القاهرة – محمد عمر قال السفير الفلسطينى بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح: إن المملكة العربية السعودية تقدم دعمًا قويًا للقضية الفلطسينية سواء كان ماديًا أو معنويًا، لا سيما خلال قمة الظهران، التي أطلقت عليها قمة القدس، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يثمن المواقف العظيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. وأضاف اللوح في حوار لـ للبلاد ، أن المملكة تدفع حصتها بانتظام لدعم فلسطين، فضلا عن مساندة مركز الملك سلمان للإغانة والأعمال الإنسانية في الأعمال التنموية والخيرية بفلسطين تجسدت في 200 مليون دولار تعهدت بها المملكة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ودعم برنامج الأوقاف ومشرع إنشاء وترميم الوحدات السكنية في مخيمات اللاجئين في الضفة وغزة ونهر البارد وعين الحلوة. * فى البداية كيف استقبلتم مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإطلاق القدس على القمة العربية ؟ – فى البداية أعرب عن بالغ الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان ، على المواقف العظيمة تجاه الشعب الفلسطينى ، وبالفعل تقدمنا بطلب الى المملكة العربية السعودية وأيضا الى الجامعة العربية لاطلاق اسم القدس على القمة العربية التى انعقدت فى مدينة الظهران لما لهذه التسمية من أهمية مرتبطة إرتباط وثيق ومباشر لما تواجهه القدس من خطط تهويد إسرائيلى مستمر ، بالإضافة أيضا القرارات الأمريكية التى تريد أن تستهدف المكانة التاريخية والقانونية للقدس الشريف ، فضلا على أن المبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين أكدت أن الموقف العربى والإسلامى موحد ضد القرار الأمريكى المتعلق بنقل السفارة ، لذلك اكتسبت القمة أهمية فى هذه المرحلة الفاصلة فى تاريخ الأمة وتاريخ النضال الشعبى الفلسطينى . * موقف موحد * الموقف العربى الأن اصبح موحداً على مستوى الحكومات والشعوب ما رأيك ؟ – نقدر عاليا موقف الحكومات العربية من رفض وإدانة واستنكار هذه القرارات الامريكية والتى أكدت عليها قمة الظهران حيث شدد خادم الحرمين الشريفين على استنكار المملكة والزعماء والمشاركين بالقمة ، وهذا التكاتف العربى على مستوى الحكومات غير منفصل عن موقف الشعوب العربية والاسلامية فى مختلف العواصم ، وهنا أؤكد أن الشعوب العربية مرتبطة ارتباطا عميقا بالقدس ولذلك وجدنا هذا الالتفاف حول القدس ونذكر بموقف الأزهر الشريف الذى رفض فيه تلك القرارات الامريكية وعقد مؤتمر نصرة القدس ، الذى أكد موقفه الواضح والتاريخى الثابت المؤيد لحقوق الشعب الفسطينى . * التنسيق المشترك بين المملكة وفلسطين ما النتائج الإيجابية التى أثمر عنها ؟ – صدر عنها قرار على مستوى كبير من الأهمية أكد الموقف العربى وأدان واستنكر القرارات الامريكية وأيضا كلفتنا الأمانة العامة بوضع خطة تشتمل على عناصر متعددة لمواجهة تداعيات وأخطار القرار الأمريكى المتعلق بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل ، ونواصل الأن التنسيق على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى المبادرة العربية للسلام وعلى مستوى الأمانة العامة للجامعة العربية وذلك للحيلولة من إقدام بعض الدول الأخرى على نقل مقر بعثاتها الدبلوماسية ، وبالفعل نجح العمل العربى المشترك فى منع وصول اسرائيل لمقعد فى مجلس الأمن وسوف ينجح فى كبح جماح بعض الدول وهى قليلة من أن تنقل سفاراتها من تل أبيب للقدس التزاما بقرار مجلس الأمن الذى يحظر نقل السفارات والبعثات الدبلوماسية من تل أبيب إلى القدس . * ما هى الخطوات المقبلة من القيادة الفلسطينية تجاه الموقف الأمريكى من القدس ؟ – التحرك الان على 3 مستويات أولها تحرك فلسطينى ثم تحرك فلسطينى مصرى أردنى توج باجتماع ثلاثى ضم وزراء خارجية الدول الثلاث بالإضافة لرؤساء أجهزة المخابرات فى هذه الدول والمستوى الثالث هو الإطار العربى العام من خلال الدول العربية الشقيقة والجامعة العربية والبعثات العربية المنتشرة حول العالم ومجالس السفراء العرب الموجودة فى العواصم الأجنبية ، ومن خلال هذه المستويات الثلاث تمكنا من توفير حماية عاجلة للشعب الفلسطينى بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والمرتكز الثانى فى التحرك هو تشكيل لجنة تحقيق دولية بعد أن قرر مجلس حقوق الإنسان فى جنيف إيفاد لجنة للتحقيق ، كما طالبا مجلس الأمن أن يشكل لجنة تحقيق وأن تتمكن هذه اللجنة من القيام بأعمالها ـ ثالثا إحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية وبالفعل قام وزير خارجية دولة فلسطين بإحالة ملف الإستيطان وملف الجرائم الإسرائلية إلى محكمة الجنايات الدولية . * الرؤية العالمية للمزاعم الإسرائيلية أصبحت الآن أكثر واضحا هل هذا صحيح ؟ – اسرائيل باتت مكشوفة أمام الرأى العام العالمى، ولم تعد إسرائيل التى تستطيع أن تسوق نفسها بنفس الطريقة السابقة لأن جرائمها فى حقوق الإنسانية باتت واضحة ، كما أن التنسيق العربى على المستوى الدبلوماسى نجح فى كشف زيف الرواية الاسرائيلية ، وهنا أؤكد أن اسرائيل تتسلح بالفيتو الأمريكى الذى مثل إنحيازها الواضح لصالح إسرائيل فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ، ولذلك أصبحت الولايات المتحدة فى دائرة العداء العربى ، ولن نقبل بها كراعى فى المفاوضات وإنما سنقبل بها كطرف من الأطراف ، والرؤية التى تقدم بها الرئيس أبومازن ضمت تشكيل مظلة دولية مع آلية متعددة الأطراف لرعاية العملية السلمية من خلال عقد مؤتمر دولى للسلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية للسلام لحل الدولتين ووضع إطار زمنى للمفاوضات وإنهاء الإحتلال الإسرائيلى وإقامة دولة فلسطينية على كامل أراضيها وعاصمتها القدس الشرقية وهذه هى المحددات بالنسبة لنا . * مواقف المملكة مشرفة * ما هى أوجه التنسيق السعودى الفلسطينى ؟ – التنسيق مستمر خاصة مع ترؤس المملكة دورة المندوبيين وتترأس أيضا القمة العربية ، وهنا أشدد على أن المملكة هى الحاضرة بقوة فى دعم الشعب الفلسطينى ، وتمثل لنا المملكة دائرة مركزية مهمة نظرا للدعم غير المحدود على مستوى الساحات الدولية والدعم الإقتصادى والمالى وعلى مدار التاريخ كانت المملكة هى الحصن الأمين للشعب الفلسطينى ، وأثمن عاليا موقف المملكة وأتوجه بالشكر على كل قدمته المملكة من مواقف ومساندة ودعم سخى فى كل الأوقات والمواقف . * القضية الفلسطينية هى محور اهتمام القيادة والشعب السعودى ما رأيك ؟ – بكل تأكيد ونحن لم نلمس غير ذلك ، نشعر دائما أن القضية الفلسطينية هى محور اهتمام القيادة السعودية والشعب أيضا، ومساندة المملكة ومواقفها خير شاهد على أنها تضع فلسطين على رأس أولوياتها وهذا ليس سرا أو خفيا على أحد ، وهو واضح خاصة ما يصدر عن المملكة من مواقف معلنة تؤكد هذا الموقف العربى الأصيل ، كما أن المملكة ملتزمة بدفع حصتها المقررة من الجامعة العربية بإنتظام وأضف إلى ذلك أنها تقدم مساعدات إضافية للشعب الفلسطينى حتى يتمكن من مواجهة الظروف الصعبة التى يمر بها . وأكرمنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله بالدعم والمساندة فى المجالات الإغاثية والإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال المساعدات التنموية والمساعدات الإنسانية بما مقداره والمساعدات الخيرية بالإضافة إلى مبلغ 200 مليون دولار تعهدت بها المملكة منها 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، و150 مليون دولار لدعم برنامج الأوقاف الفلسطينية بالقدس فضلا عن مشروع إنشاء وترميم الوحدات السكنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، ومخيما نهر البارد، وعين الحلوة . * ما هى أبرز النقاط المتعلقة بملف الحجاج الفلسطينيين ؟ – المملكة تعطى للشعب الفلسطينى الأولوية فى مختلف المجالات وتخصص سنويا حصة كبيرة لدولة فلسطين ، فضلا عن خادم الحرمين الشريفين سنويا يكرمنا مرتين كل عام وتوجه إلى لأهالى الشهداء والأسرى بفلسطين ، ونحن الأن نستعد لوضع الترتيبات النهائية لإستقبال الحجاج من خلال بعثة وزارة الاوقاف و الشؤون الدينية الفلسطينية الموجودة حاليا بالأراضى المقدسة . قمة القدس والرؤية السعودية للقضية الفلسطينية ما تعليقك ؟ نالت قضية فلسطين اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية على مدار عقود من الزمن وسجل التاريخ موقف المملكة الثابت والمناصر لقضية فلسطين فكان للمملكة موقف واضح بعد قرار الرئيس ترامب؛ باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمةً لإسرائيل، أبدت المملكة أسفها الشديد جراء هذا الإعلان مؤكدةً أنها سبَق أن حذّرت من العواقب التي وصفتها بـ”الخطيرة” لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة. * متغيرات دولية * كيف نعيد تشكيل الموقف العربى للتعامل مع التغيرات على الساحة الدولية ؟ – عبر توحيد الجهود العربية وتوحيد المساع المشتركة من خلال رسالة شاملة تعبر عن الرؤية العربية المشتركة فى التعامل مع الإدراة الأمريكية مع ، وأيضا من خلال توظيف المصالح المشتركة لتكون عامل قوى ومؤثر فى التعامل مع المواقف الأمريكية ، ونشير هنا إلى حجم المصالح للكثير من الدول بمنطقة الشرق الاوسط ، ولذلك يجب توظيف كل تلك المسارات داخل منظومة واحدة لخدمة المصالح والأهداف العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى لازالت تشكل القضية المركزية بالنسبة للدول العربية وتشكل أساس الإستقرار فى الشرق الأوسط . هل هنالك إختلاف واضح فى المواقف الغربية خاصة الاتحاد الأوروبى ؟ – الموقف الغربى ينقسم إلى جزئين هناك الولايات المتحدة الأمريكية فى طرف ودول الاتحاد الأوربى فى طرف أخر سياستنا مع الاتحاد أثبتت نجاحها خاصة بهد إحداث هذا التغيير الجوهرى فى مواقفه خاصة فى العقدين الأخيرين لأن الفعل العربى أثر تأثيرا عميقا فى المواقف الأوربية ، وما يدل على ذلك ما شهده مجلس الأمن من تصويت لصالح القرار العربى الذى تقدمت به مصر ورفضته أمريكا فقط ، ويبرز ذلك فى عدد الدول التى توصت لصالح القرارات العربية ومشاريع القرارات الفلسطينية ، ويجب أن ندرك أهمية التغيير الكبير فى مواقف الاتحاد الأوربى لأن من شأن موقفه المتطور والمتقدم أن يؤثر إيجابيا على موقف الإدارة الأمريكية . الجامعة العربية تلعب دورا كبير فى المرحلة الراهنة كيف ترصده ؟ الجامعة العربية تقوم بدور مهم ومؤثر فى الفعل السياسى والدبلوماسى العربى خاصة ما سجلته من مواقف مشرفة فى معركة الدفاع عن القدس والقضايا العربية كافة ، ونحن نعتبر أنفسنا فى شراكة دائمة وكاملة مع المملكة ومصر والأردن ونتحرك فى هذا الإطار لإطار عربى أوسع بما يحقق حاضنة عربية للعمل المشترك الذى نحن فى أمس الحاجة إليه ونحن لانعمل بشكل منفرد ولكن نعمل من خلال رؤية مشتركة مع الأشقاء العرب عبر التنسيق والتشاور المشترك والذى أثمر فى تقديم الموقف العربى فى أروع صوره مما حقق قوة الموقف وتوحده.
مشاركة :