لقد تجاوزت مؤسسة الفكر العربي الحدود ومضت نحو غايتها لا تلوي على شيء.. تنشد الاصالة ونبل الاهداف وتوسيع افاق الفكر العربي ومدارك شباب هذه الامة.. وفي كل عام يتجدد اللقاء وتلمع أطروحات جديدة ومهام جديدة واتساع بالهدف والمضمون.. وهي وان كانت تمارس نشاطا حرا متزنا متجردا.. يحاول فيها رئيسها وافراد طاقمه.. الخروج عن دائرة السياسة التقليدية او المساس الفردي بالاشخاص سواء الرؤساء او من يمثلون المسؤولية في الحكومات العربية.. وهي ممارسة وأيم الله صعبة وقاسية.. لكن المسؤولين عنها نجحوا من خلال ثلاثة عشر مؤتمرا في ان يحققوا الهدف الابداعي والفكري الخلاق.. وان يصقلوا اهدافهم التي فرغوها في شباب الامة العربية.. وكان ان تجلت المواهب ولمعت النجومية في سماء الوطن العربي بأسره.. ولعل العنوان العريض لمؤتمر فكر الثالث عشر قد ارتج العالم العربى امام صيحة خالد الفيصل التي تذكرنا بصيحة عمورية وامعتصماه.. صاح.. ألم يأن للعرب ان يحكموا العقل ويفيقوا من غفوة الجهل.. هذه الكلمة تصدر من داخل العيادة الفكرية لرجل عاش طولا وعرضا يتعاطى الفكر والابداع وحمل هموم الانسان في وطنه.. ولتكبر حتى اصبحت على مستوى الوطن الكبير.. وفي حكمة بالغة جسد هذا المضمون بقوله اما آن للحكماء والعلماء ان يقولوا كلمتهم حتى نكون مشاركين لا تابعين.. منتجين لا مستهلكين.. مبادرين مبدعين لا ناقلين مقلدين.. ومن الافكار التي لمعت في هذا المؤتمر تلك الكلمة لجلالة ملك المغرب محمد السادس ابن الحسن تحت عنوان التكامل العربي حلم الوحدة وواقع التقسيم.. وهذه لفتة كريمة من رجل له وزنه واقتداره من المغرب العربي.. ولقد اتسم هذا المؤتمر من خلال جلساته ومن خلال المداخلات والطروحات.. في ان يركز في وضوح وجلاء المسؤولية الملقاة على عاتق المفكرين العرب.. ودورهم في التوعية والتنوير والتحليل الموضوعي لاوضاع البلدان العربية.. ولقد نجح المؤتمر في خلق بيئة صحية ومناخ ملائم للحوار والمناقشات بين جميع الاطراف المشاركة.. كما نجح المؤتمر بأن يكون منتدى للفكر ومنبرا للآراء وبتجرد ورغم الحالة اليائسة المحفوفة بالمخاطر وبالاحباطات والجراح التي في مقدمتها القتل على الهوية واشاعة الفئوية والطائفية.. والتمزيق لاوصال الجسد العربى كل هذه من عوامل الدمار والهدم.. لم تمنع مؤسسة الفكر من ان تتوالى المؤتمرات وتجند الطاقات الشابة وتحفز المفكرين والرواد من اجل تدارك ما يمكن تداركه.. وان تظل نافذة الامل مفتوحة.. وان تغرس شجرة اليقين في الله ثم في شباب الامة.. وترويها بماء الايمان حتى نقف ويقف العالم العربى وقفة رجل واحد كما يقول شاعر العربية: كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحـــادا تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أفرادا حفاوة فكر 13 بالإبداع: منذ عرفنا خالد الفيصل في حرم المسؤولية وهو حفي بالفكر وخاصة بالابداع والمبدعين.. والتركيز على تفجير طاقاتهم والعناية بالمواهب.. كان ذلك في رعاية الشباب وفي عسير.. الامر الذى طوف الافاق شهرة وابداعا.. ثم من خلال خطوته الجريئة والرائعة اذ بادر بإحياء سوق عكاظ الرمز التاريخي الذي يبعث فينا بصيص امل من داخل اصداء دياجير الظلمة وموجات الالم والانكسار ويبعث فينا حائطا نتكئ عليه ويري الشباب بوارق امل في ان يحيي سوق عكاظ موات الطاقات والقدرات العربية الابداعية. وهذا هو مؤتمر الفكر العربى الذي يسافر من القاهرة الى لبنان الى البحرين الى دبى الى مراكش ثم الى الكويت ثم الى دبى وها هو ينيخ ركابة في مدينة الصخيرات المغربية الجميلة محفوفا بحفاوة وحماس الشباب الذين وجدوا فيه متنفسا يروج لقدراتهم ويسمح لهم بالسمو والرقى في افاق الحياة المبدعة.. والجدير بالذكر ان اعداد المبدعين في تزايد مع مر السنين وهي بشارة خير وشهادة تجير لمؤسسة الفكر العربى.. وحسبى الله ونعم الوكيل.
مشاركة :