبيسي. هذا على مستوى الغناء أما على مستوى التلحين، فلم يبرز في قطر سوى ملحنين قليلين وأغلبهم ظهر في الآونة الأخيرة، لكن يلاحظ عليهم اعتمادهم على التراث السعودي بشكل واضح وفاضح يصل في بعض الأحيان إلى مستوى السطو!، إذ ينسبون هذه الألحان لأنفسهم متجاهلين أصل اللحن، ومن ذلك ما فعله الملحن مطر علي عندما قدم مؤخراً مجموعة ألحان للمغني سعود جاسم "يا راوية" وأيضاً "يا بن سالم ترى قلبي عليكم حزين" وهي من التراث الدوسري القديم منبعه الأفلاج من الشاعر "الصخري". أغنية "يا بن سالم" تطرق بشكل جماعي وسبق أن قدمها بشكل فردي العديد من الفنانين السعوديين أبرزهم الراحل مبارك مريسان الذي يعتبر أحد من نشر هذا الموروث كأغنية، إذ قدمها بلحن مغلف بالتطريب، وهي مثل غيرها من أغاني التراث السعودي التي أصبحت حمى مستباحا لكل من لم يجد فكرة أو قدرة على التلحين. فليس على أنصاف الموهوبين سوى أن يعيدوا توزيع هذه الأغاني دون تحديد هويتها!، ويضعوا عليها أسماءهم، أي ببساطة يفعلون مثل ما فعله مطر علي أو الملحن القطري الآخر عبدالله المناعي الذي بدأ يأخذ فرصته في الآونة الأخيرة مستغلاً تراثنا الشعبي. الجمهور الحالي يختلف عن الأجيال السابقة، وارتباطه بالتاريخ الشعبي أقل، لذلك لا يعرف هوية تلك الألوان الغنائية والقصائد التي تقدم بين الفينة والأخرى، وعليه فإن ما فعله مطر علي يمثل جناية تاريخية لابد من كشفها والتحذير منها. وما يؤسف له أن هذا الملحن وغيره ممن استمرأوا استغلال التراث السعودي لا يقدمون هذه الألحان الشعبية بشكل مؤذٍ للأذن من ناحية التوزيع وقلب الإيقاعات وغيرها من وسائل التكنولوجيا التي تبعد الشبهة عنهم وعن سطوهم على تراثنا. من يوقف تلك السرقات؟. إنها ضياع للتراث السعودي وما فعله مطر علي يفترض أن يكون إنذاراً لتحرك القائمين على الموروث ومتابعته في وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون وجمعية الحفاظ على التراث لإيقاف العبث بتراثنا وضمان الحفاظ عليه وتوثيقه واستمراره بهويته الأصلية وبأسماء مؤلفيه الأصليين.

مشاركة :